جمعيات الأمازيغ بفرنسا ونظيرتها بالمغرب تندد من أكادير بواقع الأمازيغية وتبحث مجالات العمل المشترك

 
عقدت جمعيات ثقافية أمازيغية من فرنسا والمغرب لقاءا لتبادل الرؤى وبحث سبل ومجالات العمل المشترك مستقبلا نهاية شهر يوليوز الماضي، في فندق أفرني بمدينة أكادير، وحضر ذات اللقاء كذلك ممثلين عن جمعيات المهاجرين الأمازيغ المغاربة بفرنسا.
وأورد بيان للجمعيات المجتمعة في لقاء أكادير أن الحاضرين ناقشوا مختلف الجوانب المتعلقة بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية وسبل العمل من أجل وقف كل أشكال التمييز ضد الأمازيغ في المغرب وحول العالم.
وأشار ذات البيان إلى أن القضايا المتعلقة بالحقوق الثقافية واللغوية لدى الأمازيغ داخل المغرب وبالخارج، لا زالت لا تحظى بالأولوية والإهتمام اللازمين من قبل الحكومة المغربية، على الرغم من مصادقة المغرب على العديد من الاتفاقات الدولية بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على ضرورة إقرار الحقوق الثقافية واللغوية.
وأكدت الجمعيات الأمازيغية المجتمعة بأكادير كذلك على أن المهاجرين الأمازيغ بالخارج لا يحظون بحقوقهم اللغوية والثقافية، ولا تحترم الدولة المغربية منطوق الإتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فيما يتعلق بحماية مصالح مهاجريها وحقوقهم بما فيها اللغوية والثقافية، بل تتم ممارسة التمييز ضد ثقافة ولغة المهاجرين المغاربة الأمازيغ.
وأجمع الحاضرون بأكادير فيما يتعلق بترسيم الأمازيغية على عدم وجود إرادة لدى الحكومة والطبقة السياسية برمتها في المغرب لتفعيله، وذلك بدليل عدم إعطائها للأولوية لصياغة القانون التنظيمي الذي ربط به تفعيل رسمية الأمازيغية مما يدفع للشك في حقيقة وجود إرادة سياسية لإقرار المغرب رسميا بتنوعه وتعدديته.
وأمام هذا الوضع الغير العادل، واستحضارا لميثاق كليشي الذي وقعت عليه في شهر أبريل 2012 الجمعيات الأمازيغية بفرنسا، والذي دعا الحكومتين المغربية والفرنسية إلى إعادة النظر في الاتفاقات الثنائية بينهما بما يأخذ في الإعتبار التنوع الثقافي للمغرب والتعديل الدستوري لسنة 2011. دعت الجمعيات الأمازيغية المغربية والفرنسية المجتمعة بأكادير يوم 29 يوليوز 2015، الحكومة المغربية إلى احترام التزاماتها فيما يتعلق بالحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية من خلال تكريس وتعزيز اللغة والثقافة الأمازيغية في السياسات العمومية للمغرب وعلى مستوى التمثيل الدبلوماسي.
وشددت ذات الجمعيات على ضرورة أن تقوم الدولة المغربية بإدماج اللغة الأمازيغية والمكون الثقافي الأمازيغي في البرامج التعليمية والأنشطة الثقافية للمغرب في العالم، مؤكدة على أن مصالحة المغرب مع هويته لا يمكن له أن يتحقق إلا بتوفر إرادة سياسة حقيقية تستهدف القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الأمازيغية.
ودعت جمعيات المهاجرين الأمازيغ بفرنسا والجمعيات الأمازيغية بالمغرب الدولة المغربية إلى الإسراع في إقرار القانون التنظيمي للأمازيغية وحملتها كامل المسؤولية في هذا الصدد.
وفي تصريح لأمدال بريس حول لقاء أكادير الذي جمع الجمعيات الأمازيغية بفرنسا ونظيرتها بالمغرب، أكدت رحمة كراماز رئيسة جمعية “تماينوت دوفرنس” أن الإجتماع كان هدفه الأساسي تبادل الرؤى والأفكار بين الجمعيات الأمازيغية بفرنسا والمغرب، وبحث المجالات الممكن العمل فيها بشكل جماعي، بالإضافة لتبادل الخبرات وتقوية التعاون والتنسيق بين الأمازيغ بفرنسا وإخوانهم بالمغرب، وإطلاق مبادرات مشتركة بالمغرب وبفرنسا.
وشددت ذات المتحدثة على أن الجمعيات الأمازيغية المجتمعة في لقاء أكادير وقبله لقاء كليشي تضع نصب أعينها وفي أولوية أهدافها إقرار الحقوق اللغوية والثقافية وصياغة القانون التنظيمي لتفعيل ترسيم الأمازيغية الذي مضت إلى حدود اللحظة أزيد من أربع سنوات دون أن يتم إقراره.
 وأشارت رئيسة “تماينوت فرنسا” في ذات الإطار إلى أن الجمعيات الأمازيغية تستهدف التحرك بشكل فاعل بالتنسيق مع نظيرتها داخل المغرب، من أجل أن تتم صياغة القانون التنظيمي للأمازيغية بالشكل الذي يستجيب لتطلعات الأمازيغ ويحقق إقرارا حقيقيا وكاملا للحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية ليس داخل المغرب فحسب بل في الخارج كذلك، وفي هذا الصدد شددت رحمة كراماز على أن الجمعيات الأمازيغية بفرنسا تعمل من أجل تقوية الضغط على الحكومتين المغربية والفرنسية لكي تتم مراجعة الإتفاقيات التي تجمع بين الحكومتين بما يتلاءم مع الدستور المغربي الجديد الذي يقر الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد، وبما ينسجم مع مطالب الجمعيات الأمازيغية ويحقق إقرار كاملا للحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.
من جانب اخر قالت رحمة كراماز إلى أن لقاء أكادير جاء كمبادرة ثانية بعد لقاء كليشي للجمعيات الأمازيغية بفرنسا، وأشارت إلى أن لقاء أكادير أتى بمبادرة من حسن أوبراهيم عضو جمعية “ثيويزي ليل”، مشددة على أن اللقاءات بين الجمعيات الأمازيغية في فرنسا والمغرب مهمة جدا وتبقى مفتوحة لكل الجمعيات الأمازيغية في العالم والمغرب، مؤكدة على أهمية التنسيق بين الأمازيغ بالداخل والخارج لا سواء فيما يتعلق بإقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، أو فيما يرتبط بالحفاظ على الهوية الأمازيغية للمهاجرين بالخارج وتقوية حضور الثقافة الأمازيغية في أوساطهم، وفي هذا الإطار أشارت رحمة كراماز إلى أن المجتمعين باكادير تداولوا عدة مبادرات من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر تنظيم ملتقى ثقافي بالمغرب مستقبلا يجمع بين الجمعويين الأمازيغ بفرنسا والمغرب، إلى جانب فتح الباب أمام انخراط أبناء المهاجرين في المخيمات الصيفية التي تنظمها الجمعيات الأمازيغية بالمغرب، ومساهمة هذه الأخيرة في العمل الأمازيغي بفرنسا سواء عبر تكوينات أو غير ذلك.
هذا وحضرت لقاء أفرني بأكادير الجمعيات التالية: 
 Tamaynut France – 
 Tiwizi Ile De France – 
 Tiwizi 59 – 
 Franco Amazighe de Mulhouse – 
 Corso Berbère – 
Tidi 92 – 
(Association des Travailleurs Maghrébins de France (ATMF – 
Bougafer France – 
 Associazione Culturale Berbera-Italie – 
Université d’Eté – 
Tamaynut Maroc – 
 Azetta Amazighe – 
AMREC – 
(Alliance des Ecrivains en Amazighe (Tir – 
 
 
أمدال بريس: ساعيد الفرواح
 
 
 

شاهد أيضاً

“صدى وتأثير معركة أنوال في الأوساط المحلية والعالمية” محور ندوة بالحسيمة

تخليدا للذكرى 25 لعيد العرش والذكرى 103 لمعركة أنوال الخالدة، تنظم النيابة الإقليمية للمندوبية السامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *