2020 سنة الآلام و النجاحات الديبلوماسية

انغير بوبكر

ستبقى سنة 2020 راسخة في الأذهان و مسجلة في التاريخ كسنة صعبة شاقة مضنية تمنى الجميع مرورها بسرعة ، سنة سيطر فيها الخوف الهلع و الحزن على العالم ، سنة اجتاح فيها وباء كورونا العالم بأسره ، فلم يرحم مسنا ولا طفلا و لا شابا ، سنة سيطرت فيها أخبار الوفيات و الركود الاقتصادي على نشرات الأخبار .فقدنا في سنة 2020 أصدقاء كثر لم يمهلهم الوباء الملعون كثيرا ، فقدنا إعلاميين مرموقين مخلصين ورجال فن ورياضة وأدب وثقافة و علم ، رحل عنا عدد كبير من الأطباء و الممرضين الذين تصدوا للوباء بشجاعة وبسالة منقطعة النظير، نعم ان سنة 2020 هي سنة الكمامة و التباعد الاجتماعي والعزوف عن المناسبات المفرحة والمبهجة ، انه عام الألم والتوجس و انتظار حكم الأقدار .رحم الله جميع من استشهدوا اثر هذا الوباء اللعين وتغمدهم برحمتك الواسعة .

سنة 2020 هي سنة الانتصارات الدبلوماسية المغربية ، سنة انتصر فيها المغرب بقيادة الملك السادس و الشعب المغربي في قضية الصحراء المغربية حيث تواتر فتح القنصليات الأجنبية على ارض الصحراء المغربية و استطاع المغرب ان يقنع العالم بأسره بمغربية الصحراء و بالحقوق المغربية المشروعة في استكمال الوحدة الترابية المغربية. سنة 2020 هي سنة الفتوحات الدبلوماسية والانتصارات الميدانية المغربية حيث تم حل إشكال معبر الكركرات بسلاسة و حسن تدبير ابهرت العالم اسره في ما يشبه مسيرة خضراء جديدة .

سنة 2020 سنة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الأرض المغربية الجنوبية وهو قرار تاريخي بكل المقاييس حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية بلد مؤثر جدا في قرارات مجلس الأمن الدولي و اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية سيكون بداية الغيث بالنسبة لحل نهائي لقضية الصحراء المغربية .

سنة 2020 هي عنوان تصالح المغاربة ملكا وشعبا مع مكون أساسي من مكونات هويتنا وثقافتنا الوطنية ، وهو المكون العبري ، صحيح أن دستور 2011 كان صريحا في التأكيد على البعد العبري كمكون أساسي من أبعاد الهوية الوطنية الجامعة، لكن قرار بلادنا استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل التي تحتضن حوالي مليون مغربي هو قرار ايجابي وهام وحيوي بالنسبة لإعادة النقاش حول مكانة اليهود في النسيج الاجتماعي والثقافي المغربي في انتظار أن تبادر السلطات العمومية ببلادنا إلى أن تنقح البرامج التعليمية والإعلامية لتشمل تدريس تاريخ التواجد اليهودي بالمغرب والتمازج الديني والتعايش الحضاري الذي عرفته بلادنا في غابر العصور بين مختلف الأديان والثقافات واللغات قبل أن يتسلط علينا الاستعمار الأجنبي الذي قلب الأمور رأسا على عقب وأورث لدينا عقد النقص و زرع فينا روح التفرقة والدوغمائيات ونمى لدينا نزعة معادة الاخر المختلف دينيا و ثقافيا.

كلنا امل ان تكون سنة 2021 سنة امن وأمان و طمأنينة ورخاء ، وسنة تعايش ووئام وتصالح مع ذواتنا و مع الآخرين، سنة استمرار انتصاراتنا الدبلوماسية وانفراجات حقوقية و تنمية اقتصادية .

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *