أكد رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، عن الدور التاريخي لبلدة فرخانة إلى جانب مكونات قبيلة قلعية في مقاومة الاستعمار الإسباني.
وأضاف الراخا خلال ندوة بمهرجان فرخانة الدولي النظم تحت شعار “فرخانة.. من الذاكرة إلى استشراف المستقبل”، نظمت مساء أمس السبت 20 يوليوز 2019، بمركز فرخانة إقليم الناظور، أن المنطقة كانت ساحة لأولى المعارك التي خاضها الريفيون ضد الاستعمار الإسباني، ويتعلق الأمر بمعركة إغزار ن ووشن” التي قادها الشريف محمد أمزيان سنة 1909.
وتحدث الراخا عن خدعة محاكاة الأحجار التي استخدمها جنود محمد أمزيان، حيث تمكنوا من تضليل المستعمر ومباغتته بقتل الجنرال بنتوس، مباشرة بعد توغله في أراضي قلعية.
وأشار الراخا إلى رسالة هو بصدد كتابتها إلى الحكومة الإسبانية، لمطالبتها بإنشاء تمثال للأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، عرفانا له بالجميل الذي قدمه لهذه المدينة حينما عارض دخولها من طرف القوات الريفية إبان حرب الريف التحريرية.
وذكر الراخا عددا من الأسباب التي جعلت الأمير الخطابي يمتنع عن دخول مليلية، كونها أولا مدينته الثانية التي تكون بها واشتغل بها أستاذا للأمازيغية وصحافيا قبل أن يتأثر بالديمقراطية والعلمانية التركية بعد ثورة كمال أتاتورك.
ومن أسباب ذلك أيضا كون الخطابي يفرق بين المجتمع المدني والعسكري، عكس ما كان يعرف قبل ذلك بالجهاد ضد كل من هو غير مسلم، وكذلك حاول عبد الكريم من خلال مدينة مليلية الحفاظ على العلاقة مع إسبانيا من أجل أن تحقق دولته الحديثة قفزة اقتصادية.
وخلص الراخا إلى أن الخطابي قدم للعالم دروسا في فصل الدين عن السياسة والديمقراطية، وقال بأن الوقت قد حان من أجل الوحدة والتقدم إلى الأمام.
ومن جانبه تحدث عمر شارق، رجل تعليم متقاعد وفاعل جمعوي بالمنطقة، عن أسباب الهدر المدرسي بفرخانة، داعيا آباء وأمهات التلاميذ إلى تشجيع أبنائهم عن الدراسة.
ومن بين أسباب الهدر المدرسي ذكر شارق الطرد المدرسي وزواج القاصرات، وكذلك العلاقة التي باتت تتسم بنوع من العدوانية بين التلاميذ والأساتذة.
وأضاف شارق إلى ذلك المشاكل العائلية التي تأدي في الغالب إلى غياب الاستقرار الأسري، وكذلك الغياب المتكرر للأستاذة وطريقة التدريس وغياب الوسائل البيداغوجية.
قبل أن تفتح مسيرة الندوة، نادية بودرة، باب المناقشة التي كانت غنية وفي مستوى الحدث الكبير الذي تحتضنه مدينة فرخانة على مدى أربعة أيام من 18 إلى 21 يوليوز 2019، التي تصادف الذكرى 98 لمعركة أنوال.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني