روبورطاج: موكب جنائزي مهيب يرافق المناضل الريفي مصطفى البوعزاتي إلى مثواه الأخير

de0dab53-83e8-41b3-b370-0e8f66cd0d71

بعد التأكد من أن المناضل مصطفى البوعزاتي “أمسرم”، المنسق السابق للحركة الأمازيغية بوسط الريف وخريج الحركة الثقافية الأمازيغية موقع قاضي قدور (الناظور) وبعده موقع وجدة، قد رحل عنا بالفعل، وتم تأكيد ذلك من طرف المناضلين الأمازيغ الذين قاموا فور سماعهم بالخبر بزيارةلعائلة الشهيد، وقاموا بمواساتهم في هذا المصاب الجلل. ماهي إلا ساعات تجاوز فيها مناضلوا ومتعاطفوا الحركة الأمازيغية ومحبوا المناضل الأمازيغي صدمتهم، واستوعبو الحدث، حتى هبوا مسرعين من كل حدب وصوب لحضور جنازته. وانطلق من هم بعيدون ليلا من أجل الوصول إلى مكان دفنه ب”ثوونت” في الوقت المناسب، فكان الموعد مع مناضلي الحركة الأمازيغية من كل بقاع الريف (الناضور، العروي، الحسيمة، طنجة، وسط الريف…)، بينما كان للمناضلين الطلبة بمدينة وجدة موعد في المحطة مع السادسة صباحا، والوجهة “قبيلة أيت سعيد”، وتوافدت أعداد كبيرة من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية موقع قاضي قدور، وكذا بعض الأساتذة المتدربين.

استمر المناضلون الأمازيغ إلى جانب أصدقاء “أمسرم” وعائلته ومحبيه، ومتعاطفي القضايا التي آمن بها، استمروا بالتوافد على قرية “ثوونت” بجماعة الكبداني، طيلة يوم الجمعة 04 مارس 2016، حتى موعد دفنه مباشرة بعد صلاة العصر بمسجد “ثوونت”، حيث تم مرافقة الشهيد في موكب جنائزي مهيب، يبين عن مدى الحب الذي يكنه الريفيون لهذا المناضل الذي يشهد له بالإجماع بحسن الخلق والطيبوبة، وشيع أصدقاءه جنازته وأعينهم تذرف الدموع من شدة الألم والحسرة على خسارة واحد من أعظم من عرفت الحركة الأمازيغية والإنسانية جمعاء، وما إن وصل المناضل الأمازيغي إلى مثواه الأخير بمقبرة “ثوونت”، وباشر المشيعون بدفن جثة الشهيد حتى انهار بعض المناضلين من شدة ألم الفراق ولم يتمالكوا أنفسهم وهم يشاهدون رفيق دربهم وأحد رموز النضال الأمازيغي بالريف يوارى الثرى ويودعهم إلى الأبد. انتقل بعد ذلك المناضلون وأصدقاء “أمسرم” وجيرانه، إلى تعزية عائلة الشهيد وشدوا على أيدي أفرادها بحرارة، وبذلك كانت نهاية آخر لقاء لهم بالمناضل البار الذي لا يبدوا من ملامح الحاضرين أنه سيسهل عليهم الفراق.

من هو الأستاذ مصطفى البوعزاتي؟

ازداد مصطفى البوعزاتيفي قرية “ثوونت” بقبيلة أيت سعيد الواقعة بالجزء الشمالي للريف الأوسط، حيث تابع المناضل دراسته الابتدائية، لينتقل إلى مركز الكبداني لمتابعة دراسته الإعدادية، وفي المرحلة الثانوية انتقل البوعزاتي إلى ثانوية الأمل بميضار، حيث حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية ما فتح أمامه آفاق الولوج إلى سلك التعليم العالي بجامعة قاضي قدوربالناضور،حيث تفوق في دراسته للقانون إلى جانب نضاله في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية بذات الموقع الذي حصل فيه على إجازة في الدراسات الأساسية بميزة عالية، ما مكنه من ولوج ماسترالدراسات الدستورية  بجامعة محمد الاول بوجدة حيث تعمق في دراسة القانون إلى جانب نضالاته المبدئية، وكان موضوع موضوع بحثه في الاجازة هو “المقدس في النظام السياسي المغربي”، ونال شهادة الدراسات العليا بميزة مشرف جدا. اصطدم مصطفى البوعزاتي بعد تخرجه، كغيره من الأطر في هذا الوطن الجريح، بواقع البطالةالمأساوي، فظل معطلا لسنوات، زادت من سخطه وكره للواقع. وقد وافته المنية وهو بصدد التحضير للتسجيل في الدكتوراه.

0acb2597-5a62-4b13-bfb1-fe6cfd21f85a

1eb1ac51-830d-4d1c-8d9f-d0b1f3c59c88

7cb8eb0a-a2e6-4dbe-950c-c7a5e2f1e16f

كريم بوزريوح/كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *