جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
كما يعلم الجميع، تتوفر بالشبكة العنكبوتية موسوعة حرة ذات طابع عالمي اسمها: “ويكيبيديا”. هي أول نتيجة بحث تقدمها مواقع البحث لمتصفح الأنترنيت كلما هم بالبحث عن موضوع ما من خلال الكلمات المميزة له، وهو ما يبرز المكانة والأهمية الذي يحظى به هذا الموقع المعرفي والعلمي (ويكيبيديا) على مستوى المحتوى المعرفي المتوفر بالشبكة العالمية وبمختلف اللغات.
تسمى موسوعة “ويكيبيديا” بالموسوعة الحرة، لأنها تقدم معرفة علمية يتم تدقيقها بشكل تدريجي من قبل كل المساهمين في الموقع الذين يتوفرون على حسابات رسمية به بشكل تطوعي. وتسمى بالحرة لأنها موسوعة مفتوحة يسهم فيها الجميع بشكل حر مجاني وطوعي، مما يسهم في تقاسم المعرفة العلمية والمعطيات المرتبطة بكل ضروب ومجالات المعرفة بين الجميع بشكل ديمقراطي ومتساو، حيث تتوفر هذه الموسوعة بالعديد من اللغات دون أي تمييز بين لغة وأخرى، باستثناء المجهود الذي تبذله الجماعة اللسنية واللغوية الحاملة لهذه اللغة أو تلك.
ومما يبين أهمية اللغة الأمازيغية وإسهامها في إنتاج المعرفة والثقافة والعلم بها، كغيرها من اللغات باستعمال الإمكانات اللغوية التي تتوفر عليها من مادة معجمية غنية وبنيات صرفية وتركيبية هامة ومعطيات ثقافية ثرية مرتبطة بالثقافة الأمازيغية ذاتها في غناها وتعددها وثرائها بغية التعريف بها بدورها، وذلك ليعرفها جمهور القراء ومتصفحي موقع ويكيبيديا في نسختيه الأمازيغية بالحرف اللاتيني وحرف تيفيناغ على مستوى اللغة الأمازيغية المعيارية والموحدة.
بدون شك، تعتبر الكتابة بالأمازيغية على مستوى شبكة الأنترنيت وفي كافة التواصل الاجتماعي لاسيما بواسطة حرفها الأصيل تيفيناغ عملية من العمليات الأساسية ذات الصلة بالاستعمالات المعاصرة والحديثة لهذه اللغة من طرف الجماعة اللسنية الحاملة لهذه اللغة والمتحدثة بها. وهي من الإجراءات والتدابير التي تؤكد عليها عملية التهيئة اللغوية للغة الأمازيغية، إذ لا معنى لأية تهيئة لغوية ولأي إدماج للأمازيغية من دون استعمالها وبشكل يومي في المجالات المختلفة شفويا وكتابيا من قبل الناطقين بها.
عملية إدماج الأمازيغية في موسوعة عالمية كبرى من قبيل ويكيبيديا إنجاز ثقافي وعلمي ونضالي كبير جدا، يعكس أولا الثقة التي وضعتها الموسوعة العالمية في مجموعة من الشباب الأمازيغي المسؤول الذي يشرف على إدارة وتحرير وتنسيق وضبط المواد المنشورة بالأمازيغية وحول الأمازيغية. كما يعكس من جانب اخر جزءا من المسؤولية التي يتحملها هذا الشباب الحريص على إدماج سلس للأمازيغية في مثل هذه المنصات. وعمليا، ومن خلال متابعتنا لهذا العمل، لا يسعنا إلا أن نحيي المجهودات الجبارة التي يبذلها العديد من الشباب في هذا الإطار وضمنهم الأستاذان الحسين بنتيفاست وإبراهيم السعيدي. فتحية لهما.
