أجمع عدد من الحقوقيين إلى جانب فاعلين مدنيين وسياسيين على ضرورة حماية الموارد البيئية وترشيد استغلالها بهدف تأمين استمرارها للأجيال القادمة، فيما اعتبر البعض منهم أن ما يروج حول مخاطر محدقة بالأرض والبيئة مجرد تهويل، وأن التغيرات التي يشهدها المناخ ما هي إلا ظواهر طبيعية عرفتها الأرض منذ نشأتها. جاء ذلك ضمن أشغال ندوة دولية نضمتها التنسيقية المحلية من أجل البيئة مراكش، ومجموعة المبادرة من أجل البيئة والمناخ بآسفي، حول البدائل الاجتماعية لحل الأزمة البيئية وذلك يوم الجمعة 11 نونبر 2016 بكلية العلوم السملالية.
ومن جانبه ربط رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، بين التغيرات المناخية التي عرفتها الأرض على مر التاريخ بموجات الهجرة البشرية بحثا عن ظروف أكثر ملائمة للاستقرار، ليستنتج أن منطقة الصحراء الكبرى بشمال إفريقيا كانت مهدا لكل حضارات شمال إفريقيا وجنوب أوروبا عندما كانت زاخرة بالغابات والمياه، قبل أن يهجرها سكانها بسبب الجفاف، واستقروا بالسواحل الشمالية بعد اكتشافهم الزراعة، فأنتجوا حضارات أبهرت العالم.
وتحدث الراخا عن سياسة نزع الأراضي التي تتعرض لها القبائل الأمازيغية بعدد من الجهات، وتفويتها لمعمرين أجانب، ما يؤدي إلى تفقير سكانها، وتهجيرهم نحو المدن، وما يترتب عن ذلك من مشاكل تنتهي بإنتاج جماعات إرهابية متطرفة، وأكد أيضا على أن المناطق التي عرفت هجرة أكبر نحو أوروبا هي سوس والريف وذلك بسبب سياسة قطع الأشجار والاستنزاف التي تعرضت لها هذه المناطق إبان المرحلة الاستعمارية.
ومن جهتها طالبت، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، بتغيير الأنظمة الإنتاجية والسياسية عن طريق مشاريع منسجمة، بدل الحديث عن تغيير المناخ، وقالت بأن النظام الليبرالي “يلوث ويأدي إلى كوارث”، وطرحت منيب النسوانية البيئية كورش جديد بالمغرب للمحافظة على البيئة، على اعتبار أن المرأة تكون أكثر حرصا على البيئة من الرجل.
ودعت منيب إلى استغلال عقلاني للخيرات واستخدام أنماط جديدة للتنمية وعولمة تبادل الخبرات، والانتقال سريعا للطاقات المتجددة، إلى جانب تشجيع الفلاحة البيولوجية والحفاظ على التنوع البيئي، والحد من سياسة نزع الأراضي وإعادة النظر في السياسات البيئية.
وتساءلت كريستين بوبين، الناطقة الرسمية للحزب الجديد المناهض للرأسمالية، عن سبب إجماع الأمم المتحدة على أن هناك مخاطر تتهدد البيئة في الوقت الذي لا تفعل فيه شيئا للحد من هذه المخاطر، كما دعت بوبين إلى توحيد القوى الممكنة في مشروع بديل.
ومن جهته دق مستشار الهيدروجيولوجيا، نبيل ليمام، ناقوس الخطر بندرة المياه المتزايدة، وقال بأن حوض أم الربيع لن يكون كافيا حتى لجهة مراكش- أسفي في غضون سنوات، وتحدث عن انخفاض سعة سد حوض أم الربيع بسبب انجرافات التربة بسبب تراجع القطاع الغابوي.
فيما ذهب محمد أبوناصر عن النهج الديموقراطي وعزيز مهيب عن تيار التحرر الديمقراطي إلى أن ما يروج حول مخاطر محدقة بالأرض والبيئة مجرد تهويل، وأن التغيرات التي يشهدها المناخ ما هي إلا ظواهر طبيعية عرفتها الأرض منذ نشأتها.
مراكش: كمال الوسطاني