قالت الفنانة الأمازيغية فاطمة تبعمرانت في تصريح لأمدال بريس بأن جمعية تايري ن وكال التي تترأسها اختارت هذه السنة تخليد رأس السنة الأمازيغية يوم 11 و12 يناير الذي يصادف يومي الأحد والإثنين، وذلك رغم أن يوم الإثنين قد يكون يوم عمل في ظل عدم الإعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية كعيد وطني، لكن “تايري ن وكال” قررت احترام التقليد والتخليد النضالي التي دأبت عليها الحركة الأمازيغية منذ عقود، والمتمثل في تخليد رأس السنة الأمازيغية في موعده بالتحديد.
وأضافت ذات المتحدثة أن تايري ن وكال انسجاما وتقديرا منها لمعاناة سكان عدد من مناطق الجنوب جراء كارثة الفيضانات مؤخرا، اختارت أن تشاطرهم معاناتهم بالمساهمة في التخفيف منها، وذلك من خلال اختيار تسمية هذه الدورة ب”تسوتلت ن تيويسي”أي دورة “التضامن”، كما في ذات الإطار ستخصص جمعية تايري ن وكال جزءا من عائدات تخليد رأس السنة الأمازيغية لعدد من ضحايا الفيضانات، مع العلم أن ذات الجمعية تخصص مساعدات كل سنة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية للأطفال اليتامى.
تبعمرانت أكدت لأمدال بريس كذلك أن تايري ن وكال تخلد للسنة الثالثة على التوالي رأس السنة الأمازيغية في موعده المحدد، ويسعدها أن تقوم جمعيات أمازيغية أخرى بتخليد ذات المناسبة، التي طالبت تبعمرانت بإقرارها كعيد وطني وتأسفت على غياب الإرادة السياسية منذ سنة 2011 التي عاش فيها الأمازيغ لوحة جميلة حول مستقبل الحقوق الأمازيغية بالمغرب لكن للأسف كانت مجرد لوحة لم تتحول لواقع بعد سنوات من ترسيم الأمازيغية بالمغرب، وأضافت تبعمرانت أن “المغرب صنع فرقا عن بلدان شمال افريقيا الأخرى حين أقدم على إقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية، ونتمنى منذ سنوات أن يصنع فرقا في تفعيل وتطبيق ذلك الترسيم على أرض الواقع كذلك”.
وفي إطار التأكيد على ضرورة إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد رسمي بعطلة، أكدت تبعمرانت أنه سيتم تأدية أغنية بالأمازيغية من طرف الأطفال في صبحية لهم يوم الأحد، تحمل عنوان “إيض ن ناير أزرفينو”، وهي من كلمات الشاعرة الأمازيغية خديجة أروهال.
هذا وكان بلاغ صادر عن جمعية تايري وكال بمناسبة تخليدها لرأس السنة الأمازيغية جاء فيه أنه بعد أيام قليلة ستحل مناسبة تعد من أكبر الاحتفالات لدى الأمازيغ منذ القدم بشمال إفريقيا، وهي حفل “إيض ن ناير”، الذي يتزامن مع ليلة 13 يناير الميلادي ونهاية السنة الأمازيغية، أي 31 يوليوز 2964، وهي مناسبة للاحتفال بالأرض وبقدوم عام جديد وانطلاق السنة الفلاحية.
وجريا على عادتها منذ تأسيسها تخلد جمعية تايري ن وكال، التي تترأسها الفنانة فاطمة تبعمرانت، حفلا كبيرا ومتميزا، يومي الأحد والاثنين 11 و12 يناير 2014 بمدينة تيزنيت، وفي هذه السنة ستؤلف الجمعية بين الإحتفال بالسنة الأمازيغية لما لها من بعد رمزي ونضالي في ظل عدم الاعتراف الرسمي بها، والتضامن مع ضحايا الفيضانات، لهذا أطلقت الجمعية على دورة هذا العام “دورة تيويسي- دورة التضامن” تحت شعار “لغة الأرض بين دينامية العصر واستاتكية النخب”.
ويتوزع برنامج تظاهرة جمعية تايري ن وكال بمناسبة رأس السنة الأمازيغية بمدينة تيزنيت، على فقرات اجتماعية وعلمية وثقافية تضم في يومها الأول صبيحة تربوية للأطفال وندوة علمية إلى جانب تكريم وجوه علمية وثقافية وفنية ورياضية واجتماعية وصحافية وتنظيم حفل “تاكولا”، بالإضافة لتنظيم جائزة “عمي موسى” للصحافة الأمازيغية، وجائزة جريدة العالم الأمازيغي للمواليد المزدادين في رأس السنة الأمازيغية الحاملين لأسماء أمازيغية، وفي يومها الثاني ستنظم ندوة صحافية تعقبها سهرة فنية كبرى بمشاركة عدد من الفنانين من مختلف جهات ومناطق البلاد ستنقل مباشرة من طرف القناة الأمازيغية.
جدير بالذكر أن جمعية تايري ن وكال التي تترأسها الفنانة الأمازيغية فاطمة تباعمرانت ومنذ الدورة الأولى لتخليدها لرأس السنة الأمازيغية، نجحت في تحويل ذلك التخليد إلى موعد شعبي يحضره عشرات الآلاف من المواطنين من مدينة تيزنيت والقرى والمدن المجاورة، ويعد تخليد رأس السنة الأمازيغية بذلك الشكل حدثا فريدا يقتصر على مدينة تيزنيت دون غيرها.