
تقديم حول مسرحية “إِحَوَّاسْنْ”
تعززت المكتبة الأمازيغية بترجمة نص مسرحي من أدب أمريكا اللاتينية، النص يعود للكاتب المسرحي الشيلي “إكون وولف” عنونه بـ “الغزاة” (Los Invasores)، ترجمه الباحث أنديش شاهد إلى الأمازيغية تحت عنوان “إِحَوَّاسْنْ”؛ تكفلت جمعية ثازيري للتنمية والثقافة / بوعلمة، بطبع ونشر هذه الترجمة الأمازيغية التي ستشكل بلا شك إضافة نوعية للأدب الأمازيغي.
وقد كُتبت هذه المسرحية في السياق الستيني من القرن العشرين، حيث شهدت تلك العشرية تحولات اجتماعية ونشاط سياسي تمخضت عنها حركية ثقافية وأدبية، ترجمت الزخم الفكري اليساري الذي توج أدباء من طينة “بابلو نيرودا” بجائزة نوبل.

وتجري أحداث مسرحية الغزاة في منزل “لوكاس ميير” أحد الملاكين الكبار في المدينة، حيث لم يكن يعتقد أن اللص الذي اقتحم منزله ذات ليلة باردة باحثا عن كسرة خبز سيكون هو أحد قيادات الثورة التي سيقودها الفقراء في المدينة، ثورة هادئة بدون دماء، في عمقها يحاول فقراء الضاحية أن يقودوا تغييرا جذريا بشكل سلمي، ستتسارع أحداث المسرحية بشكل مثير إلى أن يكتشف القراء أشياء مثيرة عن الحياة الشخصية لــ “لوكاس ميير” لتنتهي بنهاية مفاجئة تحطم كل آرائنا المسبقة حول النهاية المرتقبة.
الحوار اللامتكافئ الذي سيجمع كل من “لوكاس ميير” وعائلته مع الفقراء، ستكشف عن أزمة القيم التي يعيشها الإنسان المعاصر، كما ستكشف عن حجم الفوارق الاجتماعية بين الأغنياء الذين يعيشون على المظاهر المزيفة والفقراء الذين يصارعون الحياة من أجل لقمة خبز، ولعل مؤلفنا، من خلال هذا العمل، يحاول أن يرسل رسالة مفادها أن مجتمعاتنا في حاجة إلى جرعات من الحب التي ستعمل على رتق الهوة بين طبقات مجتمعاتنا التي تشهد تحولات في بنياتها القيمية والثقافية والاقتصادية…
عموما، تعد مسرحية الغزاة وبإجماع النقاد، أحد أجمل المسرحيات التي ظهرت في أمريكا اللاتينية، إذ نالت العديد من الجوائز المهمة، باعتبارها كنص أدبي أو عن طريق عرضها على الركح في العشرات من دول العالم.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر