يقال إن الإنسان إذا كان وجهه بشوشا، فلا تستطيع الظروف مهما اجتمعت عليه أن تهزمه، هكذا يعتقد أصدقاء المعتقل طارق ريزقي أن تكون لحظاته في السجن، بعد أن ظبط متلبسا في الشوارع والساحات، يصيح بصوت عالي ومزعج، جاهرا بحبه للحرية والحياة، وكرهه للظلم والظلام.
في 2 مارس 1992، قذف القدر طارق الوجود، بدوار أيث أعزيز التابعة لبلدة تماسينت المعروفة بتمردها، وينحدر من أسرة فقيرة لم تستطع أن تتحمل عبء مصاريف الدراسة، الشيء الذي سيجعله ينقطع عن الدراسة في وقت مبكر، لمدة عامين، بحثا عن عمل يعيل به أسرته بعيدا عن مسقط رأسه أيث عزيز، بالظبط في مدينة طنجة، ولأن حلمه أكبر من ظروفه القاهرة، سيعود طارق إلى تماسينت ليستكمل مشواره الدراسي، ويتابع دراسته الإعدادية والثانوية بمدرسة إمرابطن، ليحصل في سنة 2013 على شهادة البكالوريا، والتي كانت حلمه البعيد المنال، وللأسباب نفسها التي يعرفها و يعاني منها كل ريفي، والتي كانت سببا مباشرا لاعتقاله، سيظطر للانتقال مسافة مئات الكلمترات إلى مدينة وجدة، ليتمم دراسته العليا بجامعة محمد الأول، تخصص الأدب الإنجليزي، وهناك بالظبط حيث سيتعلم أولى أبجاديات النضال، مستمدا قناعاته وأفكاره من روح الأرض والإنسان.
ويقول صديقه نبيل، الذي عاشره منذ الطفولة إلى لحظة الاعتقال “أنني لم يسبق لي أن رأيته حزينا، هو إنسان مسالم وبشوش، ويؤمن بفكرة غاية في الحكمة وهي أن المعاناة مصدر السعادة، ولذلك تجده دائما يبتسم في وجه الصعاب والظروف القاسية، أنه ذلك الإنسان الذي يصدق القول في حقه أنه يحب الحياة ويرفض كل أنواع وأشكال الخضوع والركوع وهذا ما أدى إلى اعتقاله، وأنا جد متأسف على ذلك”.
إسماعيل أكراولي