للمرة الثانية في أقل من شهر، حجّ الآلاف من الأساتذة المتدربين مدعومين بعائلتهم صباح اليوم الخميس 17 دجنبر 2015 إلى الرباط، احتجاجا على مرسومي وزارة التربية الوطنية الأخيرين القاضيين بفصل التوظيف عن التكوين وتقليص المنحة المخصصة للأساتذة المتدربون أثناء فترة التكوين في مختلف المراكز الجهوية.
الأساتذة الذين حجوا من 41 مركزا جهويا، انطلقوا في مسيرة حاشدة من ساحة باب الحد باتجاه مبنى وزارة التربية الوطنية، مرورا بباب الرواح وصولا إلى الساحة المقابلة للبرلمان، ورغم محاولة قوات الأمن التي حاولت منعهم من التقدم في البداية، إلا أن الأساتذة الغاضبون تمكنوا من كسر الحاجز الذي شكلته قوات الأمن أمام ساحة باب الحد، وأتموا السير باتجاه مبنى وزارة التربية الوطنية، رافعين شعارات غاضبة وقوية في وجه بلمختار مطالبين إياه بالرحيل، كما طالبوا بإسقاط ما أسموه “المرسومين المشؤومين”.
وفي تصريح لــ”أمدال بريس” أوضحت الأستاذة سارة قاسمي أن الأساتذة المتدربون دخلوا في الاحتجاجات والوقفات لما يزيد عن شهرين، كما قطعوا جميع التدريب سواء منها النظرية أو التطبيقية في جميع المراكز الجهوية احتجاجا على المرسومين الذين أصدرتهم وزارة التربية الوطنية مباشرة بعد التحاقهم بمراكز التدريب والقاضيين بفصل التكوين عن التوظيف فيما المرسوم الثاني ينص على تقزيم المنحة إلى أقل من نصف، وأضافت الأستاذة المتدربة بالمركز الجهوي بني ملال، أن الأستاذ المتدرب يجتاز مباراة انتقاء أولي شفوي وكتابي وعند النجاح يلج مباشرة إلى التكوين في المراكز، وكان يتقاضى بالموازاة مع تكوينه منحة 2450 درهم في الحين أن المرسومين الجديدين بالضرورة يجب على الأستاذ المتدرب الذي اجتاز التكوين أن يجتاز مبارة أخرى بعد التخرج إذا نجح فيها سيصبح أستاذا وإذا رسب سيصر معطلا، وبالتالي تضيف سارة سنسمع لأول مرة بأستاذ معطل بعد ما كنا نسمع بموجز معطل واحملي الشواهد معطلين”. حسب تعبيرها
وأضافت قاسمي أن “تقزيم المنحة لأقل من نصف أي 1200 درهم يعد حيف في حق الأستاذ المتدرب”، مشددة على أن الأساتذة المتدربون عازمون على التصعيد والاستمرار في الأشكال الاحتجاجية المختلفة سوءا بالرباط أو بمختلف المراكز الجهوية حتى يتم إسقاط “المرسومين المشؤومين”.
بدوره عبر الأستاذ المتدرب بالمركز الجهوي الجديدة، إيدير أقدي، عن امتعاضه من المرسومين اللذين أصدرتهما وزراة بلمختار، مؤكدا في تصريحه “لأمدال بريس” عن عزمهم كل العزم الاستمرار في الأشكال الاحتجاجية المختلفة حتى يتم إسقاطهما وصون كرامة الأساتذة، مضيفا بأن الأساتذة المتدربين مستعدين للأشكال التصعيدية في حالت ما لم يتم إسقاط هادين المرسومين حتى ولو اقتدى الأمر أن تكون سنة بيضاء”.
يذكر أن الحكومة صادقت قبل أشهر على مشروع المرسومين اللذين تقدمت بهما وزارة التربية الوطنية، ويقضي المرسوم الأول رقم 2.15.588 بفصل التكوين عن التوظيف، بينما يقضي المرسوم الثاني رقم 2.15.589 بتخفيض المنحة المخصصة للأساتذة إلى النصف وهذا ما أجج الاحتجاجات المستمرة لأصحاب البذلة البيضاء.
أمدال بريس: منتصر إثري