الإذاعة الأمازيغية على مدار الساعة.. بورتريه الإعلامي أحمد العسري أمزال

تعاقب على الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها مجموعة من الرواد كعاملين ومسؤولين ضحوا بكل ما لديهم من وسائل وإمكانات من أجل بقاء واستمرارية الإذاعة الأمازيغية ، بالرغم من ظروف العمل القاسية والحيف الممارس على العاملين في هذه الإذاعة، فبفضلهم استمرت اللغة والثقافة الأمازيغية ، فمن خلال السير الذاتية لهؤلاء الرواد ، يمكن أن نتعرف عن ظروف عملهم ومسارهم المهني، وأهم التطورات والتحولات التي عرفتها الإذاعة الأمازيغية منذ إنشائها حتى الآن .

ورقة اليوم مخصصة للسيد :

– أحمد العسري أمزال : التحق بالإذاعة الأمازيغية سنة 1958 ، يؤكد أن الإنتاج الإذاعي بالمغرب انطلق عشية سنة 1928 بقوة تردد تبلغ 02 كيلواط و كانت تلتقط في الرباط و سلا و نواحيهما ، وذلك تحت اسم راديو المغرب ((Radio Maroc و كانت لغته الفرنسية . وفي سنة 1933 سوف يتطور تردد الإذاعة الأمازيغية ليصل إلى 20 كيلواط . و هي السنة التي انطلق فيها البث بالعربية ، أما بالنسبة للأمازيغية فقد انطلق بثها سنة 1938 .

عند التحاقي بالإذاعة الأمازيغية يقول أمزال وجدت فيها محمد الزعيم ، وكذلك حميد الهماني ابراييم رحمه الله ، عبد الله المانوزي ، بلمهدي محمد و عبد السلام فهمي و محمد بيوي رحمهم الله .

في ذلك الوقت فالإذاعة الأمازيغية تتوفر فقط على حصص للأخبار و التمثيل و برامج للأطفال و أحاديث التربية و الدين و برامج الرغبات و كان يبث الأغاني التي يطلبها المستمعون . فيما بعد أحدث برنامج إعرف بلادك و كذلك برنامج يستحسن أن نعرف و كذلك برنامج مع الأسرة ، وبرنامج مختفون ، أبحاث و برنامج ما رأيك ؟ و كذلك منتدى الغناء ( أبراز نايت أومارك ) و برنامج خاص بالإجابة على أسئلة المستمعين زيادة على روبورتاجات و برامج خاصة بالمناسبات الوطنية والدينية ، بالنسبة لاستوديو البث فقد كانت برامجنا تبث في استوديو 06 في ذلك الوقت لم يكن استوديو 07 قد تأسس بعد ، بالنسبة لتسجيل أغاني الروايس الذين يفدون على الإذاعة فقد كان ذلك يتم في استوديو 01 أو استوديو 05 .

وفيما يخص فنون أحواش فإن تسجيلاتها تتم في غالب الأحيان بمناسبة الأعياد الوطنية أو أثناء زيارة الملك إلى منطقة معينة ، ونتكلف بعمليات توضيبها و إعدادها للبث الإذاعي ، و قد استمرت العملية إلى حين توفرنا على 800 شريط و كل شريط يضم مابين 6 إلى 8 لوحات أو أغاني . مع العلم أن هنالك أشرطة تحتوي فقط على اغنيتان أو ثلاثة . وكانت التسجيلات التي نقوم بها تغطي مناطق إمي نتانوت ،آيت باها ، تافراوت ، باختصار كنا نستغل الزيارات الملكية إلى مختلف النواحي من اجل تسجيل الفنون الأمازيغية : احواش ،أمارك ، النزاهة ، وكذلك مناسك ليلة القدر و مايصاحبها من ثلاوة للقرآن و مثن الهمزية والبردة ، وكل ذلك بإمكانيات تقنية بسيطة و متواضعة .

بالنسبة لتريفيت فعدد الأغاني التي كانت متوفرة في ذلك الوقت كانت جد محدودة و لاتتجاوز 3 أغاني زيادة على شريط لتمسمان ، وواحد لآيت أوليشك ، وواحد للشيخ شعطوف . و في الستينيات سوف يأتي فنان اسمه عبد الحميد التمسماني و قام بتسجيل بعض الأغاني واحدة اسمها تحبوشت نواكال و أخرى أتروخ أتروخ عشرة ووراون ئيطيط ، تم فيما بعد جاءت يامنة الخمالي و قامت بتسجيل بعض الأغاني صحبة الفنان مودروس و منذ ذلك الوقت بدأت خزانة تريفيت تتوفر على بعض الأشرطة الغنائية .

هذه الأغاني تبث على التوالي و عندما تنتهي إعادتها من أجل تغطية الحيز الزمني المخصص لتريفيت الذي لا يتجاوز آن ذاك عشر دقائق سنة 1955.

وفي سنة 1952 سوف يظهر البث بتمزيغت ، وذلك في حدود عشر دقائق ، ونفس الشيء بالنسبة لتريفيت التي أحدث سنة 1955. وبالنسبة لعدد ساعات البث ففي سنة 1958 كانت ساعة ونصف بتشلحيت.

الصحفي و الاعلامي محمد الغيداني

اقرأ أيضا

المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظمان زيارة علمية لأساتذة اللغة الأمازيغية

نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة بتنسيق وتعاون مع المعهد الملكي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *