نظمت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول يوم 04 شتنبر 2020 ندوة ثقافية في موضوع ” الإبداعات النسوية بجهة سوس ماسة: التيمات و أسئلة المساواة ” وهي ندوة شارك فيها الباحث و الناقد الجمالي رشيد الحاحي صاحب كتاب الفن و الجسد و الصورة وكتاب ” النار و الأثر : بصدد الرمزي و المتخيل في الثقافة الأمازيغية ” و الناقد و الروائي لحسن زهور أحد المسهمين في دينامية الكتابة الأدبية الأمازيغية بإسهاماته و أعماله و دراساته النقدية ، و سيرها الكاتب و الناقد أحمد بوزيد .
و قد تحدث الباحث رشيد الحاحي عن الفكر النسوي بوصفه فكرا استطاع التأسيس لميلاد و بروز خطاب نسوي استطاع أن يجترح لذاته رؤية نييرة و أن يضيف للمكتبة الكونية أعمالا عميقة سبرت أغوار المرأة و عبرت عن تطلعاتها و عن رؤيتها إلى العالم، وقد خص الكاتب رشيد الحاحي كتاب الجنس الثاني لسيمون دوبوفوار بقراءة تحليلية لمضامينه و لرهاناته ، معتبرا سيمون دوبوفوار علامة مرجعية رسخت رؤية عميقة مبنية بخطاب المعرفة في تناولها لقضية المرأة وفي مقاربتها لوضعها الاجتماعي و التاريخي.
كما أشار الباحث إلى المفارقات التي تطبع وضعية المرأة في العالم الثالث، فبالرغم من النقاش الكبير و تضخم الخطاب حول فلسفة المساواة، إلا أن مسار تحقيقها لم يشهد بعد التحول الكفيل بخلق قطيعة دالة مع الهيمنة الجنسية، و استدل على ذلك بكون مجموعة من الإسهامات التي تقارب الموضوع و تراهن على تحرر المرأة مازالت تشتغل على الموضوع برؤية ذكورية ثاوية لم تتحرر بالشكل اللازم من الترسبات الثقافية.
أما الناقد لحسن زهور فقد اشتغل في هذه الندوة على الكتابات الإبداعية الأمازيغية و على وجه الخصوص أدب المرأة مبرزا تاريخ هذا الأدب و تحولاته ، و على الموقع المركزي للمرأة في الأدب الأمازيغي الشفهي و الأدب الأمازيغي الحديث على السواء، و أكد لحسن زهور أن هذا الوضع الاعتباري للمرأة في الماضي الأمازيغي ناتج عن بنية ثقافية تحتفي بالمرأة و تعلي من شأنها و هو ما تعبر تجليات عدة في المعيش، كما أن وفرة التجارب الإبداعية للمرأة في المشهد الأدبي الأمازيغي في الألفية الجديدة يرجع إلى الدينامية الفكرية و الثقافية التي عرفها المغرب المعاصر، و التي استطاعت أن تحقق الاعتراف بالتعدد اللغوي و التنوع الثقافي، و في هذا الجانب أشار الكاتب لحسن زهور إلى العمل الكبير الذي انخرطت فيه رابطة تييرا للكتاب و الكاتبات بالأمازيغية في تحديث الأدب الأمازيغي و تكوين و استثمار الطاقات الإبداعية الأمازيغية و تجاوز الاعطاب الثقافية التي تجعل الأدب الأمازيغي و المرأة الأمازيغية ضحية للنسيان.
وفي سياق رصد الأستاذ لحسن زهور لملامح التجديد في أدب المرأة، أشار إلى القدرة على الاشتغال الإبداعي و الجمالي على المسكوت عنه و اللامفكر فيه و على الانخراط في التجريب و في تشييد طرائق جديدة للكتابة.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة في سياق البرنامج التكويني دينامية الكتابة الأدبية من أجل المساواة بين الجنسين التي تنظمها منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في إطار مشروع ” ديناميات إبداعية و شبابية من أجل المساواة بين الجنسين ” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج مشاركة مواطنة .