تتواصل الوقفات الاحتجاجية بكافة المدن والمداشر المغربية وحتى بعض البلدان الأوروبية والأمريكية، إذ خرج مساء يوم الأحد 14 فبراير 2016، المئات من المحتجين بموقع الشهيد مراكش، إلى ساحة الحارثي وسط المدينة، حيث نظموا وقفة احتجاجية تنديدية باغتيال شهيد القضية الأمازيغية عمر خالق “إزم“.
وردد المحتجون شعارات حملوا من خلالها مسؤولية اغتيال الشهيد عمر خالق “إزم” للدولة المغربية، وطالبوا بمعاقبة الجناة، ووضع الحد للتمييز العنصري.
وفي ختام الوقفة أصدر المحتجون بيانا يعتبر أن الشهيد عمر خالق “إزم” استشهد من أجل قضية شعب، وليس من أجل حسابات ورهانات السلطة، وبالتالي فإن إنصاف وإكرام الشهيد لن يكون إلا إنصافا شعبيا، وهذا ما يفسر كثافة الأشكال النضالية التي عرفتها مجموعة من المناطق لا سواءا داخل و خارج “المروك“، وما دمنا نتحدث عن إغتيال سياسي يضيف البيان، فإننا نتحدث عن محاولة إقبار ومصادرة موقف أو مواقف سياسية ومن تم يطرح السؤال، ما طبيعة المواقف التي استشهد من أجلها هذ الشهيد؟ والإجابة لن تكون إلا باستحضار التصور الذي يدافع عنه الشهيد، وهو تصور الحركة الثقافية الأمازيغية كتصور له مواقف واضحة من أي كيان سياسي يحاول أن يستمد مشروعيته من خلال نزعة عرقية أو ما يعرف ب“النسب الشريف“، أو كيان سياسي ينطلق من ذهنية قبلية تفكر بمنطق الانتماء إلى السلالات والأعراق، وليس بحب الانتماء إلى الوطن، ومن ثم فتناول موضوع الاستشهاد لا يمكن أن يخرج عن دائرة التصور الذي يدافع عنه الشهيد، وهذا ما يجعلنا نقر بأن تبني الشهيد هو تبني في الوقت نفسه لمواقف تتعارض والمناورات المخزنية أيا كان مصدرها، كما أن تبني الشهيد هو بمثابة اعتراف بالإطار الذي ينتمي إليه هذا الأخير والذي اغتيل من أجله.
وأشار البيان كذلك، إلى أن الدولة تحاول إفراغ الحركة الثقافية الأمازيغية من مضمونها التحرري والممارسة النضالية الهادفة، وتحويلها إلى عصابة ذات مواقف مراهقاتية وممارسات إجرامية، وهذا ما فشلت فيه يضيف البيان، نظرا لأن الحركة الثقافية الأمازيغية يتأسس وجودها على بنية تنظيمية محكمة، وخطاب ديمقراطي حداثي، “وبالتالي فلن تنجر إلى مستنقع السلطة وشبكاتها الطلابية، باعتبار أن سلوك الثأر والانتقام من مميزات الذهنية القبلية العربية، وهذا السلوك بعيد عن كل البعد عن قيم تموزغا من جهة، وبعيد كذلك عن روح الحداثة الكونية من جهة أخرى“.
وندد البيان بالاغتيال السياسي الذي طال شهيد القضية الأمازيغية عمر خالق “إزم“، وكل المحاولات الرامية إلى تحريف نقاش الأحداث باعتبارها مرتبطة بالاغتيال السياسي، وكذا استمرار اعتقال مناضلي القضية الأمازيغية حميد أعضوش ومصطفى أوسايا، كما ندد البيان أيضا بالمتابعات البوليسية التي يتعرض لها مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، والهجومات التي تطال الحركة بكافة المواقع الجامعية.
وأعلن المحتجون من خلال البيان ذاته تضامنهم مع أسرة الشهيد عمر خالق “إزم“، وكافة أسر المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية، وكذا كل ضحايا العنف بكل المواقع الجامعية، وكافة الانتفاضات الشعبية وكذا كل معتقليها بدون استثناء.
وأكد البيان على أن النظام المخزني هو المسؤول الرئيسي عن استشهاد عمر خالق “إزم“ هي المسؤول الرئيسي عن استشهاد عمر خالق “إزم“، وعن براءة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية من التهم المنسوبة إليهم، وأن الحركة الثقافية الأمازيغية هي الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للشعب الأمازيغي من داخل أسوار الجامعة، كما أكد البيان على ضرورة صياغة ميثاق شرف لنبذ العنف والإقصاء، وكذا سلمية الحركة الثقافية الأمازيغية، واختيارها خط المقاومة وجيش التحرير.
ودعا البيان كل الفعاليات ومناضلي ومناضلات القضية الأمازيغية إلى التحلي بالالتزام الأخلاقي والنضالي، كما دعا كل الغيورين على القضية الأمازيغية إلى المتابعة الفعلية والحاكمة لمستجدات الاغتيال السياسي، وكذا ضرورة التصدي لكل من يحاول العبث بدماء الشهيد بكل الوسائل المناسبة والممكنة، وتحصين إطار الحركة الثقافية الأمازيغية بكل الوسائل التي المناسبة.