
والفن بالنسبة لها يلبي بالأساس الاحتياجات الفكرية والوجدانية والروحية والمادية للإنسان، إذ يستهدف الإنسان و يسعى إلى الارتقاء به على المستوى الثقافي الذي يواكب مستوى مدركات العصر، والوعي برؤية التحول التي يعيشها الفن من الحداثة إلى ما بعد الحداثة.
وفي قمة إبداعاتها تسعى دائما للبحث عن الأفكار الجديدة التي يمكن أن تميز ما تنتجه أو ما ستنتجه من أعمال إبداعية، وتحصينها من النمطية و البلادة و الرداءة و تسرب الأفكار الجاهزة إليها، كما أنهاتشتغل على تطوير أسلوبها الفني باستمرار في شتى المجالات المختلفة التي تعمل فيها، فالجمع بين السينما والإعلام والكتابة ليس سهلا أبدا، وبالنسبة لها يبقى القاسم المشترك بينها جميعا هو أنها تحتاج إلى البحث والتطوير والتكوين من أجل التميز فيها، لذلك نجد الفنانة يسرى تبل قصارى جهدها لتدبير وقتها وطاقاتها الإبداعية للتوفيق بين كل هذه المجالات المختلفة.
ونجد داخل شخصية الفنانة يسرى إنسانة متواضعة تعتبر نفسها في بداية الطريق، ويلزمها الكثير من الوقت وبحاجة إلى الكثير من الفرص للإبداع لكي تعرف ما هو العمل الذي يمكنه أن يقدمها كإنسانة للمتلقي أو القارئ، وتعتر أن الطريق ماتزال طويلة و شاقة أمامها لتثبت نفسها أكثر، وتؤمن بأن الثمار الطيبة تحتاج إلى الوقت الكافي لتكون ناضجة، و أن ألذ الطعام هو ما يطبخ على نار هادئة.
كما أنها تحاول مواكبة جميع الأحداث والمستجدات التي تقع في العالم حتى تكون في مستوى المهمة المنتمية لمجال الإعلام والمستجد الإخباري، لتكون بمستوى المهمة التي كلفتها بها قناة “تمازيغت” التلفزيونية والمرتبطة بتقديم نشرات الأخبار. وفي الكتابة أوشكت على الانتهاء من كتابة روايتها الثانية التي أكدت الفنانة يسرى على أنها سترى النور في المكان والزمان المناسبين، أما في السينما فهي الآن بمعية الأستاذ محمد اليونسي في صدد خوض مغامرة جديدة في عالم السينما، والذي ستسخران له كل إمكانياتهما النفسية والجسدية والمادية ليكونا في مستوى تطلعات الجمهور المغربي.
تقدم يسرى طارق نموذج المرأة المناضلة المبدعة، والموهوبة التي تزاوج بين التمثيل والكتابة بالإضافة إلى امتهان الصحافة، وتعد مصدر اعتزاز وفخر المرأة الطموحة عامة والمرأة الأمازيغية المناضلة على وجه الخصوص. حيث أن الفنانة الشابة يسرى طارق أثبتت وجودها في مجال الإعلام والتمثيل والكتابة الأدبية، وتوجت أعمالها بمجموعة من الجوائز، حيث نالت فخر تتويجها بجائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “دقات القدر” لمخرجه محمد اليونسي،كما فازت بمجموعة من الجوائز مؤخرا عن نفس الفيلم سواء بمهرجان القدس السينمائي الدولي أو بمهرجان الأغورا الدولي للسينما والفلسفة، هذا بالإضافة إلى النقد الوازن في ميدان الأدب والفلسفة والإضافة النوعية التي قدمتها روايتها الأولى “الواهمة”.
نادية بودرة
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر