
وبخصوص مدى امتلاك الإنتاج الدرامي الناطق بالأمازيغي لخصوصية تميزه عن غيره من الإنتاجات المعروضة على قنوات القطب العمومي، فقد قال: “قلة قليلة من الأعمال الدرامية الأمازيغية هي التي تتوفر فيها خصوصيات تميزها عن الإنتاج الدرامي بالعامية، وأقصد بالخصوصية، هنا، ما يجعل هذا الإنتاج منبثقا عن فرادة أمازيغية، إن على مستوى الثقافة أو التاريخ أو المزاج أو الوجدان أو الذخيرة الرمزية أو المخيال أو غير ذلك. وذلك في تقديري راجع إلى سببين: أولهما مؤسساتي، يكمن في التفاصيل المسطرية المتعلقة بطلب دعم الإنتاج، والتي لا تضع هذه الأصالة ضمن شروط قبول الدعم، وثانيهما يكمن في عدم امتلاك معظم المنتجين لأي خلفية فكرية-ثقافية توجه اختياراتهم على مستوى المشاريع التي يتقدمون بها لطلب الدعم“.
وقدم تقييما شاملا من وجهة نظره بخصوص “حصيلة الإنتاج الدرامي الأمازيغي، فيما يخص قيمته الفنية”، واعتبرها “أضعف مما يجب أن تكون عليه حتى بالنظر إلى ما يتاح لهذا الإنتاج من أشكال الدعم. وذلك لاعتبارين أساسيين: أولهما ضعف السيناريو، وتلك معضلة عامة، يتقاسمها الإنتاج المغربي عموما؛ أمازيغيا كان أو عاميا. وهي مرتبطة، في تقديري، بوجود خلل على مستوى تمثل دلالة السيناريو في ذاته، وكذا طبيعة العلاقة الرابطة بين الكلمة والصورة. وثانيهما اختلالات الإنتاج، والتي تتجلى في حرص بعض المنتجين على أن يوفروا لفائدتهم أقصى مبلغ مالي ممكن من الميزانيات المخصصة لدعم الأعمال، حتى وإن أدى ذلك إلى مسخ مقوماتها الفنية المختلفة. أما عن مستوى التشخيص، فالملاحظ أن مستواه قد بدأ يعرف تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أعتبره موطن قوة يتوجب استغلاله لتطوير مستوى الإنتاج الأمازيغي، وتقليص مسافته عن الإنتاج المغربي العامي“.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر