استغربنا في التجمع العالمي الأمازيغي أن تنضم حكومات الثورة بليبيا وتونس إلى النظام الديكتاتوري الجزائري في اجتماع وزراء خارجية ما يسمى “اتحاد المغرب العربي” بالرباط مؤخرا، لإلغاء تغيير رمزي وبديهي لاسم ما يسمى “اتحاد المغرب العربي” إلى الإتحاد المغاربي، انسجاما مع واقع شمال أفريقيا وتاريخه وإعادة الاعتبار للأمازيغ وقطعا مع سياسة الإقصاء والاضطهاد التي تفننت كل الأنظمة الديكتاتورية بشمال أفريقيا في ممارستها ضد الأمازيغ، وبعد دراستنا في التجمع العالمي الأمازيغي لقرار وزراء خارجية ليبيا وتونس والجزائر وكذا التصريحات التي تلت قرارهم نعلن للرأي العام الأمازيغي والدولي ما يلي:
أولا.. نؤكد أن قرار وزراء خارجية تونس وليبيا يؤكد شكوك الأمازيغيين على أن الثورة بهذين البلدين مصادرة من قبل إقصائيين يتبنون إيديولوجيات عروبية واسلاموية معادية للديمقراطية، ولكل القيم التي ضحى من أجلها شهداء الثورة بالبلدين، ومن المهم أن نثير انتباه الرأي العام إلى أن كل الثوار بالبلدين بقوا بعيدين عن رفع أية شعارات عروبية أو اسلاموية وأكدوا دوما أن غايتهم هي الحرية والديمقراطية، وهو ما يحاول الحاكمون الجدد بتونس وليبيا الالتفاف عليه والتأسيس لديكتاتوريات جديدة وفية للإيديولوجيات الإقصائية والعنصرية للأنظمة الراحلة ضد الأمازيغ خاصة.
ثانيا.. ندعوا بخاصة أمازيغ ليبيا إلى عدم التفريط في مكامن قوتهم التي اكتسبوها بتضحيات شهدائهم وجرحاهم ومعتقليهم، فبعد كل ما قام به حكام ليبيا الجدد بمساندة شرقية، يؤشر على عدم وجود فرق كبير بين نظام الطاغية السابق والنظام الحالي في التعامل مع الأمازيغ، والانخراط في كل مبادرة من شأنها الضغط على النظام لصياغة دستور يستجيب لتطلعات أمازيغ ليبيا في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وكذا حقهم في حكم بلادهم.
ثالثا .. نندد بتصريحات وزير خارجية تونس التي تلت اعتراضه على تغيير اسم ما يسمى “اتحاد المغربي العربي”، و التي قدم فيها عذرا أقبح من قراره ،حيث صرح أن تسمية “المغرب العربي ” هي تسمية جغرافية و تعني أن المغرب جناح للعالم العربي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن تصريحات وزير خارجية تونس تعبر عن غياب أية نية أو إرادة لإنصاف الأمازيغ في بلد صار فيه الوجود الأمازيغي مهددا، مما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر بخصوص الأمازيغية في تونس و ندعوا كل أمازيغ العالم إلى التحرك لمساندة الانبعاث الأمازيغي التونسي و الضغط على الحكومة التونسية لرد الاعتبار لأمازيغية هذا البلد العريق.
رابعا.. نعتبر موقف النظام الجزائري و على عكس موقف الحكومتين الليبية و التونسية متوقعا من نظام أزهق أرواح عشرات الأمازيغ في سنوات الربيع الأمازيغي بالجزائر، و نؤكد على أن مصير النظام الجزائري لن يختلف عن النظامين التونسي و الليبي مهما طال بقاؤه،و في هدا الإطار ندعو أمازيغ الجزائر إلى التعامل بإيجابية وذكاء مع أية دعوة للثورة على النظام الجزائري لكي لا يتكرر في الجزائر سيناريو ليبيا الذي يسعى في ظله العروبيين و الإسلاميين إلى التنكر لتضحيات و لوجود أمازيغ ليبيا.
خامسا.. نندد باستمرار و إصرار المسؤولين المغاربة و وسائل الإعلام المغربية الناطقة منها بالامازيغية و العربية والفرنسة على حد سواء باستعمال مصطلح “المغرب العربي” بالرغم من أن الدستور المغربي نص في ديباجته على أن المغرب ينتمي إلى المغرب الكبير.
في الأخير فإن التجمع العالمي الأمازيغي يضع نفسه و إمكانياته رهن إشارة أية مبادرة، من شأنها القطع مع عهود العنصرية و القمع و الاضطهاد ضد الأمازيغ، و ندعوا كل أمازيغ العالم إلى مد أياديهم لبعضهم البعض، حرصا على مصالحهم العليا و للحيلولة دون مرور هده الظرفية التاريخية تاركة الأمازيغ في المربع الذي كانوا فيه قبل ثورات الحرية و الديمقراطية بشمال أفريقيا، خاصة بعد أن تبث أن لا فرق بين حكومات الثورة في تونس و ليبيا و النظام الديكتاتوري بالجزائر في ما يتعلق بالعداء لكل ما هو أمازيغي، كما نؤكد على أن التجمع العالمي الأمازيغي لم يرفض و لن يرفض أي دعوة صادقة للعمل الأمازيغي المشترك، و خاصة في ظل الواقع الحالي للأمازيغ بليبيا و تونس و الجزائر و أزاواد و المغرب و باقي تمازغا المتسم بخطورة بالغة و تهديد واضح للوجود الأمازيغي.
عن التجمع العالمي الأمازيغي
أمينة ابن الشيخ
رئيسة منتدبة عن المغرب