راخا : النخبة المغربية عارضت بشدة الاعتراف بالأمازيغية هوية ولغة وحضارة

استعرض رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي،الأربعاء بالناظور المسار الشاق والطويل الذي قطعه النضال من أجل انتزاع الاعتراف الرسمي بالأمازيغية كلغة وهوية وحضارة، بالمغرب، منتقدا النخبة السياسية المؤثرة في المجتمع  المغربي المتعصبة للعربية بعرقلة سيرورة الاعتراف بالأمازيغية وذلك بهدف الحفاظ حصريا على الطابع العربي  للمجتمع  ونفي الطابع التعددي للمغرب.

وسلط راخا ، في ندوة حول “حصيلة  مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.. تحديات التنزيل وآفاق التمكين المجتمعي”، الضوء على العراقيل التي ما تزال تواجه تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية،خاصة في  مجال تعميمها في المنظومة التعليمية، إذ ما يزال هدف التعميم  بعيد المنال، كما أبرز أن الالعتراف بالسنة  تطلب سنوات بل عقود من النضال.

في مستهل الندوة،  اعتبر راخا أن مدينة الناظور التي شكلت الخلفية الجغرافية و السياسية للمقاومة ضد الاستعمار  وأنجبت مقاومين انخرطوا  بقوة وتجرد في  عمليات التحرير بالمغرب والجزائر تستحق أن تكون العاصمة الثقافية للريف.

لكن مع الأسف، يضيف راخا ،أن الحكومات المتعاقبة على المغرب  لم تنصف الريف ولم تنصف الأمازيغية التي ظلت مهمشة طوال عقود من الزمن، بل عانت من التمييز، مؤكدا أن  الأمازيغية بالمنطقة لم تنل حظها من التعليم والتدريس بل تعرضت لكل صنوف والتهميش والإقصاء.

وأكد راخا  أن أمازيغ الريف عانوا كثيرا  بسبب الاضطهاد الذي مورس على لغتهم الأم، مشددا  استنادا إلى تقارير الأمم المتحدة، على أن الأمازيغية تعرضت لتمييز فظيع  وهو ما أكده تقرير يعود إلى سنة  1995  الذي أقر بأن المغرب كان يمارس سياسة التمييز ضد الأمازيغية.

ونبه إلى أن الأمم المتحدة كانت دائما تلح على ضرورة منح الأمازيغية نفس الامتياز الذي تحظى به العربية،خاصة بعد إقرارها لغة رسمية في دستور 2011، “فإذا كنا ندرس الأمازيغية منذ التعليم الأولي وحتى التعليم الجامعي ، فكذلك ينبغي أن  نتعامل مع الأمازيغية، وإذا كنا نبعث مدرسين للعربية نحو الخارج لتعليم أبناء الجالية المغربية العربية في المهجر، فإنه ينبغي التعامل بالمثل مع  الأمازيغية،حيث يتعين تعليم أبناء الجالية اللغة الأمازيغية خاصة أن أغلب أفراد الجالية المغربية بالخارج، وفي أوربا تحديدا هم أمازيغ”.

وأشار راخا إلى أن الأمم المتحدة ما فتئت توصي منذ 1995 بتوظيف 100 ألف أستاذ متخصص في الأمازيغية لضمان تعميم تدريسها، موضحا “أننا في التجمع العالمي الأمازيغي كنا نناضل ونناقش الأحزاب لدعم تدريس وتعميم  الأمازيغية،دون أن تتم الاستجابة وكنا نعول على شكيب بنموسى،والآن يتحدثون عن أفق 2030؟”

وأفاد راخا أن  وزير التربية الوطنية السابق شكيب بلنموسى صرح في إجدى المناسبات بالناظور أن ثمة حاجة إلى 20 ألف أستاذ للغة الأمازيغية، “ولكن إذا كنا سنخصص 20 ألف أستاذ لتدريس 400 أو 600 تلميذ فإننا سنحتاج إلى 60 سنة وستكون الأمازيغية قد انقرضت”.

وأكد راخا  أن استعمال الأمازيغية وتعميميها في الحياة العامة ودمجها في  منظومة التعليم يعتير حق مشروعا، فالأمازيغ كسائر المواطنين يدفعون الضرائب ولهم بالتالي الحق في أن يتعلموا ويدرسوا بلغتهم الأم التي هي الأمازيغية.

واستعرض راخا  النضال المرير الذي خاضه  التجمع العالمي الأمازيغي في سبيل إقرار السنة الأمازيغية، فمنذ “أزيد من عقد من الزمن ونحن  نقوم بحملات نشيطة ومنظمة حتى نقنع الدولة بالاعتراف برأس السنة الأمازيغية، راسلنا الأحزا ب والبرلمان والمؤسسات، نظمنا قوافل جابت أزيد من 5000 كيلومترا في القرى والمداشر في عهد حكومة سعد الدين العثماني,, ورغم أنه لم تتم الاستجابة للمطلب في عهد العثماني واصلنا حملتنا بعد ذلك..”

وقال راخا “كنا نعتقد أنه مع إقرار الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في الدستور سيتم بشكل آلي الاعتراف برأس السنة الأمازيغية، لكن كان علينا الانتظار إلى غاية سنة 2023 حتى يتحقق ذلك، بفضل قرار جلالة الملك محمد السادس”.

وانتقد راخا النخبة التي  تتحكم في مقاليد السلطة والمجنمع والتي كانت تقاوم الاعتراف بالأمازيغية  وتطويرها وتوسيع نطاق استعمالاتها وكانت تعارض إقرار السنة  الأمازيغية لأن هدفها كان هو الحيلولة دون الاعتراف بتارخ المغرب لما قبل الإسلام.

وأشار راخا  إلى أنه مع التحولات التي عرفها مسار  تفعيل الأمازيغية، كنا نعتقد أنه من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى تغيير المناهج الدراسية  يما يسمح بكتابة تاريخ جديد، التاريخ الصحيح للمغرب وليس التاريخ  المزيف الذي  اختزل عمر المغرب في 12 قرن، أي منذ فترة  الأدارسة، في حين تم دفن الفترات التاريخية الهامة والأساسية والغنية  للمغرب  قبل مجيء الأدارسة.

وذكر أن اسبانيا التي استعمرت  منطقة الريف لم تولي أية عناية للدراسات الأركيولوجيا مخافة أن يتم الكشف عن التاريخ الحقيقي  للمغرب،وعن دور إنسان   شمال افريقيا  في كتابة تاريخ المغرب. لقد  أرادوا دفن التاريخ الحقيقي لشمال افريقيا.

لكن الأركيولوجيون المغاربة، بحسب راخا، ساهموا في اكتشافات مذهلة في الريف وتافوغالت وتمارة و” أذرا إيحود” وغيرها من المناطق بالمغرب، اكتشافات تعكس   صورة أخرى عن الانسان القديم بالمغرب، الإنسان الذي استوطن المغرب، اكتشافات تعطي حقائق عن حياته اليومية وملبسه ومشربه ورؤيته للحياة.. فالمغرب هو الأصل، وفيه عاش الإنسان منذ أقدم العصور في المغرب، فإمازيغين لم يأتـوا من اليمن ولا من أي منطقة أخرى بل عاشوا دائما في بلدهم المغرب، بحسب رشيد راخا.

جمال بورفيسي

اقرأ أيضا

المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظمان زيارة علمية لأساتذة اللغة الأمازيغية

نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة بتنسيق وتعاون مع المعهد الملكي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *