تزامنا مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، أعلن الكاتب والباحث عبد الله بنحسي عن إصدار كتاب “الأمازيغية والإنصاف الملكي” .
ويضم الكتاب الذي جاء في نحو 240 صفحة من القطع المتوسط، تجميع للبيانات و المواثيق الجمعوية و للخطب و الظهائر الملكية ذات الصلة المباشرة باللغة و الثقافة الأمازيغية و ترتيبها حسب تاريخ ورودها الزمني و الكرونولوجي مع جرد لأهم معالم انصاف اللغة الأمازيغية من طرف المؤسسة الملكية، التي ظلت دوما ترفع إليها القضايا المصيرية التي تهم أمن و استقرار البلاد على المستوى الروحي و الهوياتي.” وهو الشيء الذي “نأى بالقضية عن النقاش العمومي المتسم غالبا بسيادة الإديولوجيات المتباينة والإقصائية والنظرات الدونية اتجاه مكون أساس في الهوية الوطنية وأوصلها إلى الإنصاف الملكي الذي تم عبر قرارات عدة”.
و يروم هذا الكتاب، حسب مؤلفه، تقديم تجميعية للوثائق والأدبيات التي أسست للخطاب الثقافي والفكري للحركة الأمازيغية منذ بدايات تشكله إلى مرحلة الترسيم الرسمي لجزء من مطالبها، وما تطلبه الأمر للوصول إلى مرحلة الترسيم من المرور بالبدايات الأولى لتشكل الوعي الأمازيغي المعاصر، وكذا برصد كرونولوجيا النضال السلمي في محطاته الأساسية.”
وذكر المؤلف أن هذا الكتاب لا يسعى إلى الغوص في تفاصيل الحركة الأمازيغية وتحليل خطابها، بقدر ما يهدف إلى “إبراز نقاط أساسية و فاصلة في مسار القضية الأمازيغية منذ استقلال المغرب نهاية خمسينيات القرن الماضي، حتى إصدار قرار ملكي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه بعد دسترتها لغة رسمية في المملكة المغربية في التعديل الدستوري سنة 2011”.
وأضاف أن الهدف من الكتاب “خلق دينامية جديدة من خلال إعادة قراءة لتلك الصفحات المشرقة من تاريخ الحركة الأمازيغية والمغرب عموما، خاصة طبيعة تعامل المؤسسة الملكية عبر تلاث حقب مع القضية الأمازيغية حسب السياقات التاريخية الخاصة بكل مرحلة”.
وقال الكاتب والباحث عبد الله بنحسي إن “مع ثورة المعلومات، تتسارع الوقائع و الأحداث، فانشغلت الصحافة بجميع أنواعها في نقل وقائع الحياة الاجتماعية، في حركتها اليومية المتلاحقة. و لم تعد الوقائع التاريخية تحظى بالكثير من الاهتمام إلا لدى فئة صغيرة من الباحثين المتخصصين، أو من تفرضها عليهم ضرورة الدراسة و البحث، لذا أصبح من الأهمية بمكان جمع متن متكامل كمرجع خاص يرصد صيرورة ترسيم اللغة الامازيغية مرتبة حسب التعاقب الزمني للأحداث و الوقائع الأساسية في مصنف وحيد يجد فيه كل باحث في الموضوع ضالته و مراده “.