مع توالي الحكومات المغربية والوعود المتواصلة بالتغيير، الذي لا يكاد المواطنين المغاربة يلمسون في حياتهم اليومية، ولا يعكس الوقع أي فرق بين ما يعاني منه المغاربة عبر السنين وفي عهد الحكومات المختلفة، من الإدارة والمستشفيات إلى المدارس والجامعات إلى المحطات الطرقية، إذ تتكرر معاناة المواطنين مع شركات النقل دون أي تدخل للدولة، فتلك الشركات التي تميل لإبتزاز المواطنين بمناسبة أو من دونها، تستغل علانية تنقل ملايين المواطنين لقضاء عيد الأضحى مع عائلاتهم لترفع ثمن التذاكر بنسبة مائة بالمائة من دون أي تدخل للدولة عبر مصالحها وخاصة الوزارة المكلفة بالنقل.
موقع “أمدال بريس” توصل بشكايات من مواطنين أثارت مشكل الابتزاز ومضاعفة ثمن التذاكر بين جميع المدن المغربية خارج القانون، والنموذج من مدينة طاطا حيث يتم استغلال توجه المواطنين لمدنهم وقراهم الأصلية لقضاء إجازة عيد الأضحى من طرف شركات النقل العمومي التي تعمد إلى الرفع من قيمة التذاكر بنسب تتجاوز 100%، والصور تقدم مثالا حيا لإحدى الشركات التي تشتغل في الخط الرابط بين مدينة الرباط ومدينة أقا في اقليم طاطا، إذ في الوقت الذي لا يتعدى الثمن العادي في أغلب الأوقات 180 درهم، أصبح مع اقتراب العيد 400 درهم ذهابا فقط.
رفع ثمن التذاكر هو فقط جانب من تلاعب شركات النقل بالمواطنين، إذ كثيرا ما تعطى لهم وعود تتعلق بوقت محدد لإنطلاق ووصول الحافلة وحتى بكونها ستسلك الطريق السيار، وثمة من المغاربة من يتم خداعه وتضييع وقته في الإنتظار لساعات قبل انطلاق الحافلة، وحتى حين تنطلق فكثيرا ما تتوقف عدد منها في الطريق لفض الشجار بين المواطنين والسائق ومساعده نظرا لعدم دخولها الطريق السيار كما كان موعودا.
إن قطاع النقل بالمغرب في حاجة إلى إصلاح عاجل وحقيقي، فكثير من المواطنين المغاربة يجدون أنفسهم في مواجهة الإبتزاز ويحسون بالحكرة في المحطات الطرقية التي تحول بعضها إلى مرتع للمشردين وذووي السوابق، وبالكاد يمر أي مواطن بمحطات من محطات المغرب دون أن يرى عراكا بالأيدي أو يسمع سبا وشتما وغالبا بين مأجوري شركات النقل أو بين هؤلاء والمواطنين.
أمدال بريس