خلدَ التجمع العالمي الأمازيغي، فرع المغرب بمعية مجموعة من الجمعيات الأمازيغية بالريف الكبير، مساء الأحد 2 أكتوبر 2016، الذكرى الـواحدة والستون لإنطلاق أولى رصاصات جيش التحرير المغربي بقيادة الشهيد عباس المساعدي.
وانطلق التخليد بتنظيم مسيرة من مركز أجدير بإقليم تازة بإتجاه مقبرة الشهداء، حيث يرقد روح الشهيد عباس المساعدي، وعدد من مقاومي جيش التحرير، ردّد من خلالها المخلدّون مجموعة من الشعارات الغاضبة من التهميش والإقصاء الذي تعرض له شهداء التحرير، في مقدمتهم عباس المساعدي، مردّدين شعارات من قبيل “الشهداء في القبور والخونة في القصور” و “عباس ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح” وغيرها من الشعارات الغاضبة التي صدحت بها أفواه المخلدين في الذكرى الـ 61 لانطلاق عمليات جيش التحرير.
وعرف تخليد هذه السنة لذكرى انطلاق مقاومة جيش التحرير للإستعمار، مشاركة عائلة عباس المساعدي يتقدمهم نجله، خليل المساعدي، والمعتقلان السياسيان السابقين للقضية الأمازيغية، مصطفى أوساي وحميد أعضوش. وفي هذا السياق، ربط المعتقل السابق مصطفى أوساي بين جيش التحرير وامتداده الموضوعي الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب على حد تعبيره. مشيراً إلى أن استعمار الشعب الأمازيغي مازال مستمراً من طرف القومية العربية وهذا هو أخطر استعمار، لأنه “استعمار هوياتي وثقافي وهو أخطر من الاستعمار المادي والإقتصادي”، على حد تعبيره.
وأضاف أوساي في حديثه مع “العالم الأمازيغي”، أن “الاستعمار الهوياتي لا تستطيع أن تواجهه بالسلاح أو بالحرب، لأنه يفتك في صمت بالمجتمع الأمازيغي، عن طريق التعليم والإعلام وشتى الوسائل التي تستعملها الدولة المغربية”. وأوضح أوساي أن السبب الذي أدى إلى إغتيال المساعدي هو اقتناعه بالدفاع عن هويته وكرامة الشعب الأمازيغي، وهو “تماماً سبب اغتيال الشهيد عمر خالق”ازم” واختطاف بوجمعة الهباز واغتيال المغني ريفينوكس، وهو نفسه السبب الذي على أساسه تمّ اعتقالنا لمدة 9 سنوات قضيناها في السجن”، وزاد أوساي بالقول: “لم نندم أبداً على تقديم 9 سنوات من شبابنا في سبيل القضية الأمازيغية، ومستعدين أن نعطي حياتنا في سبيل قناعتنا، لأن دمائنا ليست أغلى من دم الشهيد عباس المساعدي”.
من جانبه عبر رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، قائلا: “جمبل أن يحتفل شباب اليوم بذكرى إغتيال عباس المساعدي، وبالمقاومين الذين ضحوا بحياتهم من أجل إستقلال، ليس فقط المغرب بل بكل أقطار شمال افريقيا، مذكرا أن سبب اغتيال عباس المساعدي هو بسبب تبنيه للفكر القومي الأمازيغي ومؤمناً بأن استقلال المغرب لن يكتمل بدون استقلال باقي الأقطار المغاربية.
وأوضح الراخا في كلمته، أنه على عكس بعض العروبيين الذين اتفقوا مع الإستعمار الفرنسي وقاموا بتوزيع الثروات فيما بينهما، فالأمازيغ قاوموا وواجهوا الاستعمار لكن تركوا بعد الاستقلال يواجهون مصيرهم. وأكد أنه ليس من المعقول أن مقاوما بحجم المساعدي دافع عن استقلال بلاده وفي الأخير تنكرت له الدولة ولم تكلف نفسها عناء تخليد الذكرى 60 لإغتياله، بالمقابل يتم الاحتفال بذكرى موت المهدي بن بركة الذي أعطى أوامر اغتيال عباس المساعدي، وتحالف مع الإستعمار الفرنسي في اتفاقيات إكس ليبان الذي بسببها حصل المغرب على استقلاله الشكلي. وزاد الراخا، أن الشهيد عباس المساعدي الذي جاء من قبائل أيت عطا ودعا القبائل الريفية لحمل السلاح ومواجهة الإستعمار الفرنسي لم يتم إنصافه، مؤكداً على أن هيئة الإنصاف والمصالحة التي تتحدث عنها الدولة المغربية لم تقدم أي شيء للمقاومين الحقيقيين الأمازيغ.
وأضاف الراخا “أن الحركة الأمازيغية أخذت على عاتقها الوعي بتاريخها، هذا الذي التاريخ الذين حان الوقت لكتابته بأقلام نزيهة دون نسيان من دافعوا على أرض تمازغا.
بدوره، قال رفيق درب أوساي في السجن، المعتقل السابق حميد أعضوش، أن كل من يدافع ويناضل عن هويته وكرامته يتم اغتياله أو اعتقاله، وتاريخ اغتيال عباس مساعدي يعيد نفسه باغتيال الشهيد عمر خالق “إزم”، وحمل أعضوش مسؤولية اغتيال عباس المساعدي للدولة المغربية، مضيفاً أن “الدولة هي التي تتحمل مسؤولية اغتيال واعتقال المناضلين الأمازيغ”.
وطالب أوعضوش الدولة المغربية بكشف حقيقة اغتيال الشهيد المساعدي وباقي شهداء جيش التحرير، مؤكدا على أن الحركة الأمازيغية هي الإمتداد الموضوعي للمقاومة المسلحة وجيش التحرير.
وجدد أعضوش مطالبته للأمازيغ بالوحدة والتضامن فيما بينهما، مشدّدا على أن تحركاتهم في المغرب بشماله وجنوبه يسعون من خلالها إلى حث الأمازيغ على تجاوز خلافاتهم والذود في الدفاع عن حقوقهم وهوياتهم التي بسببها استشهد مناضلي جيش التحرير، مضيفاً: “أن حفاوة الإستقبال التي يحضون بها في مختلف أماكن المغرب تؤكد بأن الأمازيغ موحدون”.
وفي الأخير وجه اعضوش شكره للجمعيات الأمازيغية بالريف الكبير على تخليدهم لذكرى تبقى راسخة في قلوب الأمازيغ وعن حفاوة استقبالهم”.
خضريتو بدوره، أشاد بتخليد ذكرى انطلاق عمليات جيش التحرير المغربي من طرف الشباب والجمعيات الأمازيغية، قائلاً بأن الإحتفاء بهذه الذكرى يؤكد بأن الحركة الأمازيغية هي حركة استمرارية لجيش التحرير. وأضاف خضريتو، وهو ابن المقاوم ضمن صفوف جيش التحرير، الخضير الحموتي المعروف بالجندي الإفريقي، أن عباس المساعدي وأعضاء جيش التحرير كانوا يتخدون من بيت أبيه مقراً للتنسيق ليس فقط على مستوى مناطق الريف والمغرب فقط، بل على مستوى البلدان المغاربية وبالأخص الجزائر.
وزاد المتحدث بأن قبر والده لايزال مجهولا منذ اغتياله في الجزائر من طرف الميلشيات المسلحة التي اغتالت عباس المساعدي وعدد كبير من المقاومين التابعين لجيش التحرير.
أجدير – تازة: منتصر إثري