إكرام تحرر فم الحصن من العدالة الذكورية

هند ابياض

طالما كان للمرأة الحصنية حضور قوي في كل القضايا التي عاشتها وتعيشها منطقة ” إمي أوكادير”، فناضلت جنبا إلى جنب مع الرجل في كل ما يخص الشأن العام المحلي، متحدية كل العوائق المجتمعية والأسرية في منطقة يغلب عليها طابع المجتمع الباطرياركي، وكان لصوتها صدى في كل نقاش إجتماعي، الشئ الذي نلمسه في قضية إكرام التي تعتبر واحدة من ضحايا الإستغلال الجنسي البشع الذي تتعرض له الأنثى في مجتمعات الكبث، حيث ينظر لها كعورة وجسد يصلح لتلبية كل النزوات الحيوانية.

لذلك، فلن تكون إكرام الوحيدة في ظل إستمرار العقلية الذكورية السائدة في مجتمعاتنا، وما دامت كل محاولة نسائية للتحرر والمشاركة في الحياة العامة، تواجه بالكثير من الأذى والتجريح ومحاولات الإستغلال الجنسي، بالإضافة إلى التحرش وما تتعرض له من مضايقات في الشارع وفي كل الأماكن العمومية، لذلك ليس من المستغرب أن نشاهد كل مرة إغتصابات وعنف جسدي ونفسي في حق النساء، ما دامت النظرة المجتمعية للأنثى لم تتغير.

وعودة لقضية الإغتصاب التي راحت ضحيتها إكرام ذات الست سنوات من طرف وحش أدمي بفم الحصن، كان للنساء دور كبير في فضح المستور من خلال مجموعة من الفاعلات، اللواتي تدخلن على الخط مباشرة بعد إكتشافهن لأمر الإغتصاب، خاصة بعد ما شهدته القضية من تلاعبات وتدخلات لجهات معروفة بالمنطقة، ألفت الإصطياد في المياه العكرة بغية طمس القضية وإجبار والدي الضحية على التنازل لفائدة المجرم الذي تبثث في حقه الجريمة، مما أثار حفيظة مجموعة من الفاعلات الجمعويات والحقوقيات اللواتي لهن إهتمام بالقضية النسوية، الشئ الذي أدى إلى تحول القضية إلى قضية رأي عام و وصولها لجهات كثيرة عبر ربوع الوطن.

تمرد النساء على العدالة الذكورية ومحاولة طمس الحقيقة في منطقة يلفها النظام الأبيسي، هو العنوان البارز لهاته القضية التي آبى فيها الجميع إلا الوقوف إلى جانب إكرام ومساندة قضيتها حتى تتخد العدالة مجراها، وتنصف الضحية وينال الجاني أقصى العقوبات على جريمته.

شاهد أيضاً

امحمد القاضي

“أنا مواطن أؤدي ضرائبي”: الشعور بالفخر والإعتزاز بالإنتماء للوطن – اللحظات المعبرة المفقودة

كم هو مقنع أن يبلغ المواطن درجة رفيعة من الشعور بالإنتماء للوطن، حين يؤدي واجباته …

2 تعليقات

  1. قضية إكرام قضية كل طفل مغربي يتعرض للعنف بشتا أنواعه وجب الوقوف عندها لاستنباط العبر. لن أوافقك الرأي في إسقاطك للواقعة على انها من تجليات الهيمنة الذكورية.. العنف ضد اﻷطفال تمارسه النساء أكثر من الرجل والعنف الجنسي لا يخرج عن هذا النطاق، بﻹضافة إلى أن المجتمعات اﻷمازيغية تجعل الرأة ركيزة للمجتمع فهي مجتمعات أميسية أكثر مما هي ذكورية. أما قضية إغتصاب إكرام فالبيدوفيليا مرض لا علاقة له بهيمنة جنس دون غيره ربما أخطاتي التقدير في نظري. ختاما العدالة أولا وكل التضامن مع الاطفال ضحايا العنف

  2. مقاربتك لموضوع الحادثة لم يكن موضوعيا صرفا، والحديث عن مجتمع ذكوري كسبب مباشر فيما تعرضت له الضحية يؤكد الطرح بأنك تنتصرين لايديولوجية غير واقعية، تتصيد اي حدث لتروج لافكار لا اتصال لها يالواقع.
    ما حدث لاكرام يحدث يوميا في كل شبر من المعمورة، و حتى في المساحات الجغرافية التي ترفع شعار التحرر، تعمل على تصدير الفكرة الى كل قارات العالم.
    الارقام التي تنسرها المنظمات الوطنية، بالبلدان التحررية، عن حالات اغتصاب القاصرات بشكل خاص و الاعتداءات الجنسية ضد النساء بشكل عام، أكير بكثير من الدول التي يصور على انها ذكورية، كدول شرق اسيا و جنوب شرق اسيا، و افريقيا.
    نحن ضد ما وقع لاكرام، ونطالب القضاء بانزال اقصى العقوبات التي ينص عليها القانون، بل نطالب المختصين من رجال القانون و الحقوقيين و النواب البرلمانيين على ضرورة اعداد مشروع قانون بقضي بخصي مرتكبي هذه الجرائم و التصويت عليها لاجل تفعيلها.
    اكرام لم تكن ضحية مجتمع ذكوري كما تصورين ذلك، بل هي ضحية لأشخاض مجرمين ليس لهم من النوع البشري الا الصورة الخارجية، اشخاص يجب ان يحد القانون من تصرفاتهم البهيمية الحيوانية و يردع من خلالهم امثالهم، ويجعل منهم عيرة لكل من تحدثه نفسه الشيطانية بمحاكاة فعلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *