دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، يوم أمس الإثنين، إلى إرساء آلية وطنية موحدة تسهر على جهود إعادة الإعمار بعد الخسائر التي خلفها إعصار “دانيال” الذي ضرب البلاد مطلع الشهر الماضي.
وقال في بيان له، إن “هناك حاجة ماسة إلى إرساء آلية وطنية موحدة من أجل المضي قدما بجهود إعادة الإعمار بفعالية وكفاءة”، حاثا الشركاء الدوليين على”تيسير الاتفاق” على هذه الآلية لتقود جهود التعافي وإعادة الإعمار.
ودعا المسؤولين الليبيين إلى “الترفع عن انقساماتهم والاجتماع معا للاتفاق على استجابة موحدة لاحتياجات إعادة الإعمار”، مشيرا إلى أن تأثير العاصفة دانيال يذكر بضرورة تسريع المفاوضات بشأن كسر الجمود السياسي.
وعبر عن قلقه من ظهور “مبادرات أحادية الجانب ومتضاربة” من قبل مختلف الأطراف والمؤسسات الليبية بشأن إعادة إعمار درنة (شمال شرق )، حيث أدت الفيضانات المدمرة إلى مقتل آلاف الأشخاص.
وقال “إن من شأن هذه الجهود الأحادية أن تعطي نتائج عكسية، وتعمق الانقسامات القائمة في البلاد وتعرقل جهود إعادة الإعمار فضلا عن كونها تتعارض مع التضامن والدعم والوحدة الوطنية التي أظهرها الشعب الليبي استجابة للأزمة”.
تجدر الإشارة أن البرلمان الليبي كان قد صوت الأسبوع المنقضي على إقرار ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار ليبي، لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة من الإعصار ، وكذا تكليف لجنة تشريعية لإعداد مشروع قانون إحداث “صندوق إعمار ليبيا”، يعرض على المجلس في الجلسات القادمة للمصادقة عليه.
ورفض المجلس الأعلى للدولة هذه القرارات، معتبرا أن قانون الميزانية وتخصيص أموال للإعمار هي مسألة أمن قومي لا يحق لأي جهة الانفراد بها، داعيا البرلمان إعادة النظر في القرار، واعتبار ما صدر عنه “لاغيا”.
وفي سياق آخر أعرب المبعوث الأممي “عن تطلعه لاستلام مشاريع القوانين الانتخابية المنقحة وتيسير حوار عاجل بين الأطراف الرئيسية في ليبيا للتوصل إلى تسوية سياسية للاتفاق على مسار يفضي إلى الانتخابات”.