المرأة المغربية في يومها الوطني

بنضاوش الحسن

مع التطور الذي عرفه المجتمع المغربي، وركوبه ركب التغير والبحث عن الريادة، والحاق بالمجتمعات المتقدمة والقائدة للسفن العالمية في البحث والإبداع وخدمة الإنسانية جمعاء، كانت المرأة المغربية دائما مساهمة ومشاركة في هذا التغير نحو الأفضل، وفي خدمة المجتمع والوطن.

ورغم قصور في المنظومة القانونية، ووجود تيار يعارض تقدم وتطور المرأة داخل المجتمع، وانتشار الأمية، وضعف الولوج إلى بعض المناصب والمهام داخل المجتمع، استطعت المرأة المغربية أن تقود ثورة هادئة داخل المجتمع عبر العمل واثبات الذات، واقتحام مجالات الإنتاج والابداع وتحقيق الذات، حتى تمكنت من فرض نفسها في مجتمع ذكوري لم يعد قادرا على طمس هوية إمرأة فاعلة ومواطنة ومنتجة، أصبحت عنصرا فاعلا في الإقتصاد والسياسة والرياضة وجميع مناحي الحياة.إنها المرأة المغربية التي لا تؤمن إلا بالعمل، وخدمة أسرتها، والمساهمة في تطور وريادة بلادها قاريا وعالميا .

ونحن نستعرض إنجازات المرأة المغربية في ظل ضعف الدعم والتشجيع، وأحيانا محاولة إفشال المسار، ووضع العراقيل من طرف فئات وجهات لم تستسغ المرأة في المناصب وعلى رأس الإنجازات والانتصارات، إلا أننا نرى النساء في المقدمة وفي المراتب الأولى على المستوى العلمي وعلى جميع المستويات سواء في المجال الحضري أو القروي، كما هناك رياضيات خلقن الاستثناء في رياضات ذكورية بإمتياز، وفي قطاع الصحة والتعليم، والفلاحة والصيد البحري، واخريات اخترن أمام قسوة الظروف المعيشية، الضيعات الفلاحية، والحرارة المفرطة، وظروف خاصة في التنقل والعمل من أجل أن لا يكن عالة على الأهل والزوج أو المجتمع، اخترن العمل وتحدي الصعاب من أجل عائلتهن وكرامتهن.

إنها المرأة المغربية التي سجل لها التاريخ في كل المحطات الصمود والإنخراط الفعلي والميداني في كل مبادرات التنمية والبناء للمجتمع والدولة والأسرة.
واليوم ونحن في ورش إصلاح مدونة الاسرة، من أجل الأسرة عموما والمرأة بإعتبارها أساس الأسرة وعمودها الفقري، لابد من إنصاف حقيقي للمرأة المغربية في الولوج إلى مناصب صناعة القرار، وترسيم السياسات العمومية بعيداً عن مداخل متجاوزة أمام عمل وسيرة هذه المرأة الحافل بالإنجازات ومقومات التمكن والكفاءة من قبيل الكوطا والتمثيلية النسائية الشكلية والغير ملزمة والبعيدة عن تحقيق الذات الإنسانية والفعلية لهذا العنصر الفعال في المجتمع .

نحن أمام فرصة تاريخية لربح رهان المستقبل، في ظل وجود نساء مغربيات يشهد لهن الجميع بالنزاهة والتفاني في العمل، والمواطنة وحب الوطن والإستعداد التام للتضحية بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن .

وعلى الجميع، أحزاب سياسية ومؤسسات وطنية وشركات، وبالاساس الدولة بكل مكوناتها، تعزيز تواجد المرأة المغربية في مراكز القرار، ومنحها فرصة إثبات الذات وإبراز امكانتها العلمية والقيادية خدمة للمصلحة العامة، وأكيد ستكون النتائج مبهرة وذات وقع كبير على الدولة والمجتمع ومستقبل البلاد والعباد .

شاهد أيضاً

فرنسا عند المغاربة

كل المغاربة يعرفون فرنسا الجمهورية، والتي تعود علاقتها بالمغرب إلى بداية القرن الماضي حينما طلبها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *