يخلد المغرب، على غرار دول المعمور، يوم غد الثلاثاء 5 أكتوبر، اليوم العالمي للمعلمين، وهي مناسبة تتزامن هذه السنة مع الدخول المدرسي الذي يتميز بالعودة إلى نمط “التعليم الحضوري” بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، وتواصل عملية التلقيح في صفوف التلاميذ ضد كوفيد-19.
وقد اختارت منظمة اليونيسكو هذه السنة الاحتفاء بهذا اليوم العالمي تحت شعار “المعلم عماد إنعاش التعليم”، من خلال تسليط الضوء على دور المعلمين في إنعاش التعليم ما بعد كوفيد-19، والتركيز على إمداد هذه الفئة بالدعم الذي تحتاجه كي تساهم في عملية الإنعاش على أكمل وجه.
وأشارت اليونيسكو إلى أن الاضطرابات في التعليم وإغلاق المدارس بسبب الجائحة أبرزت الدور الحاسم للمعلمين في الحفاظ على استمرارية عملية التعلم، وصلة التلاميذ بالمدرسة في هذه الظرفية الحرجة.
وكتبت المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني “خلال الأزمة الحالية، شهدنا الدور المركزي الذي اضطلع به المعلمون في الاستجابة التعليمية: فهم الذين قدموا التدريس عن بعد، وقاموا بتكييف ممارساتهم ونوعوا أشكال ووسائل ومحتوى تعليمهم لتلبية احتياجات المتعلمين”.
وأضافت “إنهم أيضا حافظوا على التفاعل الاجتماعي وعززوه بين المتعلمين، وتفقدوا أخبار طلابهم من خلال الشبكات الاجتماعية وأنظمة المراسلة الفورية، وتبادلوا الممارسات الفضلى والموارد مع المعلمين الآخرين، مما عزز الشعور بالانتماء لمجتمع تعليمي واحد”.
واعتبرت اليونيسكو أن جهود المعلمين خلال الجائحة دفعت الآباء والمجتمعات والأنظمة التعليمية إلى الانخراط في مناقشات حول أهمية المعلمين، والاعتراف بدورهم الحيوي في إنعاش قطاع التعليم، والحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصفة عامة.
من جهة أخرى، اعتبرت المنظمة أن هذا التقدير العالي لعمل المعلمين لا ينعكس بشكل كامل في تدابير السياسات العالمية الحالية أو في الموارد المخصصة للتعافي، رغم أن أزمة كورونا أبرزت تحديات رئيسية تواجه مهنة التدريس، بما في ذلك الافتقار إلى فرص التطوير المهني في التعلم عن بعد، وزيادة عبء العمل المرتبط بهذا النمط التعليمي، وفي بعض الحالات عدم تقاضي معلمي المدارس الخصوصية لأجورهم منذ أشهر.
ودعت اليونيسكو إلى إشراك المعلمين في عمليات صنع القرار وصنع السياسات التعليمية، نظرا للدور المباشر لهؤلاء في إنجاح عملية تعلم التلاميذ والرقي بجودة المنظومة التعليمية.
يذكر أن إقرار اليوم العالمي للمعلمين جاء لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وتعبئتهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم.
وبعد اعتماد هدف التنمية المستدامة الرابع المعني بالتعليم، وإقرار المرصد المخصص لدور المعلمين الرئيسي في تحقيق جدول أعمال التعليم لعام 2030، فقد أصبح اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقية، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.
وتنظم اليونيسكو الاحتفالات بهذا اليوم العالمي بشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي للمعلمين.
إعداد: يونس قريفة