“تِفْرْطْ نْيَاسْمِينَة”: بحيرة وسط رمال مرزوگة تقتلها السياحة والآنة

تقع “مرزوگة” بين الخط الحدودي للدولتين الشقيقتين ــ المغرب والجزائر ــ بجماعة الطاوس، إقليم الرشيدية جهة درعة تفيلالت؛ بتضحيات شباب المنطقة، ومثابرة المجتمع المدني، أضحت “مرزوگة” عالمية، ووجهة سياحية من كل بقاع العالم، إذ تحتل الرتبة الثانية من حيث السياحة وعدد الزوار على الصعيد الوطني بعد مدينة مراكش، وبأسامر “الجنوب الشرقي”، تتربع على الرتبة الاولى متقدمة على وارزازات، ومنطقة زاگورة والمحاميد الغزلان…هذا وصنفت “مرزوگة” سنة 2017 حسب موقع “tripadvisore” الرتبة الثانية إفريقيا.

تُعرف منطقة “مرزوگة” برمالها الذهبية، وبمخيماتها الرملية والاستشفائية، وكذا ببحيرة ظهرت في القرن الماضي يسميها أهل المنطقة “تِفْرْطْ نْيَاسْمِينة”، تعطي جمالية للمنطقة، وصورة نادرة لضاية تحت تلال رملية، قد رسمت الطبيعة منظر بهيج يجذب السياح للمنطقة، وأضحت “تيفرط” قبلة لكل زائر للمرزوگة، وخاصة بعد كل تساقطات مطرية، والتي تجعل من وادي “تِسْرْد‌ْمِين‌ْ” الرافد الإساسي لضاية “تيفرط نياسمينة” يغذي الاخيرة.

بعد فيضانات ضربت المنطقة، وصل فيه مستوى المياه إلى مشارف بعض الفنادق، بحيث عمد أربابها لبناء سد حَوَّلَ مجرى مياه “تِفْرْطْ” إلى صحراء قاحلة بين الحدود المغربية الجزائرية، إلتجئ فيه رؤساء خطارات مرزوكة، توجيه رسالة عاجلة إلى السلطة المحلية والجماعة بالطاوس وكذا النائب البرلماني “عمر ودي”، يشتكون فيها ما أسموه “إقدام أحد المؤسسات السياحية المقامة على مشارف ضاية ياسمينة ‘تيفرط’، على تحويل مجرى الرافد الأساسي في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية بدلا من الضاية”.

في تصريح “لحسن أوگنير” لجريدة “العالم الامازيغي”، بصفته الكاتب العام لجمعية “خطارة تالعباست” بمرزوكة، وممثل الخطارات باللجنة المحلية للتنمية البشرية بجماعة الطاوس، وكذا عضو بالجمعيات المشتكية، أكد فيه أن “منطقة مرزوكة تعرف حربا ضروسا مرخصة، يشنها القطاع السياحي ضد الخطارات من خلال تحويل عقارات فلاحية مهمة إلى بنايات سياحية دونما أي تنظيم محكم للمجال”، بالإضافة حسب “لحسن” إلى استنزاف خطير وتلويث بالغ للفرشة المائية دون أن يحرك المسؤولين أي ساكن، وما قضية “تيفرط نياسمينة” إلا تزكية لأقوالنا، وعليه يجب أن تتدخل السلطات وتزيل السد الذي قتل الضاية، وأضحت الفلاحة تشتكي من السياحة، حسب تعبير الفاعل الجمعوي “لحسن أوگنير”.

يشار أن المتضررين من قرار تحويل مجرى مياه “تفرط”، وجهو رسالة للجهات المعنية محليا، والتي تتوفر جريدة “العالم الامازيغي” على نسخة منها، مطالبين فيها التدخل العاجل لإزالة حاجز مقام على وادي تِسْرْدْمِينْ، حَرَّم الجدار ضاية أزلية من تسرب المياه إليها، مما جعل المنطقة يغيب عنها منظر طبيعي نادر يحتاج للرعاية والاهتمام، وخاصة أن مرزوگة شهدت مؤخرا أمطار غزيرة كان من المفروض أن تكون “تيفرط نياسمينة” قد رسمت صورتها الخلابة، مداعبة حبات الرمال الذهبية.

تقرير: حميد أيت علي “أفرزيز”

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *