الذين انتقدوا “الوعود الخمسة” لحزب أخنوش انتقدوها للأسباب “الخمسة” التالية:
1ــ “هادي غير السخانة ديال الإنتخابات، كاع الأحزاب كيواعدو فهاد الوقت”
2ــ “ياك الأحرار كانو فحكومات كتار من قبل، علاش هادشي ماداروهش من قبل؟”
3ــ “ما ڭالوش لينا كيفاش غادي يحققو هادش كولّو!”
4ــ “لا ثقة فولاد عتيقة. حنا ما باقيش كنتيقو فالسياسيين”
5ــ”أخنوش، رد بعدا داكشي لي استافدتي منو من قبل، عاد ديك الساعة نهضرو على الوعود!”
أخنوش عطا “خمسة” ديال الوعود نهار “الخميس” تحت الراية “الخماسية”، وهوما يتوجهو ليه خمسة ديال الإنتقادات. إيوا “خمسة وخميس” على أخنوش وعلى المنتقدين ديالو حتا هوما.
حتى أنا عندي خمسة ديال الملاحظات على خمسة ديال الإنتقادات لي توجهات للوعود الخمسة ديال أخنوش:
أولاــ إذا كانت وعود أخنوش مجرد وعود انتخابية كباقي الوعود الإنتخابية، فلماذا حظيت هاته الوعود بهذا الإهتمام كله. لماذا استطاع هذا الرجل أن يشغل الناس به؟ ولماذا يستطيع رجل قيل عنه أنه غير مدرب بشكل جيد على التواصل السياسي أن “يفتن” السوشيال ميديا لأيام بڤيديوهات قصيرة لا تتجاوز في معظمها 7 دقائق، علما بأن الرجل لم يلتحق بعالم الفايسبوك سوى في سنة 2019؟
ثانياــ تتميز “الوعود الإنتخابية” لأخنوش أنها معبر عنها بأرقام تُسَهِّل عملية انتقادها بعد 100 يوم من الممارسة السياسة، وبأنها قابلة للفحص vérifiable في حياة الناس لأنه لم يعبر عنها بدلالة مؤشرات مجردة (كمعدل النمو العام، أو مؤشرات الموازنات الماكرو اقتصادية) بل بدلالة “احتياج الزبون السياسي”. هذا بالضبط هو عمل رجل الأعمال الناجح: رجل الأعمال الناجح لا يترجم نجاحه بدلالة أرقام مجردة بل بدلالة إشباعه لاحتياجات “الزبون” (كما تفعل مؤشرات إيزو المعروفة)، ويشتغل على تحقيقها متغاضيا عما يفعله المنافسون.
ثالثاــ يبدو أن “القاعدة الشبابية” التي استقطبها أخنوش نجحت في ورشات ال 100 مدينة من استجماع المعطيات في ورشات “العواصف الذهنية” (برين ستورمينڭ) الموسعة لاكتشاف “احتياجات” الزبون السياسي، فقام أخنوش (أو من يعمل معه) بترجمة هذه “الإحتياجات” إلى حزمة ( = پاك ) صغيرة من الوعود الجذابة سياسيا.
رابعاــ عرف أخنوش كيف يدمج وعوده في إطار ما يتوقع أنه سيُنجز تطبيقا لتوصيات “النموذج التنموي الجديد”. فعندما يعد سياسي بذكاء رجل أعمال ناجح براتب شهري أولي مرتفع للمدرسين في المغرب وبكل ثقة في النفس، فهذا يعني أنه يعرف جيدا عما يتحدث ويدرك جيدا أنه يعرض مصداقيته التي يسعى بكل ما يستطيع لتثبيتها لخطر داهم إذا هو لم ينجز ما وعد به.
خامساــ فماذا يعني كل هذا؟ هذا يعني أن أخنوش يهدف لتحقيق هدفين استراتيجيين: أولهما هو تحقيق “الجاذبية السياسية”، أي تلك الجاذبية التي تمكن السياسي من تخطي أول عقبة في مسيرة اتجاهه نحو دائرة صناعة القرار. وهذه العتبة هي “اضطرار” الزبون السياسي إلى إدراك أنه “يستحق أن نراهن على هاد خِيّْنا ولو هذه المرة” (“7500 درهم! .. والله إلا مزيانة هادي إلا كانت صحيحة!). وثانيهما تحقيق “شرعية الإنجاز”، أي أن يعد السياسي بأمور محددة فيحققها بالفعل في إطار حزمة من السياسات العمومية في إطار 100 يوم الأولى من تواجده بدائرة صناعة القرار.
خلاصة: أخنوش يجري بذكاء نحو “الجاذبية السياسية” و”شرعية الإنجاز”، وهما نفس الهدفين الإستراتيجيتين اللتين كنت أدعو الحركة الأمازيغية لتبنيهما فلسفة لپراكسيس سياسي لمشروع حزب “الهوية والإبتكار” أولا و”تامونت” بعد ذلك، فكنت أواجه بالسخرية، أحيانا والتشكك أحيانا، وتهمة “السذاجة” في أحايين كثيرة.
هاهو أخنوش دارها .. وخلاكوم غير كتدعقو بيه … خمسة وخميس وحظ موفق أودا آسي أخنوش.