أكد مشاركون في ندوة نظمت في إطار الدورة الـ 12 للمهرجان الوطني لفنون أحواش التي اختتمت فعالياتها يوم الأحد الماضي بمدينة ورزازات، أن فنون أحواش تشكل تراثا ثقافيا وحضاريا استثنائيا يجسد مفهوم العالم والوجود لدى سكان الجنوب الشرقي للمغرب.
وأبرزوا أن هذا التراث الفني الذي يجمع بين الرقص والشعر الغنائي، يعد تقليدا صممه ومارسه نساء ورجال لإيصال تاريخهم وتجنب النسيان.
وفي هذا الإطار، قال الباحث في التراث والثقافة الشعبية المغربية، محمد عليلوش، إن ” أحواش تمثل نمطا للتعبير ولنقل تجربة الفرد والقبيلة ككل”، مشيرا إلى أن هذا التقليد الفني الممتد لقرون عديدة يمكن من استعادة العصور السحيقة لسكان الجنوب الشرقي للمغرب.
وذكر السيد عليلوش بأن هذا الفن يشكل أحد التقاليد الثقافية البارزة للمجتمعات الأمازيغية بالمغرب، لافتا إلى أنه من خلال هذه الرقصة الجماعية التي تمزج بين الغناء والشعر وحركة الجسد والإيقاع، يعيد الرجال والنساء استعادة تاريخهم من أجل نقله إلى أجيالهم المقبلة.
من جهته، أشار الباحث عز الدين تستيفت، رئيس النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات، إلى أن فن أحواش يركز بشكل خاص على القيم التي يجب تناقلها من أجل الحفاظ على نمط حياة الأمازيغ.
وبعد استعراض التحولات التي شهدها هذا الفن منذ ثلاثينات القرن الماضي، سجل الباحث أن هذا التراث يعد، كذلك، وسيلة تمكن السياح من التعرف أكثر على تجارب هذه المجتمعات.
وشارك في الدورة الـ 12 للمهرجان الوطني لفنون أحواش التي نظمت على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حوالي أربعين فرقة لفولكلور أحواش تضم أزيد من 1400 فنان.
وتضمن برنامج هذا الحدث الفني، أمسيات موسيقية، ومعرضا خاصا بالفنون والصناعة التقليدية، وورش عمل موضوعاتية حول تعليم فنون أحواش، وندوة فكرية حول فنون أحواش بمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء.
ونظم هذا المهرجان بشراكة مع جمعية “ورزازات ايفينتس” وعمالة إقليم ورزازات، ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لورزازات، والمجلس الجهوي للسياحة لدرعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي للسياحة بورزازات.