منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية

إلى السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،

 الموضوع: تهنئة على زيارتكم الأخيرة للمغرب وتوضيح بشأن تصريح وزيري التعليم الوطني حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية

السيد الرئيس،

 في البداية، نود أن نعبر لكم عن تهانينا الحارة على نجاح زيارتكم إلى المملكة المغربية، ونشكركم على خطابكم التاريخي أمام البرلمان المغربي في 29 أكتوبر الماضي. نود أن نثني على تصريحاتكم الشجاعة، خاصة اعترافكم بسيادة المغرب على صحرائه الغربية، واعتباركم لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب للأمم المتحدة عام 2007 كـ”أساس وحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وقابل للتفاوض“، كما نشكركم على اعترافكم وامتنانكم للمغاربة الذين ساهموا في تحرير الوطن الفرنسي من الاحتلال النازي، دون نسيان عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين ساهموا في إعادة بناء فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، علماً أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المحاربين للاستعمار والعمال المغاربة هم من أصول أمازيغية، وينحدرون من سلاسل جبال الأطلس الثلاثة ووادي سوس.

أثناء هذه الزيارة، وقعتم مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، إعلاناً حول الشراكة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية. يبدو أن هذا الإعلان يشكل فصلاً جديداً في التاريخ الطويل بين فرنسا والمغرب، ويعزز العلاقة بين البلدين إلى مستوى” شراكة استثنائية معززة“، وقد أكدتم على ”عمق العلاقات بين البلدين، المتجذرة في التاريخ والمترابطة بروابط إنسانية وثقافية غنية تشكل أساس صداقتهما وتعاونهما منذ عقود “.  ومع ذلك، لا يمكن تعزيز هذه العلاقات الإنسانية ضمن هذه الشراكة الاستراتيجية الثنائية الجديدة بين البلدين إذا تم بناؤها على حساب إنكار المكون الأمازيغي العريق في المجتمع المغربي وحقوق أبناء الجالية الأمازيغية في فرنسا.

نحن، كمنظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الأمازيغ، نعبر لكم عن خيبة أملنا العميقة بشأن الإعلان الموقع من طرف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي، السيد محمد سعد برادة، ووزيرتكم للتربية الوطنية، السيدة آن جينيت، لصالح تعزيز تعليم اللغة العربية في فرنسا، مستبعدين بشكل غير عادل ومتعمد اللغة الأمازيغية، التي تُعد أيضاً لغة رسمية ووطنية في المملكة المغربية، والتي تم الاعتراف بها في دستور الأول من يوليو 2011 وصدر قانون تنظيمي رقم 26-16 لتنفيذ طابعها الرسمي، وتم تبنيه بالإجماع من قبل غرفتي البرلمان المغربي في سبتمبر 2019.

وقد سبق لمنظماتنا الأمازيغية أن نبهت الحكومات المتعاقبة للبلدين حول الإقصاء الذي تتعرض له الجالية الأمازيغية في فرنسا فيما يتعلق بتعليم لغتها الأم. ويأتي هذا الإعلان المشترك بين الوزيرين لدعم تعليم العربية فقط ليعزز استمرار إقصاء الأمازيغية لجاليتنا الأمازيغية الفرنسية. ومما قد يغفل عنه الوزيران، وربما سيادتكم أيضاً، هو أن اللغة الثانية الفعلية المستخدمة في فرنسا ليست اللغة العربية الفصحى، بل اللغة الأمازيغية. وتجدر الإشارة إلى أن اللغة الأم لمعظم المواطنات والمواطنين الفرنسيين من أصول شمال إفريقية، وخاصة المغربية، هي اللغة الأمازيغية. وبحرمان الطلاب الفرنسيين من أصول أمازيغية و/أو مغربية من حقهم في التعليم بلغتهم الأم، تساهمون في خلق نوع من الانفصال الثقافي واغتراب الهوية، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال من قبل الأيديولوجيات المتطرفة والراديكالية الإسلامية.

نطالبكم، في هذا الصدد، بأخذ نصائح اللغوي البارز، السيد ألان بنتوليا، بعين الاعتبار وإعادة النظر في موقفكم من تعليم اللغة الأمازيغية في فرنسا. وقد أشار هذا اللغوي، خلال كلمته الافتتاحية في 15 نوفمبر 2019 في باريس، في مؤتمر وزراء التعليم الوطني لدول وحكومات الفرانكفونية، إلى أن: ”النظم التعليمية في بعض البلدان، مهما كانت تكلفتها، أصبحت آلات لإنتاج الأمية والفشل الدراسي لأنها لم تستطع (أو لم ترد) حل المشكلة التي تدمرها: مسألة اختيار لغة التعليم. إنهم يقودون الطلاب إلى الفشل لأن المدرسة رحبت بهم بلغة لم يتعلموها من أمهاتهم، وهذا بالنسبة للطفل عنف لا يُحتمل، ومن خلال لغتهم الأم فقط يمكن منحهم فرصة للوصول إلى القراءة والكتابة، ومن ثم بناء تعلم طموح للغات الرسمية“.

السيد الرئيس،

 في الختام، نرجو من سيادتكم تصحيح نظرة وزرائكم تجاه الفرنسيين المغاربة، الذين هم في الغالب أمازيغ، وذلك من أجل احترام هويتهم ولغتهم وتاريخهم، وقيمهم الديمقراطية، التي تتوافق تماماً مع قيم الجمهورية الفرنسية، والمساهمة في تعليم اللغة الأمازيغية خاصة في فرنسا.

 وتجدر الإشارة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد صرح في الثالث من مايو 2023، عند الاعتراف بيوم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني، قائلاً: ”إن الأمازيغية تُعد مكوناً أساسياً من هوية المغرب الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، وهي إرث مشترك لجميع المغاربة دون استثناء“. ومن بين هؤلاء المغاربة من يقيم كمهاجرين في فرنسا ومن يحملون الجنسية الفرنسية، كمواطنين مزدوجي الجنسية.

في انتظار أن تتناولوا هذا الطلب المشروع بجدية، تقبلوا، السيد الرئيس، فائق الاحترام والتقدير.

نسخة إلى:

  • السيد كريستوف لوكورتييه، سفير الجمهورية الفرنسية بالمغرب
  • السيدة سميرة سيطايل، سفيرة المملكة المغربية بفرنسا
  • السيدة آن جينيت، وزيرة التربية الوطنية بالجمهورية الفرنسية
  •  السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة المغربية السيد جان نويل بارو، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية
  •  السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج

المنظمات غير الحكومية و/أو الجمعيات الأمازيغية الموقعة :

1- Organisation internationale «AGRAW AMADLAN AMAZIGH ou Assemblée Mondiale Amazighe (AMA)», Bruxelles/ Belgique

2- Assemblée Mondiale Amazighe-Délégation France, Brest/ France

3- Association MAROC-FFRANCE Events, Bordeaux/France

4- Association AGRAW-France, Lille/France

5- Association MARBEL, Bruxelles/Belgique

6- Association Dialogues HIWAR TV, Bruxelles/Belgique

7- La Voix des Jeunes Marocains en Hollande, La Haye/Pays-Bas

8- Association ADRAR, Amsterdam/Pays-Bas

9- UNION des ASSOCIATIONS AMAZIGHS d’Allemagne, Düsseldorf / Allemagne

10- Association des Femmes Amazighes pour la Culture et le Développement « TAMETTUT », Barcelona/ Espagne

11- Fondation « DAVID MONTGOMERY HART» des Etudes Amazighs, Melilla/ Espagne

12- Association PROYECTO FRONTERA, Melilla/ Espagne

13- Association Culturelle AMAZIGH DE ROSES, Gerona/Espagne

14- ONG EL MOURABITOU-AMAZIGH, Nouakchout/Mauritanie

15- La Ligue Marocaine pour la Citoyenneté et les Droits de l’Homme, ONG à statut ECOSOC à l’ONU, Kénitra/Maroc

16- Association des Populations des Montagnes du Monde-Section Maroc.

17- Forum du Mouvement des Femmes Marocaines Sahraouies, Laayoune/Maroc

18-Association de la Tolérance et de la Convivialité pour le Développement et la Culture, Assa, Assa-Zag/Maroc

19- Association IFRAN ATLAS SAGHIR pour le Développement Touristique, Guelmime/Maroc

20- Confédération des Associations Culturelles Amazighes du Nord du Maroc, Nador/Maroc

21- Réseau des Associations de Développement de la Région d’Alhoceima, Al-Hoceima/Maroc

22- Association AMAZIGHS de SENHAJA, Targuiste-Tanger/Maroc

23- Association MOSHE BENIMMON d’Héritage juif marocain et culture de la paix, Nador/Maroc

24- Fondation MARCHICA pour le Développement durable et la Culture, Nador/Maroc

25- Association TAWMAT pour la Culture et le Développement, Azlaf, Driouch/ Maroc

26- Association AYADINA, Khénifra/Maroc

27- Association AIT GHANEM, Timahdit, Ifrane/Maroc

28- Association TITRIT pour le Développement et la Culture, Azrou/Maroc

29- Association TIFSA-ATLAS pour le Développement Soutenable, Mrirt / Maroc

30- Forum TOUBKAL pour la Culture et les Droits de l’Homme, Marrakech/Maroc

31- Fondation du Résistant africain Mohamed KHIDER EL HAMOUTI pour la mémoire de l’Afrique du Nord, Nador/Maroc

32- Association « AL-JISR » pour le développement et l’immigration, Nador/Maroc

33- Association Jeunesse de Segangane pour la Culture et le Développement, Segangane/Maroc

34- Association ISSOURAF pour le Développement, Sidi Ali Bourakbal, Taza/Maroc

35- Association IZAWRAN pour l’Histoire et la Mémoire Collective, Aknoul, Taza/Maroc

36- Association FOUS AG FOUS pour le Développement, Tizi-Ousli, Taza/Maroc

37- Association TAFSUT du Développement, Kénitra/ Maroc

38- Association des Enseignantes et Enseignants de la Langue Amazighe de la Délégation de Sidi Kacem de la Région Rabat, Salé et Kénitra, Maroc

39- Association Régionale des Enseignantes et Enseignants de la Langue Amazighe, Fès-Meknès

40- Association AJDIR pour l’Enseignement de la Langue Amazighe et la Diffusion de sa Culture, Kénitra/Maroc

41- Association ASSAMMER pour la Culture et la Traduction, Dra-Tafilalt/Maroc

42- Association AL AMAL pour l’Education et la Formation, Khméssit/Maroc

43- Association AFOUS G OUFOS, Khénifra/Maroc

44- Association « ACHABAR », Imouzzar Kandar/Maroc

45- Association AGRAW ANAMUR, Tiznit/Maroc

46- Association “AMOUD” de la Culture y de l’Environnement, Casablanca/Maroc

47- Association TAMAYNUT-ANFA, Casablanca/Maroc

48- Association IGRAR pour l’Art et de le Développement, Ouarzazate/Maroc

49- Association des Retraités du Crédit Agricole du Maroc (ARCAM), Rabat/Maroc

50- Association THAMOUNE OUSSOUNE, Oulmès/Maroc

51- Association ABARAZ pour la Création Artistique, Agadir/Maroc

52- Association de la Jeunesse pour le Développement et la Solidarité, Nador/Maroc

53- Association TIFAWT pour la Culture et le Développement Social, Ihlouchène, Taliouine, Taroudant/Maroc

54- Association TAMOUNT pour la Culture et le Développement, Tazouta, Sefrou/Maroc

55- Association ZOOM des Arts, Salé/Maroc

56- Association TIWIZI pour le Développement Social d’Ait Abdellah, Taroudant/Maroc

57- Association IBRDAN, Guercif/Maroc

58- Association BADAIL pour le Développement Social, Jorf Inezgane, Agadir/Maroc

59- Association AMANAR de Développement des Compétences de la Femme et de l’Enfant, Kénitra/Maroc

60- Club Provincial de la Presse et des Médias, Inezgane, Ait Melloul/Maroc

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *