جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
أعلن محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن إطلاق استراتيجية متكاملة لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية داخل القطاع، مؤكداً أن هذا الورش يشكل أولوية وطنية تتماشى مع مقتضيات الفصل الخامس من دستور 2011، ومع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعزيز التنوع الثقافي والعدالة اللغوية.
وأكد بنسعيد أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً للمهرجانات الفنية والتراثية ذات البعد الأمازيغي، باعتبارها رافعة أساسية لتثمين الموروث الثقافي، مشيراً إلى تنظيم عدد من التظاهرات من بينها مهرجان أحواش بورزازات، مهرجان تسكوين بتارودانت، مهرجان الدقة والإيقاعات، المهرجان الوطني لأحيدوس بعين اللوح، مهرجان الروايس بإنزكان، مهرجان ثقافة الواحات بفجيج، وملتقى أفولاي بتزنيت.
وتسعى هذه التظاهرات إلى إبراز غنى وتنوع التراث الأمازيغي، وتعريف الناشئة بمكوناته، وتكريم رموزه، فضلاً عن دعم الاقتصاد المحلي وتشجيع السياحة الثقافية.
وفي رده على سؤال كتابي من النائب البرلماني إدريس السنتيسي، أوضح الوزير أن الوزارة اتخذت سلسلة من التدابير التطبيقية، أبرزها الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وتعميم اللغة الأمازيغية في لوحات التشوير بالمواقع التاريخية، فضلاً عن إدراجها في مقررات المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
كما دعمت الوزارة مشاريع مسرحية وموسيقية ناطقة بالأمازيغية، وضمنت تمثيليتها داخل منظومة الدعم الثقافي العمومي، مع إتاحة برامج تكوينية لموظفي القطاع بهدف تحسين التمكين اللغوي، وتعزيز الرصيد الوثائقي للمكتبات بالإصدارات الأمازيغية.
وفي سياق التوعية والترويج للثقافة الأمازيغية، تنظم الوزارة ندوات ولقاءات فكرية حول الكتب الأمازيغية الفائزة بجائزة المغرب للكتاب، إلى جانب تسليط الضوء على منشورات المؤلفين الأمازيغ.
وتنفيذاً لمخطط إدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي، عملت الوزارة على تضمين اللغة الأمازيغية ضمن الهوية البصرية الرسمية، وتأهيل القنوات التلفزية والإذاعية لبث مضامين ناطقة بها. كما تم اعتماد تدريس الأمازيغية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وتخصيص جائزة ضمن المسابقة الوطنية الكبرى للصحافة لفائدة الإنتاج الصحفي بالأمازيغية.
وضماناً للعدالة اللغوية داخل المرافق العمومية، تعتمد الوزارة اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في لوحات التشوير الرسمية، كما توفر مطبوعات واستمارات باللغتين، وتكوّن أعوان استقبال ناطقين بالأمازيغية لتيسير الخدمات الإدارية للمرتفقين.
وفي المجال السمعي البصري، تواصل الوزارة دعم الإنتاج الثقافي والسينمائي الأمازيغي، عبر تحفيز المبادرات الإبداعية، وتوفير تمويلات مادية ولوجستية، وتشجيع عرض الأفلام الأمازيغية بالقاعات الوطنية، إضافة إلى دعم المهرجانات السينمائية المتخصصة وتعزيز الاستثمار في الصناعة الثقافية الأمازيغية.
وأشار الوزير إلى صدور المرسوم رقم 2.23.245 بتاريخ 8 ماي 2023، القاضي بتحديد آليات صرف الدعم من صندوق تحديث الإدارة واستعمال الأمازيغية، تنفيذاً لمقتضيات قانون المالية لسنة 2023، بهدف تمويل مشاريع تروم إدماج الأمازيغية في المرفق العمومي، وترسيخ حضورها في الفضاءات المؤسساتية.
وختم بنسعيد بالتأكيد على أن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يشكل خياراً استراتيجياً للدولة المغربية، ويعكس إرادة سياسية واضحة لجعل اللغة الأمازيغية مكوناً حياً في الهوية الوطنية الجامعة، في إطار تنمية ثقافية متوازنة ومنصفة.
