ءيست سوس ؤوهو لسن “بلارج”

أمينة ابن الشيخ أوكدورت

“البنات ما تبقاوش تقولو حتى نقراو، حتى نخدموا، ما كاين قرايا. شوف كولشي ممكن ديروه إيلا تزوجتو، ولكن إيلا فاتكم الزواج ما تنفعكم قرايا، غتبقاو بوحدكم بحال بلارج”، عبارة اطلقها ابن كيران كعادته، وهي ليست فقط سقطة أخلاقية، بل موقف سياسي خطير يكشف بجلاء عن العقيدة الذكورية التي ما زالت تتحكم في خطاب جزء من النخبة السياسية المغربية، وتستهدف بشكل خاص النساء الحرات المستقلات، من بنات سوس.

أن يختار بنكيران منصة في أكادير، ليعيد إنتاج خطاب الوصاية على النساء، ويستخف بتعليم الفتيات ويختزل أدوارهن في الزواج، ليس صدفة. بل هو امتداد لعقلية تعادي تحرر المرأة، وتخاف من نساء سوس، لأنهن لا يقبلن الترويض، ولا يخضعن لوصاية شيخ أو حزب أو زعيم.

تصريحات بنكيران هي محاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، في وقت قطعت فيه الأمازيغيات المغربيات، أشواطًا كبيرة في الوعي والمشاركة والقيادة. وهو كذلك تذكير صارخ بأن المعركة ضد الفكر الرجعي لم تنته بعد، وأن التهديد الحقيقي ليس في “فوات الزواج”، بل في بقاء مثل هذه العقليات في قلب المشهد السياسي لبلادنا.

هذا الخطاب لا يهين فقط نساء سوس، بل يهين المغرب ومؤسساته، ويتناقض مع الدستور ومع التوجيهات الملكية والتزامات الدولة في مجال المساواة وحقوق الإنسان.

بنكيران يتحدث وكأننا في قرون الوصاية والجهل، غير مدرك أن بنات سوس اخترن طريق العلم والنضال والحرية منذ زمن بعيد، ولن يتراجعْن عن ما خططنا له.

بنات سوس لسن “بلارجاً”، بل حمامات حاملات رسائل السلام وصقور ونوارس شجاعات مستقلات تحملن عبء التاريخ وراية المستقبل، وتجسدن نموذج المرأة التي تصنع القرار ولا تنتظر الإذن من أحد لتنفيذه.

اقرأ أيضا

تحت الرعاية الملكية.. تنظيم الدورة 13 لمهرجان “تيميزار للفضة” بتيزنيت

استقبلت مدينة تيزنيت نبأ الرعاية السامية التي تفضل بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *