قرر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في إلتفاتة إنسانية نبيلة، التكفل شخصياً بتكاليف ومستلزمات العملية الجراحية المُستعجلة لعضو مجموعة ازنزارن الشهيرة، مصطفى الشاطر الذي تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها لقسم المستعجلات بمصحة الضمان الاجتماعي بأكادير قبل أن يتم نقله على عجل إلى مصحة خاصة بمدينة مراكش.
وأكدت مصادر مقربة، أن عزيز أخنوش تكفل شخصياً بجميع مستلزمات العملية الجراحية المُستعجلة للفنان الأمازيغي مصطفى الشاطر، والذي يُعاني من إنسدادات خطيرة على مستوى القلب، حيث تم نقله من أكادير إلى قسم الإنعاش القلبي بمصحة خاصة بمراكش.
وتعرض الفنان مصطفى شاطر عضو مجموعة ازنزارن، مساء الأربعاء 06 ماي الجاري، لوعكة صحية نقل على إثرها لقسم المستعجلات بمصحة الضمان الاجتماعي بأكادير قبل أن يتم نقله إلى مصحة خاصة بمدينة مراكش.
ومصطفى الشاطر – كما وصفه الناقد احمد بوزيد- هو أيقونة ازنزارن وحارس سرها المهيب، الشامخ الذي أدار جسده لكل ما يفضي إلى غير الموسيقى منذ السبعينات. وبكبرياء وزهد شبيه بأحوال المتصوفة، وببذل شبيه بمطر يهمي بعد طول يباس وشم الذاكرة بحديثه عن الثاوي في مسار ازنزارن الذي كانت تتصادى فيه صرخات عالم ثالث يمجد في معاشعو ذاكرته فكرة التحرر ويبحث عن مستقبل لإنسانية الإنسان.
أسس مصطفى شاطر لنفسه – يقول بوزيد- مكانة كبرى كمثقف وكمحاور ظل وجهة الباحثين والباحثات في موسيقى وأشعار ازنزارن. مثقف حريص على بسط معالم المغايرة وتأمينها. و”كان يرفض أن تكون ازنزارن صدى لمجموعات غنائية في جغرافيات لغوية مغايرة، ويعتبر أن هذه الإحالة ليست سوى ملمح دال على وضعية الثقافة الأمازيغية في سوق المبادلات الرمزية، والتي تكشف دوما عن تراتبية تحيل الممارسات الرمزية والجمالية الأمازيغية تابعة لأنساق ثقافية أخرى، وهي تراتبية تضمر اشتغال التصورات الكولونيالية التي كانت تنفي عن المتخيل الأمازيغي حيويته، كان في العمق يرج التطابق الذي يطمس فرادة التجارب ويبني تصوره برؤية تعددية واختلافية، وكموسيقي كان يتساند في حضوره عنفوان الإبداعي وهدير المعرفي وحرقة أسئلته”.
“موسيقي خلع عن جسده ونزع عن روحه كل ما يعيق الخطو وسير الأقدام الحثيث جهة المغارات والأعماق والينابيع وجهة إيقاعات ضاربة بجذورها في الزمن الإفريقي”.
الشاطر هو “الجسد الذي احتمى لأربعين سنة بأبراج ازنزارن العالية يرنو من خلالها إلى أراض شعرية بعيدة، بعيدا عن المبتذل والسطحي وهتافات الحياة وخلبها وضوضاء عالم لا يشبه نفسه، قبل أن تمتد إليه أياد فتبعده عن حضنه وحليبه الأول دون أن تبعده من الذاكرة ودون أن تمتلك جسارة فعل ذلك، كان يرهبها بالتأكيد صوته مثلما كان يشعرها صمته أيضا بالوجل، أياد من تلك الطينة التي قال رشيد أترحوت ذات يوم إنها تستخف بالذاكرة الحية”. يورد بوزيد