أدرار نيغود.. “الإنسان العاقل Homo Sapiens: أصول جديدة” وثائقي تشاهدونه الليلة على القناة الأولى المغربية

بعد عرضه السبت الماضي على قناة ARTE الفرنسية، من المرتقب أن يعرض الشريط الوتائقي الجديد “الإنسان العاقل Homo Sapiens: أصول جديدة” الذي شاركت في إنتاجه كل من قناة ARTE FRANCE والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية 2M، اليوم الخميس 15 أكتوبر الجاري ابتداء من الساعة التاسعة وخمسين دقيقة على قناة الأولى المغربية.

وحسب ورقة تقنية لهذا الإنتاج المشترك، فإن الشريط الوثائقي الذي اتخذ له صبغة التحقيق العلمي، ويفسر كيف تهاوت بعض اليقينيات إثر ظهور حقائق ودلائل جديدة، وقد تم عرضه يوم السبت الماضي على قناة ARTE، واليوم 15 أكتوبر الجاري وقت البرايم على قناة الأولى، وخلال يناير 2021 على القناة الثانية (2M).

وأوضح المصدر ذاته أن “هذه المغامرة العلمية الهائلة بدأت بـ(جبل إيغود) تحديدا، بقيادة باحثين شغوفين هما الفرنسي جانجاك هوبلين والمغربي عبدالله بنصر”، مبرزا أن “المغرب مهد الإنسانية الجديد”.

وأضافت الورقة التقنية أن “كل شيء بدأ في المغرب، بجبل إيغود بمنطقة آسفي. حيث سيتم اكتشاف بقايا هياكل عظمية بشرية في أحد المناجم. سنة 1960 وبفضل مادة الكربون 14 سيتم ربط تلك البقايا بفترة زمنية تعود إلى ما قبل 40.000 سنة من الآن. وبحلول سنة 1980،سيستأنف باحثان شغوفان مهام الحفر والتنقيب من جديد لاقتناعهما بأن هذه البقايا أعرق من ذلك بكثير وبأن الموقع الأثري يعد بالمزيد من المفاجآت”.

وأبرزت أن الأمر يتعلق بكل من الباحث المغربي عبد الواحد بنصر، والباحث الفرنسي جانجاك هوبلين اللذين لم يتوقفا عن دراسة وتحليل البقايا على غرار العديد من أجيال الباحثين، مشيرة إلى أن جهود الباحثين معا كانت حافزا ومصدرا للمزيد من الحفريات التي ستجري بعد ذلك بسنوات عديدة تحت إشراف فريق دولي.

ومع توالي وتقدم عمليات البحث، يضيف المصدر ذاته، ستبرز حقائق جديدة،مما أثار تقلبات هائلة ومشوقة يمكن معايشتها ضمن الشريط الوثائقي عبر سرد آسر يروي مختلف مراحل هذه المغامرة المنفلتة عن المألوف.

وبفضل مثابرة وإصرار هذا الفريق الدولي، ستشهد سنة 2005 اكتشاف بقايا خمسة هياكل بشرية جديدة. “وقد كان هذا الاكتشاف من الأهمية بمكان خاصة في ظلال تقدم التكنولوجي الذي سيتيح سبر المزيد من أسرار هذه الآثار العظمية”.

وبالإضافة إلى تلك الاكتشافات بعينها، يركزالشريط الوثائقي على المهارات التقنية الواعدة بما يخدم علم الحفريات. حيث سيتيح معرفة كل شيء عن هذه الآليات التقنية الفائقة والقادرة على اكتناه شتى أنواع المعلومات عن أصول البشرية عبر بقايا آثارها التي تعود لمئات الآلاف من السنين: كالمسح الضوئي، وإعادة البناء الافتراضي، والصور الثلاثية الأبعاد… الأمر الذي جعل الحفريات التقليدية تتعزز بالحفريات الافتراضية للدفع بالعديد من اليقينيات إلى الانقراض والتلاشي”.

وحسب منتجي الشريط، فإن الأمر يتعلق ب”مغامرة رائعة ومثيرة في آن معا، على رأي الباحثين والعلماء الذين سيتقاسمونها مع المشاهدين. وعلى الرغم من أن هؤلاء الباحثين كانوا مقتنعين بأنهم يستطيعون اكتشاف كنوز جديدة، إلا أنهم لم يجرؤوا أبداً على تخيل مثل هذا الاختراق غير المسبوق في تحديد أصول البشرية. الأمر الذي سيبطل الكثير من الخلاصات والاستنتاجات إلى درجة تحتم إعادة تصحيح المقررات المدرسية وغيرها من المنشورات. عظام بشرية يعود تاريخها إلى ما قبل 300.000 سنة من الآن..من كان يتوقع ذلك؟”.

وأبرزت الوثيقة إلى أن “تاريخ الأصول البشرية بأكمله بات موضع تساؤل واستفهام بما ثبت الآن من كون أن ظهور الإنسان العاقل يعود إلى ما قبل 200.000 سنة من الآن، وهو ما يجعل شمال إفريقيا بدورها، جزءا من المهد الإفريقي للبشرية.

وخلصت إلى أن الأمر يتعلق ب”قصة رائعة تستحق المتابعة والاكتشاف، تتخذ المغرب مسرحا لها، وبفضلها تتبوأ اليوم منطقة جيل إيغود مكانة لها ضمن التراث الوطني”.

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *