إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجاته وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب امحمد لشقر.
1. كيف تعرف نفسك في سطرين؟
الدكتور امحمد لشقر ولد بالحسيمة في 17 ماي 1950، تابع دراسته الإبتدائية والثانوية بالحسيمة قبل ان يلتحق لمواصلة الدراسة في تطوان حيث حصل على بكالوريا علوم تجريبية بثانوية جابر ابن حيان. في سنة 1970.
بعد ذلك تابع دراسته الجامعية بكلية الطب بالربط وحصل على دكتوراه اختصاص في الجراحة العامة سنة 1980.
عاد بعد ذلك الى مسقط رأسه الحسيمة ليمارس مهنته كطبيب جراح بمستشفى عمومي في البداية ثم في مصحته الخاصة بنفس المدينة.
انتقل الى طنجة في سنة 2011 حيث يقيم حاليا ويمارس مهنة الجراحة ويدير مصحة خاصة.
وبموازاة مهنته كطبيب فهو معروف كفاعل مدني وجمعوي وعضو نشيط في العديد من الشبكات الجمعوية الوطنية والدولية.
ينشر بانتظام وبالفرنسية مقالات رأي وتحليل في الجريدة الباريسية ميديا بار ( Mediapart ).
أصدر كتابه الأول سنة 2010: كوربيس، طريقي نحو الحقيقة والصفح الذي ترجم الى العربية سنة 2012
⁃ في 2015 سيصدر روايته الثانية : على طريق الممانعين
⁃ في 2018 سيصدر روايته الثالثة؛ هذه الحرب لم تكن حربنا
⁃ يوليوز 2121: الرواية الاخيرة:”منفي موگادور ”
2- ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
عادة ما اقرأ كتابين في نفس الوقت، انتقل من واحد الى آخر حسب الزمان والمكان وكذلك حسب استعدادي النفسي. اقرأ الان روايتين: القطار السري “The Underground Railroad” للامريكي : Colson Whitehead.. وقد انهيت قراءته اخيرا وبعد ذلك تتبعت السلسة الروائية المستوحاة منه. الرواية الثانية التي اقراها الان هي “Le baiser féroce ” القبلة الشرسة للكاتب الايطالي” Roberto Saviano. ”
احسن الكتب التي قراتها: هي كثيرة جدا وخاصة الروايات العالمية ولكن يمكن ان اعتبر احسنها رواية « أفضل ما في العالم » Le meilleur des mondes للبريطاني Aldous Huxley، وقد قراتها وانا لم اتجاوز الرابعة عشر من عمري واعدت قراءتها من بعد ذلك عدة مرات.
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
بدات الكتابة منذ مدة طويلة ولكن لم انشر كتابي الاول الا سنة 2010.
أن اكتب واستمر في الكتابة بالنسبة لي معناه، أولا وقبل كل شيء، أن أقاوم على طريقتي ضد النسيان ولمي أرفض الصمت والانطواء على الذات.أن أكتب معناه أيضا أن أظل كما كنت متشبثا بفكرة الاقتسام والتضامن مع الآخر ومبدأ المقاومة.
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
طبعا مدينة الحسيمة مسقط رأسي، لكن ليست حسيمة اليوم بعدما تم تشويهها وقتل كل ما كان فيها جميلا واصيلا، ولكن تلك المدينة التي عرفتها وعرفتني وانا طفل ثم شاب في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
من الصعب ان يدعي الكاتب انه راض تماما على إنتاجاته مع العلم بانه مجرد ما تقدم الكتاب للطبع والنشر فهذا يعني إنك مرتاح لما كتبته مع العلم ان القراء هم من يقررون في آخر المطاف في نجاح المنتوج من عدمه.
لقد بدات اشتغل على مشروع روايتي المقبلة والتي قد تاخذ نفس مدة الكتابة اي 3 سنوات على الاقل لانني لست متفرغا للكتابة وما زلت امارس مهنتي كطبيب جراح.
6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟
لا اظن انني ساعتزل يوما ما الكتابة. هذه اصبحت جزأ من حياتي. عندما ستتوقف هذه الاخيرة يومئذ فقط ساتوقف عن الكتابة.
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
هذه الفكرة لم تراودني ابدا . انا معجب بكثير من الاعمال الإبداعية وقد تكون قد اثرت على طريقة كتابتي ولكن انا أحافظ على اسلوبي الشخصي المتميز في الكتابة.
ليست لدي طقوس خاصة في الكتابة. بحكم مهنتي اليومية فانا غالبا ما اكتب ليلا واشترط الهدوء والاستماع الى الانواع الموسيقية المفضلة لدي.
8. هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
المبدع الحقيقي لا يمكن ان يكون مجرد مغرد خارج السرب. فبالنسبة لي الكتابة والابداع تولدهما الحاجة. فانا لا اكتب تحت الطلب والنوع الوحيد الممكن من الكتابة بالنسبة لي هي الكتابة الواقعية، الكتابة التي تكون جزأ من تجربة الحياة. الكاتب لديه مسؤولية الكلمات ليقول الحقيقة ولكي تصبح الكتابة سلوك ففعل فالتزام.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة الاجبارية لم تغير اي شيء في حياتي، باستثناء امكانية الاسفار الى البلدان البعيدة والتي لم ازرها بعد.
10. شخصية في الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
لا احد.
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ربما كنت سأبدأ الكتابة مبكرا. لقد ترددت كثيرا في البداية قبل ان ادخل مغامرة الكتابة. ما عدا هذا فانا راض عن مسار حياتي بنجاحاته وإخفاقاته.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
عند فقداننا الاشياء تبقى الذاكرة. وهاته ليست مجرد خزان لمجموعة من المعطيات التي راكمناها طوال حياتنا. إنها التفاعل المستمر بين ما يتذكره الانسان وبين ما ينساه. الذكريات والنسيان هما المكونين للذاكرة وهما مرتبطين بشكل ضروري فهما متنافسين في بعض الاحيان ومتكاملين في احيان اخرى دون ان ننسى ان الذكريات تتخذ اشكالا مختلفة فهناك دائما ذكريات مهيمنة وأكثر وضوحا مقارنة مع أخرى تبقى هامشية وأكثر ضبابية.
13.هل يمكن القول انك كاتب ملتزم يعني انك تكتب للدفاع عن قضية محددة و الكتابة بالنسبة لك بمثابة واجب للذاكرة ومقاومة للنسيان. مثل حدث مشاركة الريفيين في الحرب الأهلية الاسبانية في روايتك : “هذه الحرب لم تكن حربنا” أو معاناة الاعتقال السياسي في نصك الروائي الاخر : كوربيس ؟
اذا كنت تقصد بالكاتب الملتزم هو ذلك الكاتب المخندق فكريا وقوميا فأنا لست كذلك. إنني أومن بالحرية والاختلاف والنسبية ولا ادعي امتلاك اية حقيقة مطلقة ولست متعصبا لفكرة ما او لقبيلة ما. انا أومن بان الكتابة الادبية وأكتب من اجل ذلك تسمح لي ان اعطي بعدا كونيا لاحداث وجدت نفسي مرتبط بها وجدانيا وحتى جسديا وهي في غالب الاحيان ذات طابع محلي وشخصي. لا ادعي ابدا في كتاباتي الى الانتقام او التعويض، فقط ابحث عن الحقيقة وإعادة النظر والقراءة بالنبش والبحث والدراسة في كثير من المحطات والأحداث والاشخاص إما تم نسيانها عمدا او تشويهها لغرض ما.
14.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثنا عن روايتك الاخيرة : منفي موغادور. كيف كتبت وفي أي ظرف؟
وكما تكلمت عن اسلوب وطريقة اشتغالي في الجواب الاخير فهو نفسه اليوم بل في هذه التجربة الاخيرة كان التحدي اكبر. فاكثرت في البحث والاسفار وراء اسرار هذه الشخصية البارزة والمتفردة للتأكد من القليل مما كان متداولا حولها وخاصة أثناء مقامه في منفاه في الصويرة ولمدة 24 سنة. اضن انني رفعت التحدي رغم كل الصعوبات والمخاطر. وما الاقبال والنجاح الذي يعرفه الكتاب في اقل من شهر بعد صدوره مع امكانية ترجمته الى لغات أخرى وربما تحويله الى انتاج سينمائي الا عربونا بان امتحان تناول ثورة الريف تحت قيادة محمد عبد الكريم الخطابي من وجهة نظر مختلفة تماما مما عاهدناه مع ازالة الشكوك عن الدور الحقيقي الذي قام به اثناء هذه الثورة وبعدها القايد حدو، قد تم اجتيازه بنجاح.
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
كثيرا ما نسمع هذا النوع من الاسئلة حول الجدوى من الكتابات الابداعية وعن الفن ذي المستوى الرفيع بحجة ان الناس يحتاجون اولا وقبل كل شيء الى تلبية حاجياتهم اليومية من مأكل ومسكن وتطبيب وغير ذلك. طبعا يجب ان أكون صريحا معكم انني لا اكتب للجمهور العريض الذي ربما اصلا لا يفتح كتابا الا في حالات استثنائية فما بالك ان يقرأ كتابا ضخمًا مستعملا اللغة الفرنسية. ولكن واقع انتشار والإقبال على قراءة الكتاب في مدن مثل الحسيمة والناظور، يؤكد انه ربما المسؤولية متقاسمة بين اطراف متعددة بما فيها دور وسائل الإعلام والمكانة التي يجب ان يحضى بها الكتاب باهتمام اكبر. وأضن ان عملكم المتميز بالتعريف بالكتاب يجب ان يقتدى به.
16. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
ليست لدي تجربة مع هذا النوع من النشر، واضن انه رغم كل ايجابياتها فإنها لا يمكن ان تعوض يوما ما الكتاب الورقي. لا بد من التكامل مع كل ما هو متوفر من اجل تشجيع الكتاب الشباب وتشجيع القراءة. هذا هو الهدف والباقي ما هي الا وسائل يجب التعامل معها بكثير من الذكاء.
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل يوم في حياتي هو يوم استرجاع حريتي. وأسوأ ذكرى هو يوم فقدان والدتي ولم استطع ان افعل شيئا من اجل انقاذ حياتها وانا ابنها الطبيب.
18. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
اريد ان اشكركم على الفرصة التي أعطيتم لي للحديث عن تجربتي الابداعية واتوجه الى متابعي موقعكم واضن ان العديد منهم من ابناء مدينة الناضور الاخت والجارة. اريد ان اعبر لهم عن سروري بالنجاح الذي يعرفه كتابي الاخير في هذه المدينة التي لدي فيها العديد من الاصدقاء، اقول لهم شكرا واعدهم انني ساقدم الى مدينتهم لتقديم كتابي الاخير وتوقيعه عندما ستتحسن احوالنا في مواجهة هذا الوباء، اتمنى الشفاء للمصابين به واترحم على كل الارواح التي فقدناها بسببه.
شكرا والى فرصة اخرى.