إنه هندريكوس جوزيف شترومر المشهور بهاري شترومر، ولد في 22 نونبر 1946 في مدينة الكمار بهولندا. بعد التعليمين الابتدائي والثانوي، التحق ابتداء من سنة 1966 بجامعتي أمستردام وليدن حيث درس اللغة العربية وعلم الأشوريات واللسانيات السامية المقارنة، واللسانيات العامة ومختلف اللهجات الإثيوبية. كما تلقى دروسا في اللغة العربية من جامعة القاهرة. اجتاز امتحان الدكتوراه سنة 1976 في العربية والدراسات الإسلامية والإثيوبية الكلاسيكية والنقوش العربية الجنوبية واللسانيات السامية المقارنة.
انضم في نونبر 1976 إلى قسم اللغات والثقافات في الشرق الأوسط بجامعة ليدن بهولندا كأستاذ مشارك، وهو القسم الذي تدرس فيه اللغات الأمازيغية والعربية والفارسية والتركية. قدم سنة 1987 رسالة أكاديمية لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة ليدن حول موضوع: “دراسة مقارنة لثلاث لهجات كينية” بعد أعمال ميدانية قادته إلى أدغال وجبال كينيا دامت ما يناهز عشر سنوات. وانطلاقا من سنة 1986، بدأ هاري شترومر تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعة كما بادر إلى تشجيع مجموعة من الطلبة للاهتمام بهذا المكون اللغوي والثقافي، وهو كذلك عضو بمجموعة من المختبرات العلمية المهتمة باللغة والثقافة الأمازيغية وهيئات تحرير عدد من المنشورات العلمية المحكمة فضلا عن تأسيسه سنة 2001 للسلسة العلمية:”دراسات أمازيغية” والتي صدرت ضمنها العديد من الأعمال الأكاديمية في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية سواء الأعمال التي تحمل توقيعه أو بإعادة نشر دراسات سابقة في هذا المجال.
اهتم هاري شترومر كثيرا بجمع النصوص والمتون الشفوية الأمازيغية في مجمل الأعمال التي قام بنشرها والتي يمكن ذكر بعضها كالتالي: أمازيغية زوارة بليبيا: نحو ونصوص، نصوص بأمازيغية تاشلحيت إداوتانان، مصنف الأرشيفات الأمازيغية من أرشيف أرسين رو، نصوص بأمازيغية تاشلحيت أيت براييم ولاخصاص وإداوتانان، حكايات شعبية بأمازيغية بتاشلحيت من تازروالت (جنوب المغرب)، أنطولوجيا الحكايات الشعبية بتاشلحيت (جنوب المغرب)، نصوص بالأمازيغية من كدميواوكوندافا (الأطلس الكبير المغربي)، نصوص بالأمازيغية من أيتواوزكيت، نصوص أمازيغية من أيت صواب (الأطلس الصغير)، إنجيل يوحنا بتاشلحيت، إيكاتين:حكايات أمازيغية من أيت زيد… إضافة إلى هذه الكتب التي انصب معظمها على جمع متون أمازيغية متنوعة، أعد هاري شترومر عددا من المقالات والدراسات العلمية المتخصصة في مجال اللغة والثقافة والأمازيغية إضافة إلى ممارسته لمهامه العلمية بقسم الدراسات الأمازيغية بجامعة هولندا إلى جانب عدد من الباحثين المرموقين لعل أشهرهم الباحث مارتن كوسمان.
رشيد نجيب