أطروحة دكتوراة تناقش مُشكل التواصل بالأمازيغية في المنظومة الصحية

تناولت الطالبة الباحثة في سلك الدكتورة بكلية الطب بمدينة أكادير، فاطمة الزهراء بليليض، في أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراة “حاجز اللغة والتواصل بين الطبيب والمريض: نموذج اللغة الأمازيغة”.

ورصدت الطالبة في أطروحتها التي نالت ميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر، وتعد الأولى من نوعها في المغرب، حواجز اختلاف اللغة بين الطبيب والمريض والأضرار التي يمكن أن تترتب عن ذلك.

وأكدت بليليض في الأطروحة التي أشرف عليها البروفيسور يوسف خبال، أن حواجز اللغة تشكل تحديا كبيرا لهذا التواصل، مما قد يشكل عائقا للولوج إلى الخدمات الصحية، ثم قد ينقص من جودة الرعاية المقدمة”. مضيفة أن ذلك “يهدد سلامة المرضى المعنيين، وهو بذلك يزيد من حجم الفوارق أو التفاوتات في الرعاية الصحية”.

وأضافت “في المغرب، بلد التعدد الثقافي واللغوي بامتياز، يعتبر استخدام لغة مختلفة من قبل الطبيب أو المريض شائعا جدا بسبب تواجد وتعايش العديد من اللغات واللهجات المحلية، وخاصة الدارجة وفروع اللغة الأمازيغية”.

وأشارت الباحثة إلى أن الهدف الرئيسي من الأطروحة هو “تقييم تصورات ومواقف أطباء المستشفى الجامعي سوس ماسة تجاه حاجز اللغة مع مرضاهم”. أما “الهدف الثانوي، فيخص إكمال وتحسين دليل اللغة الأمازيغية الطبية”.

وتضمنت الأطروحة استطلاع رأي بين طلبة السنة السادسة والسابعة، والأطباء الداخليين والمقيمين الذين يشتغلون في المستشفى الجامعي سوس ماسة، وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 42.5 في المائة”. مشيرة إلى أن “الغالبية من المشاركين يتحدثون الدارجة بطالقة (%96.7)، بينما نصفهم (51.4%) بالإضافة للعربية يجيدون الأمازيغية، مما يجعلهم ثنائيي اللغة”.

وذكرت أن ” أكبر مجموعة (56.1%) من المشاركين قدروا أن نسبة المرضى الناطقين بالأمازيغية والذين لا يجيدون الدارجة في المستشفى الجامعي سوس ماسة تتراوح بين %60-30 عدد كبير من الأطباء واجهوا صعوبات في التواصل مع المرضى الغير الناطقين بالعربية، حيث أفادوا بوجود “تواصل معقد”.

وخلصت الباحثة، فاطمة الزهراء بليليض إلى أن هناك عائقا تواصليا مثيرا للقلق بين الطبيب والمريض داخل المستشفى الجامعي سوس ماسة، “هذه المشكلة قد تؤثر بشكل كبير على الولوج إلى الخدمات الصحية وعلى جودة الرعاية المقدمة للمرضى الناطقين بالأمازيغية والذين لا يجيدون العربية الدارجة”.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *