أطفال المعتقلين في الحسيمة: براءة وحنين لدفئ ومكانة آبائهم

في سیاق حملات التضامن مع معتقلي حراك الریف، تداول مجموعة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فایسبوك صوراً لأطفال المعتقلين وهم يناشدون المسؤولين بإطلاق سراح آبائهم معبرين عن غضبهم بنظراتهم البريئة التي تحمل في طياتها حزنا وألما كبيرا وحنينا إلى دفئ ومكانة آبائهم بينهم.

وكتب موقع “العربي الجديد” عن أطفال الحراك، وقال أن “الحراك الاجتماعي” الذي تشهده منطقة الريف منذ أكثر من ثمانية أشهر أفرز “قيادات صغيرة” أبانت عن قدرة لافتة على التفاعل مع الاحتجاجات، ومنها أسماء أطفال صاروا رموزاً للحراك الشعبي بالمنطقة.

ومن أشهر الأطفال الذين طفت أسماؤهم خلال الحراك الريفي في المغرب مؤخراً الطفل سيف الدين، الذي بالكاد يبلغ من العمر 12 عاماً، والذي تعرض للاعتقال قبل أن يطلق سراحه بعد ذلك. وجاء اعتقال هذا الطفل قبل أيام قليلة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه وهو يدعو باللهجة الريفية السكان والمحتجين إلى الالتحاق بساحة الشهداء وسط مدينة الحسيمة، من أجل الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم الاجتماعية، فضلاً عن إطلاق سراح المعتقلين.

واستنطق رجال الأمن هذا الطفل المثير للجدل حول أسباب وخلفيات دعوته إلى الاحتجاج، ليثير اعتقاله جدلاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعود السلطات الأمنية بعد ذلك إلى إطلاق سراحه. وصرحت أخت هذا الطفل لمحاميه عبد الصادق البوشتاوي، بأن “شقيقها الصغير تأثر كثيراً  بالواقع اليومي للحراك الشعبي، وبكونه يردد بصفة يومية الشعارات ويقوم بالاحتجاج بصفة يومية في المنزل”.

طفل آخر يدعى أيوب يبلغ من العمر عشر سنوات عرف بكونه يشارك في جميع الاحتجاجات التي تعرفها مدينة الحسيمة، ما دفع السلطات الأمنية إلى إنذار عائلته ودفعها إلى منع الطفل الصغير من التواجد بالاحتجاجات.

وتقول والدة هذا الطفل إنها حاولت كثيرا منعه بالتهديد والترغيب من الخروج إلى شوارع الحسيمة حيث تستمر المظاهرات بشكل شبه يومي، لكنه كان يجيبها ببراءة الأطفال بأنه يطالب بحقوقه، ويريد جامعة يدرس فيها إن كبر، ومستشفى يتعالج فيها مثل باقي الناس في مدن أخرى.

طفلة قاصر أخرى تبلغ من العمر 13 عاما ظهرت بشكل لافت في احتجاجات مدينة الحسيمة، من خلال حملها على الأكتاف من طرف نشطاء بالغين، وكانت تصيح بأعلى قوتها داعية إلى تحقيق مطالب السكان وتنمية مدينتها المهمّشة.

فتاة أخرى قاصر تبلغ 14 عشر عاما، كانت أكثر بروزا في حراك الحسيمة، وهي ابنة الناشط المعتقل محمد جلول، إذ خرجت هدى جلول إلى المسيرات السلمية داعية إلى إطلاق سراح أبيها وكافة المعتقلين.

وتعرضت هدى بدورها للاعتقال بضع ساعات رفقة قاصرتين أخريين، قبل أن يتم إطلاق سراحها، ومحاولة إلزامها بـ “عدم تصوير فيديوهات تحث فيها النساء على الاحتجاج”.

أمضال بريس/ كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *