أثار جواب احد موظفي السفارة المغربية بمدينة لاهاي بهولندا، استياء العديد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى “فايسبوك”، ورفضه الكثير بشكل نهائي.
هذا بعد أن أثار أحد المواقع الالكترونية (أمازيغ تايْمز) الموضوع.
حيث ذكر أن صحافي بذات الموقع الرقمي اتصل بالسفارة المغربية بمدينة لاهاي ليجري استجوابا مع السفير المغربي حول المستجدات التي تعرفها الساحة الهولندية وخاصة منها المتعلقة بما خلفته التصريحات الأخيرة لليميني المتطرف خيرت فيلدرز وكذا حول المشاكل التي يتخبط فيها الكثير من الشباب المغربي بهولندا.
وبعد محاولتين باءتا بالفشل جميعها، تفاجأ ذات الصحفي الذي سأل الموظف مرة أخرى بهذا الأخير يجيبه ويصرخ في وجهه بالدارجة المغربية (حسب ذات الموقع ):
“سِيرْ (…) ، احنايا ماكانتكلموش هنايا الامازيغية” .
“Oprotten, wij spreken hier geen Tmazight”
بل أوقف وقطع المكالمة عليه.
وأضاف الموقع، أنه على الرغم من محاولات الصحفي المتكررة وبلغات مختلفة بالهولندية والإنجليزية من أجل عقد موعد مع السفير إلا أن كل المحاولات (ودائما حسب ذات الموقع) باءت بالفشل جميعها بل وقوبلت بالقذف والسب والشتم والألفاظ المشينة من طرف موظف السفارة.
وتداول النشطاء هذا “الحادث” نقلا عن الصفحة الرسمية لموقع (أمازيغ تايمز) ، حيث انهالت التعليقات السلبية على هذا “المشهد”، إذ أشاروا إلى أن السفارة تبدو من هذا التصرف على شاكلة تصرفات وتصريحات خيرت فيلدرز التي تسير في اتجاه التفريق والتمييز .. والتي انتشرت بقوة في الساحة الهولندية خلال الأسابيع الماضية، وأثارت استياء الجالية المغربية، بل وقوبلت بموجة من الانتقادات داخل الجاليات وبل وحتى داخل صفوف الحكومة وبعض الأحزاب.
وأنها – السفارة – بعيدة تماما عن الآثار التي خلفتها تصريحات فيلدرز المعروف بعدائية للمغاربة في نفوس المغاربة من توفير الحماية الاجتماعية والقانونية خاصة وأن المعاناة التي يتعرضون لها من جراء العنصرية والاهانات فرضت أوضاع صعبة ومركبة الحلول.
ورأى آخرون انه رغم أن أكثر من 85% من مجموع الجالية المغربية ينحدرون من الريف ويتكلمون الريفية (حسب إحصائيات رسمية هولندية) إلا أن السفارة المغربية بلاهاي للأسف الشديد اختارت أن تنهج سياسة الآذان الصماء التي خلقت طريقة خاصة في معاملتها مع الجالية المغربية والريفية منها على الخصوص والتي شكلت لديها سخطا وغضبا نتيجة التمايز في العلاقات.. كما ان طريقة تدبيرها لملفاتها منها الأسماء الأمازيغية وأدائها لبعض المهام الدبلوماسية كما الكثير من الانزلاقات التي تعرفها، جعلتها بعيدة عن ما يقع هنا في هولندا.
بل وذهب البعض الى القول انها “لا تعرف أي شيء عن ‘الجالية’ التي تدعي تمثيلها..”.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، وستشكل الاجابة عنه، -ربما- نقطة تحول في علاقة الجالية الأمازيغية والريفية منها على الخصوص بالسفارة في هذاالاتجاه او ذاك، هو عما اذا كانت هذه “التصرفات” صحيحة، وهي تبدو كذلك لانه لم يصدر بعد (على الأقل الى حدود الآن) أي نفي لها، وإن كان الأمر كذلك، فهل يعني هذا أن “السفارة” متمسكة برايها ؟
ولكن هي تبقى “تصريحات” أُقِرتْ من جانب واحد في انتظار رد فعل موظف السفارة أو السفارة بذاتها أوالسلطات الأخرى المختصة.
وكل الامور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.. وكل الاحتمالات تبقى على الطاولة. !