أمازيغ الطوارق شعب الصحراء.. أصولهم وتطلعاتهم

يأتي ذكر الطوارق دائمًا مع التوترات التي تشهدها عادة الدول الصحراوية في شمال إفريقيا وشعب الطوارق يتواجدون في دول عدة مثل المغرب وليبيا والجزائر وموريتانيا.

قناة (BBC) العربية أعدت مؤخرًا تقريراً يتناول حياة وتاريخ شعب الطوارق الذي يسكن الصحراء.

فمن هم الطوارق؟

تعود أصولهم الي الأمازيغ وهم من الرحل يعيشون بمساحة شاسعة من صحراء القارة الإفريقية من موريتانيا في الغرب إلى تشاد شرقا وليبيا والجزائر والنيجر ومالي وبوركينا فاسو ومالي.

ويلقب الطوارق أحيانا بـ “الشعب الأزرق”، نظرا للباسهم التقليدي المصبوغ باللون الأزرق الذي اعتادوا ارتدائه.

اعتاد الطوارق الترحال بقوافلهم التي تضم قطعان الإبل بالصحراء الإفريقية الشاسعة ودول الساحل الإفريقي دون أي اعتبار الحدود بين هذه الدول.

واستخدم الطوارق قديما قوافل الإبل في التجارة ، إذ كانوا ينقلون البضائع وأهمها الذهب والملح عبر الصحراء الكبرى. وأثر تحول طريق التجارة للمحيط الأطلنطي وعلي حياتهم سلبًا بشكل كبير بعد.

وعرف عن الطوارق تاريخيا مقاتلون جيدو التسليح. فلا ينتقلون بدون الخناجر والسكاكين والسيوف والرماح.

وحديثا انتفض الطوارق على حكومات تشاد ومالي والنيجر وغيرها مطالبين بإنهاء التهميش الذي يمارس يحقهم وبنصيب أكبر من عوائد بيع المعادن الثمينة التي تزخر بها دول المنطقة كاليورانيوم وغيره.

مالي

نظرا لمستوى التسليح الذي يتمتع به المتمردون هناك، اختلف عصيان الطوارق في مالي عن حركات التمرد التي وقعت في السابق فالعديد منهم كانوا عائدين من ليبيا حيث شاركوا في القتال في صفوف القذافي وصفوف الثوار الليبيين.

وعاد هؤلاء إلى مالي محملين بكميات من الأسلحة المتطورة مما أضفى خطورة على العصيان المشتعل أصلا في تلك البلاد.

ويقاتل الطوارق من أجل إنشاء دولة خاصة بهم تحمل اسم “ازاوا”.

ورفع المتمردون الطوارق علم هذه الدولة على مدن تمبكتو التاريخية وغاو وكيدال.

تمبكتو

تعتبر تمبكتو، أبرز مدن الطوارق، وهي مدينة تاريخة يتجاوز عمرها الألف سنة تقع إلى الشمال من نهر النيجر على حافة الصحراء الأفريقية وتشتهر بمساجدها المشيدة من الطين.

واهتم المؤرخون والكتاب القدامى بالمدينة وسحرها، حيث وصف المؤرخ المغربي حسن ابن محمد الوزان الفاسي الثراء الذي كانت تتمتع هذه المدينة به بقوله “إن بعض المقتنيات الذهبية التي كان ملكها يحتفظ بها كانت تزن مئات الكيلوجرامات”.

وذكر المؤرخ ألمغاربي إن نساء تمبكتو كن علي قدر من الجمال بحيث كان لابد للزائر أن يقع في حب واحدة منهن فور وصوله ويتزوجها.

واحتلت تمبكتو مركزا تجاريا بارزا، إذ كانت تقصدها قوافل الملح الثمين من الصحراء، كما ازدهرت فيها تجارة العاج والرقيق.

ويعرف عن تمبكتو أنها كانت مركزاً ثقافياً، وقبلة للعلوم الاسلامية، إذ تزخر مكتباتها الـ 60 بسبع مائة مخطوطة تاريخية على الأقل.

غير أن تمبكتو الحالية مختلفة عما كانت عليه في عصرها الذهبي، حيث يغلب عليها طابع الفقر وهي مهددة بالتصحر.

المصدر:”الزمان التركية”

شاهد أيضاً

“منتدى أزواد السياسي” يطالب الملك محمد السادس بالتدخل لنجدة الشعب الأزوادي

طالب “منتدى أزواد السياسي”، بصفته الاجتماعية والثقافية، وباعتباره صوتا للشعب الأزوادي بكل أطيافه ومكوناته، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *