هذه الندوة التي أتت تكريما لاثنتين من أبرز الوجوه النسائية اللائي سجلن أسماءهن بأحرف من ذهب في ميداني التمثيل والطرب، واستطاعتا بمؤهلاتهن أن يأسرن أفئدة متتبعيهن ومحبيهن في الريف وخارج الريف. نتكلم هنا عن المرأة الحديدية، الممثلة البارعة لويزية بوسطاش التي أتقنت أدوارها في المسرح والسينما والتلفزيون، وكذلك المطربة الرائعة إيمان تيفيور، صاحبة الحنجرة الذهبية التي دخلت قلوب محبيها منذ أولى خطواتها في ميدان الغناء، ومثلت الريف أحسن تمثيل في العديد من الملتقيات الغنائية في المغرب والخارج.
في البداية، افتتح الممثل سيفاكس مسير الندوة كلامه بالترحيب بالحاضرات والحاضرين، ومن بينهم قامات فنية ومسرحية أبت إلا أن تشارك بحضورها في هذا التكريم، مهنئا المرأة بيومها العالمي، مذكرا بعطاءات الريفيات في عدة مجالات.
بعد ذلك، فسح المجال للدكتور عبد الرزاق العمري الذي تناول موضوعه بعنوان: المرأة الأمازيغية وجبر الذاكرة التاريخية. هذه المداخلة القيمة غاص عبرها العماري في أعماق تاريخ الأمازيغيات اللائي كن يحضين بشرف قيادة الممالك وتنظيم الجيوش ومحاربة الأعداء الغزاة، مستحضرا عدة أسماء من قبيل الملكة ديهيا التي عرفت بمقاومتها للعرب الغزاة بقيادة عبد العزيز بن مروان وعقبة بن نافع وحسان بن النعمان وموسى بن نصير وغيرهم، والذين عرفوا بسبيهم للنساء وبيعهن في الشرق لأغراض جنسية.
وتحدث العماري كذلك عن نساء أمازيغيات من قبيل ثامكونت الصنهاجية التي قاومت بطش الموحدين، ويطو الدالية التي حاربت البرتغاليين وكانت تتنكر في زي رجل، ولم يتم اكتشاف أمرها إلى أن قتلت ونزع لثامها.
ليعرج المتدخل في الأخير على التاريخ الحديث وحضور المرأة الريفية بقوة في الاحتجاجات بالريف، من قبيل سيليا وهدى جلول ونوال بنعيسى والعرجوني وغيرهن… واللائي كسرن النظرة النمطية السلبية التي حيكت حيال ال مرأة الريفية منذ المرحلة الكولونيالية إلى الآن.
بعد ذلك، تناول الباحث اليزيد الدرويش مداخلته التي وقف فيها عند حضور المرأة الريفية في المرحلة الكولونيالية ومقاومتها إلى جانب الرجل للمستعمر الإسباني. خصوص في عهد الشريف محمد أمزيان، حيث تكلم عن زوجة محمد الشادي التي كانت مقاومة، وعند سقوطها في أيدي العدو الاسباني، قطعوا رأسها وتجولوا بها في شوارع مليلية.
كما تحدث المتدخل عن نساء برزن في معركة أنوال كزوجتي الشيخ محمد الطاهر اللتين كانتا تعبئان بندقيته وهو في برج مراقبته بمنطقة لعسارة نواحي أنوال. وأيضا الريفيات اللواتي لقين حتفهن في معركة سيدي إدريس في 2 يونيو 1921 والتي استشهدت فيها أكبر عدد من الريفيات المقاومات.
وقد ذكر الدرويش أن المرأة الريفية كان لها حضور في أعلى مراكز القرار أيضا حتى إبان تأسيس محمد بن عبد الكريم الخطابي لجمهورية الريف، ويتعلق الأمر بفايزة بلحسن التي كانت على رأس المخابرات. ليعرج في الأخير على بروز المرأة الريفية في ميدان الصحافة، مستحضرا اسم ارحيمو المدني كأول ريفية تمتهن الصحافة.
وقد جاءت مداخلة الباحث اليزيد الدرويش غنية بمعطيات دقيقة ونادرة، وبأسماء ريفية نسائية لامعة.
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ محمد ميرة، وقف فيها عند حيثيات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ودلالاته، ليستحضر بعد ذلك دور المرأة الأمازيغية بصفة عامة والريفية على الخصوص في حماية الموروث الثقافي الأمازيغي والمحافظة عليه. مذكرا إلى أن الفضل يعود للمرأة في نسج الأشعار وسرد الحكايات وتريد الأهازيج.
بعد ذلك، جاءت لحظة تكريم الممثلة لويزية بوسطاش بكلمة مؤثرة من المخرج المسرحي فخر الدين العمراني وقف فيها على جوانب من مسيرة الممثلة وتخطيها للعقبات بقوة شخصيتها لتنحت اسمها في المسرح والسينما والتلفزيون. بعد ذلك سيأتي دور الشاعرة حياة بوترفاس بكلمة في حق الفنانة المتألقة إيمان تيفيور.
ليقدم لهما بعد ذلك هدايا تذكارية اعترافا بتألقهما ومجهوداتهما الجبارة في التمثيل والغناء.
وفي الأخير، كان موعد الحضارات والحاضرين مع حفل شاي وأخذ صور تذكارية مع الفنانتين.
أمضال أمازيغ: مراسلة