أمينة سلمان القنصل العام للملكة المغربية  بفيرونا تحكي بالتفصيل عن أوضاع الجالية بإيطاليا في زمن الكورونا

سلمان: منطقة فيرونا كانت السباقة لإحداث خلية أزمة مباشرة بعد الإخبار عن بداية انتشار الفيروس

لايمكن أن نسمح بوجود مغربي واحد في الشارع بدون مأوى

واجهنا صعوبة لإقناع عائلات المتوفين العاديين بدفنهم في ايطاليا

 

  • ماذا عن الأوضاع التي تعيشها الجالية المغربية بإيطاليا، خاصة بمنطقة فيرونا، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؟

بشكل عام، الجالية المغربية  في إيطاليا تتعايش بشكل منسجم مع الظروف الحالية للمجتمع الإيطالي بحيث استطاعات، تاريخيا، الإندماج داخل المجتمع الإيطالي بشكل جدي وعملي، خاصة بمنطقة “فيرونا”. فالمغاربة في هذه الجهة، مقتنعون بأنهم سواسية مع باقي المواطنين الإيطاليين. والقانون يوازي بين الجميع، لا فرق بين الأصلي والمقيم، فما يسري على المواطنين الإيطاليين يسري على  أفراد الجالية المغربية.

الجالية المغربية يشهد لها بالتزامها وباحترامها للقوانين، خصوصا في ظل الأزمة الصحية التي تعيشها أيطاليا، حيث أبان مغاربة المهجر عن التزام ومسؤولية كبيرين في الانضباط للتعليمات والقوانين الصارمة التي وضعتها الدولة الإيطالية لمجابهة هذه الجائحة، وذلك، إسوة مع كل الإيطاليين الذين انخرطوا في تأدية الواجب الوطني، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

الكل مدعو لالتزام البيوت، وعدم مغادرتها إلا للضرورة، شريطة التوفر على الوثيقة القانونية، التي تسمح لك بالخروج من المنزل لهدف ضروري وملح، إما للعمل أو لقضاء مصلحة مهمة.

  • ما هي طبيعة الإكراهات التي يعيشها أفراد الجالية المغربية حاليا؟

صراحة الجالية المغربية بإيطاليا تعيش نفس الأوضاع التي يعيشها المواطنون في العالم، وتعاني من نفس المشاكل ولها نفس الهواجس التي لسكان العالم، خاصة بعد الشلل الذي أصاب جل القطاعات والمجالات. الجميع ممنوع من السفر والتنقل بين الدول وبين المدن، الجميع ملتزم بالبقاء في المنازل، ولا يسمح بمغادرتها إلى للضرورة، طبقا  لحظر التجوال الذي فرضه “كورونا”.

يبقى التواصل عبر الوسائل الممكنة، الوسيلة حاليا للتقريب بين العائلات المغربية على الخصوص، وللتخفيف من وطأة العزلة التي يعيشونها في هذه الظرفية الحرجة.

  • كيف تعاطت القنصليات والسفارة المغربية بايطاليا تجاه الجالية المغربية، وما الإجراءات التي تقوم بها في هذا الصدد ؟

جميع القنصليات تقوم بالدور المنوط بها تجاه الجالية المغربية، سواء قبل فيروس “كوفيد “19 أو بعد انتشاره.

بالنسبة للقنصلية المغربية بمنطقة فيرونا، كانت السباقة لإحداث خلية أزمة مباشرة بعد الإخبار عن بداية انتشار الفيروس، باعتبارها أول منطقة في إيطاليا تظهر بها  اول حالة مصابة. وفي نفس الإطار قمنا بتشكيل خلايا أزمة في باقي القنصليات  المغربية، والسفارة على صعيد إيطاليا، وذلك للتنسيق بين الهيئات الديبلوماسية المغربية في الجهات الإيطالية .

ورغم الانتشار الواسع للفيروس بايطاليا، القنصليات المغربية لازالت مفتوحة وتشتغل على قدم وساق للتدخل ومواكبة أوضاع الجالية، وذلك في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه المغاربة الميقيمين هنا، ما يحتم علينا أيضا استقبال المواطنين المغاربة  الذين في حاجة إلى خدمة  ضرورية لا تقبل التأجيل، وفي نفس الوقت للمساهمة في القيام بحملات توعوية بمخاطر الفيروس وطرق الحماية منه.

ما أود الإشارة إليه، هو أن الخدمات التي تقدمها القنصليات في الظرف الحالي، محدودة تهم فقط الحالات التي لا تقبل الإنتظار أو التأجيل، فبعد إغلاق الحدود بين الدول وتعليق الرحلات الجوية والبرية جل الخدمات المخولة للقنصليا تقلصت إن لم نقل توقفت إلى إشعار اخر، وعلى سبيل المثال خدمات جواز السفر والتأشيرات…

  • أكيد أن من بين الخدمات التي تقوم بها القنصليات، الإشراف على نقل رفاة المتوفون بشكل عادي بايطاليا إلى المغرب، كيف تعاملتم مع هذا الامر في الظرفية الحالية؟

بالفعل، من بين الخدمات التي تقوم بها القنصليات نقل جثامين من توفتهم المنية بشكل عادي بإيطاليا إلى المغرب، بحيث خلق لنا هذا الأمر نوعا من الإرتبارك، خاصة بعد تفشي فيروس كورونا، الذي أدى إلى تعليق الرحلات بين إيطاليا والمغرب. فقبل انتشار الفيروس، كان الأمر يتم بشكل عادي، بتنسيق بين عائلة المتوفى والقنصلية  ومندوبية وزارة الخارجية، بحيث تتحمل القنصليات مصاريف دفن ونقل جثامين المغاربة المعوزين إلى المغرب.

بعد انشار الفيروس، واجهنا بعض المشاكل، من بينها صعوبة اقناع عائلة المتوفى بدفنه في ايطاليا، فكان لزاما علينا أن نقوم باتصالات مع العائلات واقناعهم بضرورة دفن الميت بالديار الإيطالية، وتوضيح ان هناك أماكن خاصة بالموتى المسلمين. ولحسن الحظ، في فيرونا نتوفر على مقابر إسلامية، الشي الذي لا يطرح إشكال العثور على مقابر للدفن، وانما الإشكال، كما قلت، يكمن في صعوبة اقناع العائلات بهذا القرار، وفي ظل الظروف التي يعيشها العالم، بحكم أن هناك عائلات تصر على ضرورة نقل موتاها إلى المغرب بحكم ان المتوفى ترك وصية تفيد بضرورة دفنه بالمغرب، أرضه وأرض أجداده.

الحمد لله، توصلنا معهم في النهاية إلى الموافقة على دفنهم بإيطاليا، مع إمكانية نقل رفاة موتاهم بعد سنة أوسنتين  إلى المغرب، حين تنتهي أثار هذه الإزمة الصحية العالمية.

أود ان أشير أيضا، أننا وبتنسيق مع  الوزارة المنتدبة بالخارجية المغربية، نتكفل بمصاريف دفن هؤلاء الموتى المعوزين بإيطاليا، وهذه سابقة، في تاريخ القنصليات المغربية بالخارج، لأنه في السابق لم تكن  تتكفل إلا بمصاريف دفن ونقل الموتى إلى المغرب وليس الدفن بايطاليا.

  • بالنسبة للمغاربة العالقين، ماهي الإجراءات التي تقوم بها القنصليات والسفارات المغربية بإيطاليا خاصة بعد تعليق الرحلات بين البلدين؟

بالنسبة لنا كقنصليات بجميع الدول، لا يمكن أن نسمح بوجود مغربي واحد بالشارع، بدون مأوى. من بين الألولويات والخدمات التي نقوم بها توفير مقر للإيواء من مساكن وفنادق ومأكل ومشرب، طيلة فترة تواجدهم بإيطاليا وإلى حين انتهاء هذه الأزمة.

وبمنطقة فيرونا بالضبط، لم نسجل حالات كثيرة بهذا الخصوص، فهي لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وقد استطعنا حصرها، ووضعنا لائحة  بأسماء ومعلومات عن هؤلاء العالقين، حتى نيسر عملية التواصل معهم بشكل يومي.

وكما يعلم الجميع، فالرحلات  تم تعليقها بين الدول الأوروبية والمغرب، ومنها إيطاليا، التي أغلقت حدودها أيضا مع المغرب، وأصبح الدخول والخروج ممنوعا. أشير إلى أنه حين يسمح بفتح الخطوط الجوية بين المغرب وإيطاليا سيكون هؤلاء العالقون اول من يتم نقلهم إلى ديارهم.

حاورتها رشيدة إمرزيك

 

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *