في الجزء الثالث من كتاب الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من أعلام، الذي ألفه قاضي مدينة مراكش، العباس بن ابراهيم السملالي المعروف بالمراكشي، الصفحة 271، تحدث الكاتب عن سبعة رجال المعروفين في تاريخ الجنوب المغربي وبالظبط بقبيلة ارگراگن، المعروفين في تاريخ المغرب وزعيمهم سيدي واسمين دفين جبل الحديد/ أدرار ن أوزال، وأثناء حديته عنهم أورد معلومات قيمة حول أنبياء أمازيغ انطلقوا من ساحل قبيلة ماسة في اتجاه سفوح جبال الأطلس الصغير، ومنها مدن تامدولت وتگموت، ودفنوا هنالك.
وترجع فصول قصة هؤلاء الأنبياء إلى عهود تاريخية قديمة ومنهم النبي دانيال دفين قرية تاگموت ناحية طاطا، ومازال قبره يزار إلى اليوم خصوصا إذا حل القحط بالبلاد، كما يستشفى بترابه أيام الطواعين، وأورد الكاتب أن عينا من ماء عذب خرجت من عند قدمه يشرب منها كل سكان تلك النواحي. وذكر أن بعض الظلمة تجاسر على قبره ببعض ما لا ينبغي فخرجت نار من القبر فأحرقته وأحرقت أناساً معه وما يزيد عن ألف نخلة من نخل تلك البلاد. والله أعلم.
والثاني حسب الكتاب دائما اسمه سيدي ولكناس وهو دفين رأس جبل يوجد بين تيزغت واسافن ن آيت هارون وقبره معروف عند أهل تلك المناطق ويزار ويحترم، ويحرم البناء جوار مدفنه، ويستشفى كذلك بترابه. ومن انتهك حماه يظهر له ما لا يسره ولا يعجبه…
والنبي الثالث اسمه سيدي شناول ومدفنه في تامدولت ن واقا المدينة المعروفة في تاريخ المغرب وكان خرابها على يد المرينيين… وعن أسباب لجوء هؤلاء الأنبياء إلى ساحل ماسة في سيدي الرباط جاء في كتاب الإعلام أن بخت نصر كان يقتل الأنبياء، وخوفا من هذا السفاح ركب هؤلاء الأنبياء مراكبهم خوفا منه ومن بطشه، وأثناء ركوبهم البحر هاج موجه وقادهم إلى سواحل ماسة ومكثوا فيها ردحاً من الزمن واتجهوا بعد ذلك صوب القبلة إلى أن وصلوا جبال باني المعروفة اليوم بمدينة طاطا واستقروا هنالك.
قصة الأنبياء الثلاث، كما أوردها السملالي تفند بما لا يدع مجالا للشك كون المغرب بلد الأولياء ولا بلد الأنبياء، كما يعري صحة استثناء المغرب من ظاهرة النبوة. كما توضح سر قوة العلاقة بين أهل ماسة وسكان قبائل جبال باني، علاقة طبعت بالتوقير والإحترام الكبيرين على مر العصور التاريخية.
طبيعي أن يكون بالمغرب وبسوس أنبياء، فالله عز وجل أينما تواجد الناس إلا وبعث أو أرسل لهم أنبياء ورسل. وهذا لا يدعوا إلى الإستغراب أو العجب. فالأمازيغ ليسوا استثناء من هذه القاعدة.