ربما يعلم البعض بأن شيشناق أو شوشنق هو الملك الأمازيغي الوحيد الذي حكم شمال شرق أفريقيا، وتحديدا مصر بعد أن هزم الفرعون، لكن هناك حقيقة أخرى مكمّلة لهذا الجزء.
الحقيقة الأخرى التي تُخبّئها بطون الكتب، تكشف بأن شيشناق أنجب أبناء من بينهم أوسركون، الذي ورث حكم مصر عن والده، بل وامتدّ ملكه إلى ما وراء مصر.
الوريث الأوّل
عندما هزم الملك الأمازيغي شيشناق الفراعنة قبل 950 سنة قبل الميلاد، زحف على مصر وجلس على عرشها، واستطاع أن يثبّت حكمه الذي أورثه ابنه أوسركون الأوّل ومن خلفه أحفاده أوسركون الثاني ثم أوسركون الثالث وأوسركون الرابع وأبنائهم.
وأوسركون الأول هو ابن شوشنق وزوجته المسمّاة كرومات آسخم، وهي الأسرة 22 التي تحكم مصر من خارج السلالة الفرعونية، جلس على عرش مصر بعد وفاة والده بعد حملته العسكرية ضد مملكتي إسرائيل ويهودا لتوزيع مملكته هو الآخر، وهي حملة انتصر فيها.
قبل وفاته مهّد شيشناق الطريق لابنه أوسركون نحو العرش من خلال تزويجه بابنة الفرعون السابق بسونس الثاني، واسمها ماعت كا رع، وبذلك تصاهر الأمازيغ والفراعنة وباتت بينهما أواصر قوية، كما زوج ابنه الآخر أبوت من ابنة رئيس الكهنة، وبذلك ضمن السلطات السياسية والعسكرية والدينية لابنيه قبل وفاته، مثلما يشير إلى ذلك كتاب “تاريخ أوكسفورد لمصر القديمة”.
هرقل العملاق
تمكّن الوريث أوسركون الأول من أن يثبت دعائم النظام الذي أرساه أبوه شيشناق، وأقام مقرا له بالقرب من منطقة اللاهون في مصر، وهناك إلى اليوم أعمدة تحمل نقوشا تشير إلى فترة حكمه وحكم عائلته.
وقام أوسركون الأول كذلك بتجهيز المعابد في هليوبوليس تجهيزا فاخرا، ويؤكد تمثاله الذي عثر عليه في جبيل مدى العلاقات الوثيقة التي أقامها مع لبنان.
يصف كتاب “تاريخ هيرودوت” الملك أوسركون الأول، كما يلي “كان عملاقا طوله 22 قدما، وكان الفراعنة يلقبونه هرقلاً”.
وتميز عهد أوسركون الأول بالهدوء والسلام، بعد فترة طويلة من حروب والده لتوسيع مملكته، فأقام أوسركون الأول العديد من مشاريع تشييد المعابد وكان عهدا طويلا مزدهراً في تاريخ مصر دام 15 عاما، فجهّز المعابد تجهيزا فاخرا في هيليوبوليس، ويؤكد تمثاله الذي عثر عليه في منطقة جبيل مدى العلاقات الوثيقة التي أقامها مع لبنان.
المصدر: أصوات مغاربية