صدرت للكاتب المغربي لحسن ملواني رواية “إثري” وهي روايته الرابعة، بعد رواية “المتعبون” و”تيتريت” و”الفريد”، وقد جاءت الرواية في 150 صفحة من الحجم المتوسط، بغلاف جميل من تصميم وتنسيق نور الدين الوادي، وبلوحة من إنجاز التشكيلي المغربي محمد الهواري، وبتقديم للكاتب المغربي أحمد الشيخاوي…وعنوان الرواية”إثري” يعني النجم باللغة الأمازيغية، وقد يكون بطل أحداث الرواية.
وللإشارة فالرواية صدرت عن جمعية عبور للثقافة والنشر.
يقول الكاتب في مقتطف من الرواية (صار” إثري” يعيش واقعين متوازين يحاول عبثا الجمع بينهما دون جدوى، وحين يعيد النظر في ما يراه، تنطرح عليه تساؤلات تجعله يستعيد بعض اطمئنانه، أليس من طبيعة البشر هذا الاختلاف في الألوان والقدرات والسلوكات؟ لماذا نحاول أن يكون الانسجام التام سيد العلائق البشرية؟ ألا يعتبر الاختلاف مصدر الصراع والتدافع الذي ينفخ الجدة في الحياة؟ أيمكن أن نعيش في عالم صاف لا تشوبه شائبة؟ وحين تتوقف تساؤلاته، يخاطب نفسه: دعك من العام، وتحدّثْ عن واجبك كفرد، أنت كائن محدود القدرة والعمر، فماذا أنت فاعل حتى تخرج بنفسك من العتاب الذي يعم الجميع؟ …
صار “إثري” متقد الذهن، يرى بعين المساءلة النوعية، ويرى في الأشياء التي تبدو بسيطة عكس ما يراه غيره فيها، فهو لا ينظر ما يجري في المجتمع وإنما يقرأه وكأنه يقرأ كتابا، يبحث عن العلل منطلقا من النتائج، كان لاينام إلا قليلا، تتراءى له الأحداث مجريات ينبغي القبض عليها وإخضاعها للدراسة، للبناء عليها ما يجعلها تتغير من السيء إلى الحسن… فهو يحاول سبر أبعاد ما يقع حوله، ويراجع المواقف والردود والتصرفات بصفة محايدة، وهذا ما يساعده على قراءة الواقع بموضوعية تفضي إلى نتائج يمكن اعتمادها في التوجيه والإصلاح، كل تجربة بالنسبة له فرصة للاستفادة منها بأخطائها وثغراتها وسلبياتها وإيجابياتها…ولأن الوقاية خير من العلاج فهو يرى بعين الملاحظة والتدقيق ما ستؤول إليه العلاقات بين سكان كل القرى عبر تقدم الزمن وتغير شتى جوانب الحياة .. قد يصير الإنسان كائنا استهلاكيا يركل القيم ولا يأبه بها، تصير الأمور معكوسة، يصير المتخلق المهذب كائنا متخلفا ويصير نقيضه الكائن البشري المطلوب).