إدريس رابح في حوار مع “العالم الأمازيغي”: غياب الإرادة السياسية وغياب إستراتيجية واضحة هو سبب التيه الذي تعيشه الأمازيغية

إدريس رابح
إدريس رابح

أكد إدريس رابح أستاذ التعليم اللغة الأمازيغية بنيابة سيدي بنور بإقليم الجديدة، أن هناك تخبط وعشوائية وإقصاء للأمازيغية في التدبير وفي رسم الخريطة التربوية للنيابات التعليمية، وأضاف في حواره مع ” العالم الأمازيغي” أن الأمازيغية لازالت غير مرحب بها في عرف بعض النيابات وبعض المدارس التربوية، مضيفا أن، في غياب إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف، تظل القرارات التي تتخذها وزارة التربية الوطنية غير ذي جدوى وغير ملزمة للأكاديميات والنيابات والتي لا تجد أدنى حرج في تهميش اللغة الأمازيغية، وحول غياب الأمازيغية من “رؤية 2030″ لإصلاح التعليم التي أعدتها وزارة التربية الوطنية، قال المتحدث بأنه ” تسويف متعمد في انتظار إماتة الأمازيغية” أما في ما يخص قافلة ” تيفيناغ” التي نظمتها الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة دكالةـ عبدة، أوضح رابح بأنها تروم للتعريف بالهوية واللغة الأمازيغية في المناطق الغير الناطقة بالأمازيغية، مضيفا،  أن الدولة لم تقم بدورها سواء في إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية أو اعتماد مقاربة تواصلية تروم التعريف بأبعاد الأمازيغية وحرفها تيفناغ، و تشجيع الناس على الإقبال على تعلمها. هذا الفراغ يقول إدريس رابح حاولنا ملؤه بما أوتينا من إمكانيات في الجمعية الجهوية من خلال تنظيم قافلة “تيفيناغ رمز هويتنا”.

قمتم قبل أيام بتنظيم قافلة أطلقتم عليها “قافلة تيفيناغ” كيف جاءتكم هذه الفكرة؟

في الحقيقة، لا يمكن لكل مهتم وكل غيور عن وضعية اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التربوية إلا أن يكون غير راض تماما عن السياسة الرسمية للدولة تجاه اللغة الأصلية للمغاربة. ففي غياب إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف، تظل القرارات التي تتخذها وزارة التربية الوطنية غير ذي جدوى وغير ملزمة للأكاديميات والنيابات التي لا تجد أدنى حرج في تهميش اللغة الأمازيغية والتعامل معها كضيف ليسوا مجبرين باستضافته في الوقت الراهن. لذلك كان لا بد من وجود مشاركة فعلية للجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة دكالة_عبدة في ورش تثبيت تدريس هذه اللغة بالجهة، والعمل على التواصل الميداني مع جل المتدخلين في المنظومة التربوية. وفي هذا الإطار انبثقت فكرة تنظيم القافلة. فهي تحاول أن تجيب عن مطلب التواصل في يخص التعريف بحرف تيفيناغ وأبعاده ورمزيته، لذلك اخترنا للقافلة شعار ”تيفيناغ رمز هويتنا”.

وماهي أهمية هذه المبادرة؟ أهدافها؟ وأبعدها أيضا؟

في الدول التي تحترم نفسها، حيث يكون الشق السياسي منطبقا ومتناغما مع الواقع الهوياتي والثقافي واللغوي للشعب، يتم الترويج للمشاريع الكبرى من طرف المسؤولين والقائمين على البلاد، وترسم ملامح مقاربة تواصلية فعالة تروم التعريف بالمشروع في كل جوانبه وأهميته. فيمكن مثلا التذكير بقيام كمال أتاتورك بنفسه بالإشراف على التعريف بأهمية الحرف اللاتيني في النهوض باللغة التركية، لذلك كان يزور المدارس للكتابة بالحرف الجديد بنفسه حتى يقتدي به الآخرون. هذا الوضع يختلف تماما مع وضع اللغة الأمازيغية. فالدولة لم تقم بدورها سواء في إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية و لا اعتماد مقاربة تواصلية تروم التعريف بأبعاد الأمازيغية وحرفها تيفناغ، و تشجيع الناس على الإقبال على تعلمها. هذا الفراغ حاولنا ملؤه بما أوتينا من إمكانيات في الجمعية الجهوية من خلال تنظيم هذه القافلة. فهي تروم قبل كل الشيء التواصل عن قرب بالتلاميذ الذين لا يستفيدون من تعلم الأمازيغية، وتعريفهم بلغتهم الأمازيغية وحرفها العريق تيفيناغ وتزويدهم بالقصص ومعارف وأناشيد. فقافلة تيفيناغ تروم التعريف بالهوية واللغة الأمازيغية في هذه المناطق الغير الناطقة بالأمازيغية، وتعليمهم ما غيبه التاريخ الرسمي عنهم.

  ما هي أهم المناطق والمراكز التي استهدفتموها بالضبط؟

استمرت القافلة ما بين 18 و27 ماي، وزارت نيابات أسفي والجديدة واليوسفية وسيدي بنور. حيث كان تلاميذة مدارس التعليم العمومي والخصوصي في كل من العالم الحضري والقروي.

  زرنا كذالك مجموعة مدارس مطل بالعالم القروي والطبري بالعالم الحضري…بنيابة سيدي بنور. وفي أسفي مثلا زرنا أربعة مدارس بالعالم الحضري ومدرسة بالعالم القروي. فقد كان رهاننا أن نتواصل مع أكبر عدد ممكن من المتعلمين والأطر التربوية والإدارية المتدخلة في المنظومة التربوية على صعيد جهة دكالة عبدة. كما أن القافلة قد حظيت باستقبال رسمي من طرف النيابات الأربع(اليوسفية وسيدي بنور والجديدة وأسفي) وتم الإشادة بالمبادرة لاسيما أن الأمازيغية لازالت لم تثبت أسسها بعد في هذه المناطق بالمقارنة مع المناطق الناطقة بالأمازيغية.

كيف كان التجاوب مع مبادرتكم خصوصا من طرف نيابات التعليم في هذه  الجهات التي زرتموها؟

كما قلت، كان هناك ترحيب واستقبال من طرف الأطر والإدارة. ولامسنا إرادة كبيرة في تعلم الأمازيغية خاصة في نيابة اليوسفية وسيدي بنور. الأساتذة العاملون في المدارس التي زرناها كانوا أيضا متفاعلين مع القافلة وأنشطتها. أما في الشق الأهم، وهو تفاعل المتعلمين، فقد كنا أمام أطفال متعطشين لتعلم الأمازيغية. فقد كانوا مقبلين بشكل كبير على كل الورشات التي نظمناها، سواء ورشة تعلم حرف تيفيناغ أو رسم رموز وأشياء لها علاقة بالثقافة الأمازيغية أو حفظ الأناشيد الأمازيغية أو مشاهدة والتفاعل مع فيلم تربوي بالأمازيغية…جزء كبير من المتعلمين تمكنوا من تعلم حرف تيفيناغ في ورشة واحدة، وأغلبيتهم حفظوا الأناشيد. فمن خلال هذه القافلة وكذلك أقسام الأساتذة الذين يدرسون الأمازيغية والتي زرناها تبين لنا بالملموس أن الأمازيغية تحتاج فقط إلى مجهود بسيط، لأنها سهلة التعلم والاستيعاب.

وما هي الجهات الداعمة لمبادرتكم؟ وهل هناك تنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ؟

في البداية أود الإشارة أننا قد وقعنا اتفاقية شراكة بين الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة دكالة عبدة، وكان هناك اتفاق لتنظيم أنشطة متعددة بانخراط الطرفين خاصة في تكوين الأساتذة والمكونين وندوات وقافلة… وقد سطرنا مع مدير الأكاديمية برنامجا سنويا متعددا ومهما. لكنه للأسف لم تلتزم الأكاديمية بالشراكة ولم تبدي الرغبة في العمل معنا في تنفيذ البرنامج المتفق عليه مسبقا. لذلك وجدنا أنفسنا مجبرين على الاعتماد على الذات والموارد الخاصة من أجل تنظيم الأنشطة.لذلك، فتنظيم القافلة تم في أغلبه على الاعتماد على الموارد الخاصة، وكذلك في نسج علاقته مع بعض المدارس الخاصة التي وفرت لنا النقل والأدوات المستعملة في الورشات. كما وفرت لنا بعض النيابات النقل وبعض مستلزمات كما هو الحال بالنسبة لنيابة اليوسفية وسيدي بنور. كان هناك كذالك تعاون مع مدراء المدارس التي زرناها والذين وفروا لنا الأدوات والمستلزمات. فيما يخص المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فقد استجاب لطلبنا ومدنا بما كنا في حاجة إليه في ما يخص القصص والأناشيد، لذلك فقد دعمنا بما يقارب 5000 كتاب (قصص وشعر).

كيف تجاوب التلاميذ مع مبادرتكم؟ وما هي أهمية الحرف الأمازيغي ” تيفيناغ” في التعليم الإبتدائي؟

من خلال الممارسة اليومية لكل الأساتذة الذين زرناهم في هذه المناطق فالتلاميذ يتشوقون لتعلم اللغة الأمازيغية. وهذا ما تأكد كذلك من خلال أنشطة القافلة ومن خلال تفاعل تلاميذ المدارس التي زرناها في كل النيابات التعليمية. فقد كان هناك تفاعل كبير مع القافلة والورشات التي أشرف عليها المؤطرون الأساتذة. والملاحظة التي تقاسمناها في كل المحطات التي مرت بها القافلة أن التلاميذ كانت لهم قابلية كبيرة في تعلم حرف تيفناغ والكتابة به. فقد كنا أمام مفاجآت كبيرة في بعض الورشات. فقد كان هناك في كل ورشة لتعلم حرف تيفيناغ تلاميذ يتمكنون من تعلمه والكتابة به في ظرف وجيز. أما بخصوص حرف تيفناغ فهو  قبل كل شيء هو رمز هويتنا وانتمائنا. وهو رمز الأمازيغية باعتبار أن لكل لغة حرفها رمزها. لذلك فحرف تيفناغ يجب أن ننظر إليه من هذه الزاوية أولا ثم بعد ذلك نناقش المسائل العلمية والتقنية وقابليتها للاكتساب بيسر.  ومن خلال التجارب اليومية داخل الفصل ومن خلال كل تجارب الأساتذة الأخرين وبعيدا عن الإحصائيات والمواقف الإديولوجية المعادية للغة الأمازيغية، أقول وبكل ثقة أن أسهل حرف يتم تدريسه في المدرسة المغربية هو حرف تيفناغ. وأنا شخصيا درست الفرنسية والعربية والأمازيغية ودرست الحروف الثلاثة لكل المستويات، وقد كان دوما تدريس حرف تيفيناغ هو الأسهل والأيسر.

كأستاذ مختص في تعليم الأمازيغية، ما تقييمكم لواقع الأمازيغية في التعليم حتى الآن؟

باعتباري ممارس لتعليم الامازيغية منذ سنوات، وقد واكبت نقاش الأمازيغية داخل المنظومة التربوية وساهمت في تأسيس عدة إطارات جمعوية مهتمة بهذا المجال، أؤكد لك أن سبب التيه الذي تعيشه الأمازيغية اليوم في المدرسة المغربية له سببين اثنين: غياب الإرادة السياسية وغياب إستراتيجية واضحة. لذلك فالنتيجة المنطقية لهذا الغياب أن تعيش الأمازيغية أزمة كبيرة داخل المنظومة التربوية. ووضعيتها غير واضحة تماما. فهي حاضرة وغائبة في نفس الوقت. فهناك تخبط وعشوائية وإقصاء في التدبير وفي رسم الخريطة التربوية للنيابات التعليمية. فالأمازيغية لازالت غير مرحب بها في عرف بعض النيابات وبعض المدارس التربوية.

ما هي العراقيل التي تواجه تطوير تدريس الأمازيغية ؟

تطوير الأمازيغية يجب أن يتم على مستويين لهما علاقة بتدريسها. على المستوى العلمي يجب أن تنكب مجهودات المختصين على استكمال التهيئة والمعيرة وتطوير المناهج والمراجع والكتب. وتوزيع الإسناد البيداغوجية والديداكتيكية على الأساتذة الذين لم يتمكنوا من الحصول عليها. فهناك عمل علمي جبار قد تم القيام به، ولكنه غير كاف، فهو يسير بوثيرة بطيئة بالنظر للتحديات الإنتظارات. على مستوى تعميم اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التربوية فهناك عراقيل كثيرة وأغلبها عراقيل ذات علاقة الخلفيات والعقليات. فكما أشرت قبلا، أن الدولة لا تتوفر على استراتيجية واضحة تجاه الأمازيغية. لذلك فقد فتحت الأبواب أمام المسؤولين المحليين ليتحكموا ويتصرفوا في قضية تدريس الأمازيغية وفق مزاجيتهم ووفق إيديولوجيتهم. فالدولة قد رهنت مستقبل اللغة الأمازيغية بمزاجية النواب الإقليميين ومدراء المدارس التعليمية. فالأمازيغية تواجه مشاكل عويصة ذات طابع بنيوي، فهناك غياب تدبير الزمن المدرسي للغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية وتغييب اللغة الأمازيغية في تسطير الخريطة التربوية على صعيد النيابات وعدم تعويض الأساتذة المنتقلين وغياب التكوينات والكتب المدرسية ونزع تكاليف التدريس بالنسبة للأساتذة المتخصصين…

كأساتذة مختصين في تدريس اللغة الأمازيغية ما هي رؤيتكم للنهوض بها وتطويرها؟

بصفة عامة، العاملون والعارفون لخبايا التعليم  يدركون جيدا أن قطاع التربية الوطنية قطاع لا يدخل ضمن اهتمامات الدولة، وأعني هنا الرغبة السياسية الحقيقية وليس الكلام الإعلامي والخطابات المناسباتية التي تروج في كل مرة. وحتى الأمازيغية لا تشكل موضوع اهتمام جدي للدولة. بل أكثر من ذلك نحس أحيانا أن تدريسها يشكل عبئا لدى البعض. فالأمازيغية ضحية غياب إرادة سياسية حقيقية، وبالتالي فهي ضحية غياب إستراتيجية واضحة المعالم، لها أهداف محددة وجدولة زمنية ووسائل للمراقبة والزجر. لذلك فكل مبادرة في نظري لا تنطلق من إرادة سياسية للدولة سيكون مصيرها الفشل. نحن في حاجة إلى حسم الدولة في خيارها وسن سياسية لغوية أمازيغية قوامها الإجبارية والزجر. لا يمكن الحديث عن تطوير الأمازيغية داخل المنظومة التربوية في غياب قرارات ملزمة تعاقب المخالفين، لا يمكن تعميم الأمازيغية عندما نجد بعض النواب يسحبون تكاليف أساتذة الأمازيغية في وسط الموسم الدراسي  ودفعهم لتدريس مواد أخرى. هناك مسؤولون يستهترون بالأمازيغية. وقد لامسنا ذلك في الجمعية الجهوية الأساتذة اللغة الأمازيغية بجهة دكالة عبدة كما لامسناه في الكنفدرالية المغربية لجمعيات أساتذة اللغة الأمازيغية على الصعيد الوطني. الأمازيغية إذن في حاجة إلى قانون يحميها ويرد لها الاعتبار في المدرسة المغربية، وفي حاجة كذلك إلى العمل الجمعوي الميداني والمستمر.

اللغة الأمازيغية غائبة بشكل مطلق من رؤية إصلاح التعليم أقصد رؤية 2030 التي أعدتها وزارة التربية الوطنية ما تعليقكم على هذا الموضوع؟

تتبعنا النقاش الدائر حول إصلاح التعليم وشاركنا في اللقاءات التشاورية وقدمنا رؤيتنا لإصلاح التعليم ومن بينها النهوض بالأمازيغية. ولكن للأسف فقد غيبت الأمازيغية بشكل مطلق من التدابير ذات الأولوية في إصلاح التعليم من خلال رؤية 2030، مما يعني أننا أمام تسويف متعمد في انتظار إماتة الأمازيغية والعمل على عامل الزمن من أجل ربح الوقت.  تغييب الأمازيغية من رؤية 2030 كان نتيجة منطقية كنت أنتظرها شخصيا باعتبار الإنزال الذي قام به الإسلاميون وتغييب ممثلي الحركة الأمازيغية من المجلس الأعلى للتعليم، وإعطاء الأولوية للعربية يعني الاستمرار في التعريب. ميدانيا وعلى الأوراق  نحن الآن في مواجهة تحدي إقصاء جديد للأمازيغية وفي منعرج خطير. لماذا؟ نحن نعرف أن هذه الرؤية ستكون لها مرجعية مؤطرة ومجموعة من التدابير العامة المحددة لملامح المنظومة التربوية، فهي أشبه بدستور المنظومة التربوية، وعندما تقصى الأمازيغية منها فإنه سيكون صعبا تدبير هذه المادة في المدرسة المغربية. حيث ستلجأ الدولة لإسكات الحركة الأمازيغية في كل مرة بقرار أو مراسلة مرحلية غير ملزمة كما يحدث الآن عندما ترسل الوزارة مذكرة في شأن الأمازيغية ولكنها تظل غير ذي أثر باعتبار أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين جعل من الأمازيغية مادة الانفتاح فقط. لذلك فمستقبلا إن أردنا إنصاف الأمازيغية فيجب تغيير في بنود الرؤية وهو الأمر الذي يصعب بعد مصادقة الملك عليه. لذلك على الحركة الأمازيغية أن تناضل قبل ان يبدأ تطبيق الرؤية حتى لا نفقد فرصة أخرى.

هل صحيح أن الأكاديميات والنيابات الجهوية  تتماطل في مدّكم بالأدوات البيداغوجية الخاصة بتعليم الأمازيغية؟

الوزارة تخلت عن دورها في تعميم وتكوين الأساتذة في اللغة الأمازيغية منذ 2008، وتبعتها الأكاديميات التي لم تعد تجتهد من أجل تعميم الأمازيغية في غياب كما قلت سياسة إجبارية تنتهجها الدولة في يخص اللغة الأمازيغية. وفي ما يخص الأدوات البيداغوجية فهي غير متوفرة تماما في الأكاديميات بل يتم استقدامها من الايركام من طرف الأساتذة أو الجمعيات. في ما يخص الكتب فالأمازيغية لم يتم توفير أدواتها في مبادرة مليون محفظة.

وكيف تتعاملون مع ما يسمى بـ “جيوب المقاومة ” التي تعرقل تدريس الأمازيغية ؟

تعاني الأمازيغية بشكل كبير من جيوب المقاومة من أعداء الأمازيغية الإيديولوجيين الذين يوجدون في كل الإدارات وفي كل المصالح. فالأمازيغية مازالت ضحية مزاجية هؤلاء. ولعل فشل تعميم الأمازيغية يعود في جزء كبير منه إلى وجود بقايا الفكر القومجي والإسلاموي المعادي لكل ما هو أمازيغي. ونحن في الجمعيات التي تعنى بتدريس الأمازيغية ننهج سياسة الإلحاح وبالاهتداء إلى المسائل القانونية متسلحين بالصبر طبعا. فالعمل في مثل هذه الظروف وفي البحث عن تعميم الأمازيغية يجب أن يتسلح المرء النفس الطويل. كما نحاول دوما إشراك الأخر وإدماجه في الأنشطة التي نقوم بها.

بالعودة إلى موضوع القافلة، هل هي مبادرة وإنتهت أم أنها مبادرة ستتكررّ في المناسبات القادمة؟

في تقديرنا، تنظيم القوافل يشكل قيمة مضافة من أجل تدريس الأمازيغية وتعميمها في كل الأسلاك وفي كل المدارس، فالقافلة بمثابة اتصال مباشر مع المتعلم والتعريف بالأمازيغية وحرفها العريق تيفيناغ. وقد سررنا بالنتائج التي حققناها. ونحن عازمون على استمرارها وفي توسيع رقعتها وأنشطتها في الدورات المقبلة. فهذه فقط النسخة الأولى ولنا في المستقبل نسخ أخرى.

حاوره: منتصر إثري

اقرأ أيضا

خديجة يكن: الأمازيغية نبض حياة ووسيلة لإبراز قيم الإنسانية والجمال والكتابة بها فعل مقاومة

خديجة يكن: الأمازيغية نبض حياة ووسيلة لإبراز قيم الإنسانية والجمال والكتابة بها فعل مقاومة (1/2)

باعتبار الكلمات بوابة عميقة نحو الأرواح والأفكار، وجسرا يتماهى عبره الإبداع مع الإنسانية. اليوم نلتقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *