إشكالية التنظيم تُسائل مناضلين أمازيغيين في ندوة للحركة الثقافية الأمازيغية بوجدة

oujda nadwaأكد الأستاذ والمناضل أحمد الدغرني أنه آن الأوان لتقديم بعض النقد الذاتي، وتحديد الفرق بين الأمازيغية كلغة وثقافة، وبين الإنسان الأمازيغي الذي لا نجد ذكره في أي خطاب رسمي ولا في أي قانون، وأضاف الدغرني في ندوة مساء الأربعاء 04 ماي 2016، نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية بالحي الجامعي بوجدة في إطار برنامج أيام الشهيد، تحت عنوان “الحركة الأمازيغية بين النضال التحرري وإشكالية التنظيم”، أضاف “أننا في تحول من مرحلة الأمازيغية إلى مرحلة الأمازيغي”، كما طرح أحمد الدغرني إشكالية الموارد البشرية وحقوق الإنسان الأمازيغي فيها.

وقال بأن سنة 2016 عرفت إنجازات ضخمة للحركة الأمازيغية بدأ بأربعينية الشهيد الأمازيغي “إزم” التي عرفت إقبالا كبيرا (حوالي 20 ألف مشارك) وكانت اللجنة المشرفة عليها غاية في التنظيم، وقال بأن الحركة الأمازيغية لم تشهد في تاريخها إقبالا بذلك الحجم في كل محطاتها التاريخية، حتى عندما كانت في قمة أوجها يوم توقيع بيان محمد شفيق. وأضاف أن اللجان التنظيمية تلعب دورا مهما في نسبة التنظيم وخير دليل على ذلك قوة التنظيم الذي عرفته مسيرة “تاوادا ن إمازيغن” بمراكش.

كما نوه الدغرني بقوة الأنشطة التي تنظمها الحركة الثقافية الأمازيغية وجودتها، مشيرا إلى كونها تستفيد من شروط التحصين التي يمنحها الحرم الجامعي، حيث تنظم كافة أنشطتها وتناقش كل المواضيع دونما حاجة إلى ترخيص، وهي الميزة التي لا تتوفر لمناضلي الحركة الأمازيغية على مستوى الشارع السياسي.

من جانبها أكدت المناضلة والإعلامية الأمازيغية أمينة ابن الشيخ على أن الحركة الأمازيغية بمثابة امتداد واستمرارية لجيش التحرير، وقالت بأن إعادة كتابة التاريخ بأقلام وطنية وحدها من ستكشف لنا ذلك وتثبت أحقية كثير من الرجال والنساء الذين ناضلوا بالفعل، ما يعني حسب ابن الشيخ أن نضالنا كإيمازيغن هو نضال تحرري بالأساس، لكن تتساءل ابن الشيخ عن طبيعة هذا التحرر وعمن سنتحرر، فاتحة المجال للمناقشة والتواصل بين الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة، والحركة الأمازيغية على مستوى الشارع.

وأضافت ابن الشيخ أنه لابد من تنسيق الجهود بين الإطارات الأمازيغية، من أجل وضع استراتيجية للتحرر من التهميش والإقصاء، والعقلية المحافظة العروبية، التي لا تمت بصلة للعقلية الأمازيغية الحداثية، وأكدت ابن الشيخ أنه آن الأوان لتطوير آليات التحرر، والانتقال من التنظيمات الجمعوية إلى تنظيم سياسي.

وفي معرض تقديمها إجابات عن سؤال التنظيم قلت ابن الشيخ أن الإجابة عن سؤال ما العمل، تقتضي منا أولا معرفة ماذا نريد كأمازيغ، وقالت أنه من الجيد أننا بدأنا نفكر في الإنسان الأمازيغي الذي كان المحور الأساسي في ميثاق تامزغا، الذي طرحه التجمع العالمي الأمازيغي كمشروع سياسي بديل ومتكامل، ومن أجل تحقيق ذلك ترى أمينة ابن الشيخ أنه لابد للإنسان الأمازيغي من الوصول إلى الحكم، وذلك مرحليا، إما عبر الانخراط في التنظيمات السياسية، أو تأسيس تنظيمات جديدة كما فعل مؤسسوا “تامونت”، كفكرة تنبني على إدماج الأحزاب التي تقول أنها تدافع عن الأمازيغية، وقالت ابن الشيخ أن الفكرة طرحت منذ 6 سنوات، “لو عرفت منذ ذلك الوقت طريقها لربما قلبت موازين المشهد السياسي بالمغرب”.

ومن جهته قال المناضل الأمازيغي وخريج الحركة الثقافية الأمازيغية –موقع طنجة- أبوبكر الجوهري أن موضوع التحديات الراهنة هو موضوع الساعة بامتياز “وعلى الكل أن يستجيب وطنيا نظرا لما يشهده الواقع الدولي والإقليمي من تحولات، من شأنه الشعب الأمازيغي أن يستفيد منها”.

وأضاف الجوهري أن التحرر غاية إيمازيغن وهدف نضالاتهم، وأن التحرر يمتد في عمق المجتمع الأمازيغي، ليس في تاريخ المغرب المعاصر وفقط، وإنما في العمق التاريخي والعمق الاجتماعي لكافة الشعب الأمازيغي، وأجاب الجوهري عن معنى التحرر كون الإنسان الأمازيغي حرا يسعى في كل مرة وراء الحرية وأن يكون قرار مصير هذا الشعب في يده.

وأشار الجوهري في ذات السياق إلى أن التحرر هو القدرة على التطور الاجتماعي، وأوضح من جانب آخر أن إحياء الأمازيغية لغة وثقافة وشعبا لا يمكن أن تكون إلا عبر موت المخزن، كما طرح مسألة استحواذ المخزن على الثروة الوطنية وعلى ثروات إيمازيغن.

وأكد الجوهري  أن التيارية هي الحل للتعامل مع السؤال المؤرق لدى الحركة الامازيغية ألا وهو إشكالية التنظيم، وأكد كذلك أن مشروع جمعية النخبة والحزب السياسي عرف تواطؤا مع المخزن لكسر الحركة الثقافية الأمازيغية عندما طرحت ورقة “إيمغناس” كجواب لسؤال التنظيم.

وخلص الجوهري إلى أن العمل السياسي لا يعني بالضرورة المشاركة السياسية، إذ أن المشاركة السياسية، حسب الجوهري هي اعتراف ضمني بمؤسسات الدولة. بينما العمل السياسي الذي تدعو له الحركة الثقافية الامازيغية هو العمل من خارج النسق وعدم الانخراط في اللعبة السياسية.

أما خريج الحركة الثقافية الأمازيغية -موقع وجدة-، المناضل فؤاد الغديوي فقد استهل مداخلته بإعطاء نبذة عن حجم البطولات والتضحيات التي قدمها الشهيد عبد الكريم الخطابي في سبيل الشعب الأمازيغي، حاسما النقاش الذي طرح منذ أيام، بجدارة استحقاق الأمير “مولاي موحند” للقب شهيد الشعب الأمازيغي.

وقال الغديوي بأن مصطلح الاغتيال السياسي غير موجود في التشريعات المغربية، وأضاف أن معاهدة الحماية جاءت لمنع إمازيغن من الحكم، وطرح سؤال إمكانية الانخراط في أحزاب همشت الأمازيغية، وأجاب بالرفض كونها همشت الحقوق الأمازيغية في شمال إفريقيا، كما تساءل عن مصير ثروة إيمازيغن ليستشف من خلالها أن المخزن هو المسؤول عن نهب ثروات هذا الوطن.

وفي ذات السياق أعطى الغديوي أرقاما حول حجم مديونية الدولة المغربية وتفشي ظاهرة الريع لدى المخزن، وقال بأن الثروة محصورة قانونيا بين الأشخاص والرعايا، وهو دليل على غياب الإرادة السياسية للمصالحة مع الشعب الأمازيغي، وقال أن القضية الأمازيغية تسائل السلطة السياسية والثروة الوطنية، وطرح أيضا سؤال “هل يمكن أن نحكم في ظل وجود الحكومة التنفيذية في يد الملك، وكون الملك يستحوذ على جميع السلط القضائية والتشريعية والتنفيذية، وهل يمكن العمل السياسي وفق هذه الشروط”.

وبخصوص إشكالية التنظيم قال فؤاد الغديوي أن الحركة الثقافية الأمازيغية قدمت ورقة “حركة إمغناس” كإجابة لسؤال التنظيم، وهي أرضية للانطلاقة والإجابة، كونها تضع معالم في طريق إمازيغن للسير قدما بالنضال الأمازيغي والنضال التحرري. وقال كذلك أنه آن الأوان لطرح شروط العمل السياسي لإمزيغن في الشارع السياسي، وأكد على أن الحركة الثقافية الأمازيغية هي من أدت الضريبة الكبرى من الاعتقالات السياسية والاستشهادات.

كمال الوسطاني

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *