
الندوة التي نظمتها “جمعية سوس كناوة للثقافة والفنون الشعبية إنزكان”، بتنسيق مع ماستر “المغرب في إفريقيا: تاريخ وتراث”، شهدت مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في التراث اللامادي والأنثروبولوجيا، بهدف تسليط الضوء على الجذور الإفريقية العميقة لفن “إسمكان” وتجلياته في الهوية المغربية المحلية.
جلسات علمية وقراءات أنثروبولوجية
انطلقت الفعاليات بجلسة افتتاحية تضمنت كلمة رئيس الجمعية ومنسق الماستر، تلتها فقرة تكريمية لوجوه ساهمت في صون هذا التراث. وتوزعت أشغال الندوة على جلستين علميتين رئيستين:
الجلسة الأولى: ركزت على “العلاقات المغربية الإفريقية: مسارات التبادل وتجليات الحضور الإفريقي”، حيث ناقش الباحثون قضايا التصنيف الثقافي ودور المراكز التاريخية مثل “إليغ” في بناء المشترك الحضاري بين المغرب وعمقه الإفريقي.
الجلسة الثانية: تمحورت حول “فنون إسمكان: قراءات في نسق الطقس والرمز والأداء”، وتناولت مواضيع دقيقة مثل جدلية “المقدس والمدنس”، والطقوس الاحتفالية لـ “إسمكان” بمنطقة سوس، بالإضافة إلى المقاربات التاريخية لمسارات هذا الفن وانتقاله من الجنوب نحو العالمية.
تثمين التراث اللامادي
أكد المشاركون خلال المداخلات الاولى على أهمية هذا النوع من اللقاءات العلمية في توثيق الذاكرة الجماعية، مشيرين إلى أن فن “إسمكان” ليس مجرد أداء فولكلوري، بل هو خزان قيمي وتاريخي يجسد التنوع الثقافي المغربي وانفتاحه التاريخي على القارة السمراء.
وفي اختتام الندوة ستكون زيارة للمعرض الفني المقام بالمناسبة، متبوعة بعرض فني حي قدمته فرقة “إسمكان شباب سوس كناوة”، جسد التناغم بين البحث الأكاديمي والممارسة الفنية الميدانية.
يذكر أن مهرجان FE.NA.IS يستمر في تقديم فعالياته بمدينة إنزكان إلى غاية 27 دجنبر الجاري، بمشاركة واسعة من الفرق التراثية والفاعلين الثقافيين من مختلف جهات المملكة.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر




