نجد أنفسنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أمام ظاهرة خطيرة تستهدف شبابنا، حيث يُغرر بهم للهروب نحو الضفة الأخرى تحت وعود كاذبة وأوهام بواقع أفضل.
تلك الوعود التي تنتهي في كثير من الأحيان بأجساد غارقة في أعماق البحر أو بمصائر مجهولة في دولٍ غريبة.
نحن هنا لنندد بشدة بكل من يستغل أحلام الشباب ويقايضها بالموت. هؤلاء المغررون، سواء كانوا سماسرة البشر أو أصحاب الخطابات المزيفة، ليسوا إلا تجارًا للأوهام، يبنون ثرواتهم على حساب أرواح بريئة ومصائر ضائعة.
لكن المسؤولية لا تتوقف عند هؤلاء. على الآباء دور كبير في تربية وتأطير أبنائهم. يجب أن يدركوا أن الحوار المفتوح والاحتضان العائلي هما الحصن الأول ضد الانجراف خلف الأوهام. على الآباء أن يكونوا السند الذي يلجأ إليه أبناؤهم بدلًا من تركهم فريسة للتغرير.
وفي الوقت نفسه، على الدولة تحمل مسؤوليتها اتجاه هؤلاء الشباب، يجب أن تكون هناك سياسات واضحة للتأطير والإدماج، وأن يتم تقديم الفرص الحقيقية التي تعيد الأمل والثقة في المستقبل داخل الوطن.
إن شبابنا ليسوا وسيلة للاغتناء ولا سلعة للتجارة، يجب أن نتكاتف جميعًا عائلة، مجتمع مدني، أحزاب سياسية والدولة لحمايتهم وتوجيههم نحو بناء مستقبلهم بأمان وكرامة.