اعتبر المكتب التنفيذي لاتحاد العمل النسائي، في بيان اصدره على إثر تدارسه للحالة العامة لحقوق النساء وللمستجدات الأساسية والوقائع المقلقة التي همت أوضاعهن، أن فتح ورش مراجعة مدونة الأسرة يعد “فرصة تاريخية لبلادنا، علينا جميعا الإمساك بها من أجل القضاء على ما يطال النساء من تمييز وحيف ومظالم، وما يترتب عن ذلك من تفقير وتهميش وعنف في حقهن.
واعتبر أن الأوان قد حان لاعتماد اختيارات جريئة وحاسمة لدمقرطة المجتمع وإرساء مقومات المساواة والعدل والانصاف والطمأنينة أسسا للبنى والعلاقات الأسرية”؛
وأكد البيان على أن تغيير مدونة الأسرة يعتبر من الاصلاحات الكبرى التي يتعين على بلادنا استكمالها لتمكين النساء والنهوض بحقوقهن الأساسية وحمايتها، وفضلا عن ذلك لتحقيق أهداف التنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والارتقاء بحقوق الانسان والحريات الأساسية؛
وعبر اتحاد العمل النسائي عن عزمه الانخراط في هذا الورش الهام ومواصلة حملة اتحاد العمل النسائي من أجل تغيير شامل وجوهري لمدونة الأسرة من حيث فلسفتها ومفاهيمها ومقتضياتها ولغتها، وذلك بما يضمن المساواة التامة بين الجنسين في كل موادها، وملاءمتها مع ما نص عليه الدستور من مساواة في الحقوق والحريات ومن حظر للتمييز على أساس الجنس، ومع ما نصت عليه اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز التي صادق عليها المغرب؛
وأضاف البيان أن المكتب تابع بحزن عميق واستنكار شديد فاجعة وفاة طفلة لا يتعدى سنها 14 ربيعا بمنطقة بومية إقليم ميدلت ، جراء عملية اجهاض سري في منزل مغتصبها، وفي غياب أية شروط للسلامة الصحية، وبهذا الصدد تقدم اتحاد العمل النسائي بأحر التعازي الى عائلة الضحية.
واعتبر الدولة مسؤولة عن هذه المأساة بتقييدها المتشدد للإيقاف الارادي للحمل دون أي اعتبار لظروف وقوعه، وهو ما يتعارض مع واجبها في حماية النساء من مضاعفات وأخطار الإجهاض السري، وضمان حقهن في الإجهاض الطبي الآمن، بتوفير الشروط الطبية اللازمة، والولوج للمعلومات وللخدمات والمرافق الصحية العمومية؛
وأكد البيان على حق النساء في الإيقاف الإرادي لحمل غير مرغوب فيه، على أساس حرية الاختيار واستقلالية القرار، ضمانا لحقهن في الحياة والصحة والسلامة الجسدية والنفسية والاجتماعية، يجب أن يكفله القانون باعتباره حقا من الحقوق الأساسية وأن يتم التنصيص عليه وعلى مستلزماته في مدونة للصحة بدل القانون الجنائي؛
وجدد مطالبته بمراجعة شاملة وعميقة للقانون الجنائي، تتأسس على مقاربة حقوقية ترتكز على المساواة وحماية الحقوق والحريات وضمنها الحقوق الاساسية للنساء، وعلى محاربة التمييز والعنف ضدهن؛
كما عبر المكتب عن تنديده الشديد بما اقترفه الصهيوني ديفيد غوفرين رئيس مكتب الاتصال من جرائم الاستغلال الجنسي في حق نساء مغربيات استغل نفوذه لاستباحة كرامتهن وسلامتهن، في استهتار تام بالدولة المغربية وإهانة موجعة للنساء المغربيات ككل والشعب المغربي برمته. اننا في اتحاد العمل النسائي إذ نستغرب لصمت السلطات العمومية وعدم تحركها لإنصاف الضحايا واتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص ما تعرضن له من اعتداءات، نطالب رئاسة النيابة العامة بفتح تحقيق في هذه الجرائم ضمانا لعدم الإفلات من العقاب واحقاقا لحقوق الضحايا ولرد الاعتبار لكرامتهن بل ولعزة الوطن الذي لا يمكن أن يسترخص نساءه. كما ندعو الى إعادة النظر في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم.