في كل تظاهرة احتفالية بشجرة أركان، يلاحظ غياب شاعر قصيدة أركان، الفنان الكبير علي شوهاد. ربما صمته الرهيب يثير العديد من التساؤلات، لماذا يتم تجاهله؟ هل تجاهله عرض متعمد أم أن هناك أسباب أخرى وراء ذلك؟ قد يكون صمته يحمل رسائل مهمة ومعانٍ قد نفتقدها.
بالنظر الى الحب والتقدير العميق الذي يحمله الفنان الأمازيغي الأصيل علي شوهاد لشجرة أركان التي تُعتبر رمزًا بيئيًا وثقافيًا واقتصاديًا للمغرب، لا يمكننا أن نتجاهل الحاجة الماسة لدعوته في الاحتفالات والتظاهرات الثقافية المتعلقة بشجرة أركان.
نعلم جميعًا أن الاحتفالات الثقافية لها جذور غنية في الأدب والفن والموسيقى. ومن غير المعقول أن نجد التظاهرات الثقافية التي تُقام حول شجرة أركان، تقام دون ذكر هذا الفنان العظيم الذي ألهمته، والذي ألهم الكثيرين من خلال موسيقاه.
يعتبر الشاعر الكبير علي شوهاد الأول على صعيد الأغنية الأمازيغية، وعلى مر الزمن، الذي تغنى بشجرة “أركان” عبر قصيدة رائعة هي من كلماته وتلحينه وغانها رفقة أعضاء مجموعة أرشاش .
الفنان المقتدر علي شوهاد أضاء بأنغامه الثقافة الأمازيغية، ويستحق أن يكون محورً هذه التظاهرات.
الأغنية ليست مجرد أصوات وألحان، فهي قصة تروي، تُروي الحياة والثقافة والتراث، وما من شخصية أفضل من مولاي علي شوهاد للغناء عن شجرة أركان، فهو قد أدرك فعلياً قيمتها وأهميتها ورمزيتها.
يبدو غريبًا أن نجد أنه، بالرغم من كل ما ساهم به هذا الفنان العظيم، فإنه يُتجاهل عندما يتعلق الأمر بالاحتفالات والتظاهرات الثقافية التي تتعلق بشجرةأركان. هل ننسى مدى تأثيره على الثقافة الأمازيغية والمغربية على حد سواء؟ هل ننسى كيف غنى عن شجرة أركان وكيف جعلنا نقدر قيمتها وأهميتها أكثر من أي وقت مضى؟
من بين العديد من التظاهرات الفنية والثقافية التي تُقام حول شجرة أركان، تظاهرة “ملكة جمال أركان” وهي واحدةمن التظاهرات الأكثر بروزًا. هذه الفعالية الرائعة التي تجمع بين الجمال والثقافة، وتحتفي بالتراث الأمازيغي والمغربي، من المفترض أن تكون فرصة لتكريم وتقدير فن علي شوهاد، هذا الرجل الذي غنى عن أركان.
وبنفس القدر من الأهمية، هناك بعض الكتب التي صدرت حديثاً حول شجرة أركان والتي تستكشف العلاقة الطيبة بين الشجرة والإنسانية. لقد كان من المناسب جداً أن يكرم هذا الفنان العظيم كضيف شرف، وليس فقط لأنه يستحق ذلك، ولكن أيضًا لأن فنه وأغانيه تعكس بشكل فريد الرؤية والرسالة المعبر عنها في هذا الكتب.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا نسيان اليوم العالمي لشجرة أركان، هذه التظاهرة السنوية الرائعة التي تُقام لتكريم هذه الشجرة الرائعة وأهميتها البيئية والاقتصادية. من الأساسي أن يكون علي شوهاد، الذي لطالما غنى بحبه وتقديره لشجرة أركان، جزءًا لا يتجزأ من هذا اليوم الهام.
إذاً، فليتردد صدى هذا النداء في أذني كل من هم على مقدرة تحقيقه. إلى الجهات المسؤولة والمنظمة على الصعيد الوطني والمحلي، نقول لكم: قد حان الوقت لتغيير مجرى الأمور.
لا يكفي أن ننظر إلى ماضينا الثقافي ونتأمل فيه، بل يجب أن نحييه ونعترف بالأفراد الذين أثروا فيه، مثل علي شوهاد، الذي ألهم وأشعل الشعور بالأمازيغية في قلوبنا من خلال أغانيه عن شجرة أركان.
الاحتفالات والتظاهرات الثقافية لشجرة أركان هي فرصة لنا للاعتراف بالإسهامات الفنية والثقافية الهامة، لكن إذا تم تجاهل الأصوات الحقيقية والمؤثرة، فإننا نخسر جزءًا هامًا من روحنا الثقافية.
إن تجاهل علي شوهاد، هذا الرمز الفني الذي كان له دور بارز في تعزيز حبنا واحترامنا لشجرة أركان، ليس فقط خطأً غير مبرر، بل هو مس بالتراث الأمازيغي والمغربي الذي نحاول جميعًا الاحتفاء به والحفاظ عليه.
لذلك، نحثكم بشدة على تغيير الأمور وإعادة النظر في طريقة تنظيم هذه الأحداث. نحن نستحق أكثر من هذا، وأكثر من ذلك، فإن علي شوهاد يستحق أكثر من هذا.
عبد الغاني أكناو