تجمهرت حشود ضخمة وسط العاصمة الجزائرية صبيحة اليوم الجمعة 31 ماي 2019، للمطالبة بفتح تحقيق “مستقل” حول مناضل حقوق الإنسان كمال الدين فخار الذي توفي الثلاثاء عقب دخوله في إضراب عن الطعام، والتعبير عن رفضها للحوار الذي اقترحه قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.
وتعرض عدد من المواطنين، المتحدرين من منطقة أت مزاب خاصة، لحملات توقيف شنتها قوى الأمن الجزائرية أمام البريد المركزي، نقطة انطلاق مظاهرات “الجمعة 15” في الجزائر العاصمة.
وفي تصريح للناشط الحقوقي المزابي، والمندوب السابق للتجمع العالمي الأمازيغي بالجزائر، المقيم حاليا بإسبانيا، خضير سكوتي، أكد أنه في الساعات الأولي من نهار اليوم تم تطويق جميع الطرق المؤدية للبريد المركزي بالشرطة، “حيث قامت بعملية تفتيش لكل السيارات وتمت مصادرة الرايات الأمازيغية وتوقيف أت مزاب القادمين من تغردايت بسياراتهم أو عن طريق الحافلات”.
وأضاف سكوتي أنه تم اعتقال 15 شابا في محطة الحافلات وتم وضعهم في مخافر الشرطة إلى غاية انتهاء المسيرة المبرمجة اليوم “الجمعة 15″، التي كانت مهداة لروح الشهيد الدكتور كمال الدين فخار.
وتعدّ وفاة فخار مؤثرة إلى حد كبير، ففضلاً عن أن الراحل، الذي امتهن الطب، كان من المتحمسين لـ”الثورة السلمية” في الجزائر، فقد كان ذلك معروفاً بنشاطه داخل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذا في حزب القوى الاشتراكية (حزب معارض) قبل خروجه منه، فضلاً عن نشاطه مع الحركات الأمازيغية، ومطالبته بدولة جزائرية علمانية. وقد سبق أن دخل السجن مرات عديدة كما جرى عام 2015 على خلفية أحداث عنف مذهبية وإثنية في غرداية خلفّت عددا من القتلى.
واعتُقل كمال فخار بعد تدوينات على فيسبوك حسب منظمة أمنستي، رفقة نشطاء آخرين من بني مزاب، هم الحاج إبراهيم عوف، ولعساكر باحمد، وادريس خياط، ونورالدين تيشعبت، وبابانجار محمد. ودخلت على قضية وفاته منظمات محلية ودولية، ومنها منظمات أمازيغية في شمال إفريقيا، وقد سبق لفخار أن أسس “الحركة من أجل الحكم الذاتي لمزاب”، وهو ما أثار حفيظة السلطات الجزائرية التي تتوجس من مطالب انفصالية في منطقة القبايل.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني